| متابعة
*
* الرياض الجزيرة:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض اليوم الأحد الموافق للخامس من شهر شعبان الجاري حفل افتتاح معرض المصاحف المطبوعة الذي يقيمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بقاعة التراث الاسلامي بالمركز.
وفي تصريح صحفي بهذه المناسبة أعرب صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن خالص شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتشريفه ورعايته حفل افتتاح المعرض ولدعمه المتواصل لمؤسسة الملك فيصل الخيرية بشكل عام ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية بشكل خاص، وابان سموه ان هذه الرعاية تأتي امتدادا للجهود المقدرة التي تقوم بها حكومة المملكة لخدمة المصحف الشريف وعلى رأسها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله المتمثلة في اقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي قام بطباعة ملايين النسخ من طبعات القرآن الكريم وزعت في جميع القارات والدول الاسلامية وفي اوساط الاقليات المسلمة في أنحاء العالم. واضاف سموه ان المعرض يهدف ايضا الى تسليط الضوء على مراحل تطور طباعة المصحف الشريف والى ابراز الجهود التي قامت ولا زالت تقوم بها المؤسسات الحكومية والاهلية والافراد وعلى مستوى العالم في مجال طباعة المصحف الشريف ونشره. واختتم سموه تصريحه بالابتهال الى الله جل وعلا بأن يهدي المسلمين لحفظ القرآن وتدبر معانيه والعمل بما فيه.
عبرالزمان والمكان
من جانبه قال صالح الخريجي رئيس اللجنة التنفيذية للمعرض: إن هذا المعرض تطواف عبرالزمان والمكان، اما الزمان فبداية من العام 1538م وهو العام الذي ظهرت فيه اول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم، وأما المكان فانطلاقاً من مدينة البندقية في ايطاليا في رحلة مباركة عبر السهول والجبال مع مركب حمل النور والهداية الى كل زوايا الكرة الارضية. انها رحلة مع كوثر سال، بأرض قاحلة وقلوب ممحلة، فتحولت به القفار الى حنان والخوف الى امن وامان، قرة عين للحائر، وامان للخائف ونور للبصائر .. كتاب اعجب الجن، واعجز الانس فيه خبر الاولين وصفات المتأخرين.
واضاف: إن المعرض يهدف الى الوقوف على مراحل تطور كتابة المصاحف، والاطلاع على نماذج من الخط العربي وتطوره خلال كتابة المصحف، وقراءة الجانب الروحي والفكري والتطوير المادي في حياة المسلمين، وابراز الشواهد المادية والاثرية للحضارة الاسلامية الدالة على وحدة اصول الفن الاسلامي، وتتبع مراحل تطور الطباعة، من خلال المصاحف المطبوعة في العالم، تحت سقف واحد.
وقد بلغ عدد المصاحف التي سيتم عرضها ما يزيد على 731 مصحفاً من 64 دولة، وهي مصاحف نادرةومتميزة في نواح عدة، مثل الطباعة والزخرفة والاخراج، بالاضافة الى عدد من المصاحف النادرة التي كانت قد اهديت إلى الملك فيصل يرحمه الله.
والمعروف ان اول نسخة مطبوعة للقرآن الكريم هي طبعة البندقية في سنة 1538م، ولم يبق من هذه الطبعة سوى نسخة واحدة محفوظة في دير سانت ميسشيل بالبندقية في ايطاليا، ويلي هذه الطبعة مصحف هامبورج المطبوع في المانيا عام 1664م، وتوجد منه عدة نسخ، منها واحدة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، ثم طبعة بتافيا عام1698م، وطبعة سانت بترسبورغ عام 1787م، وطبعة ليبزغ عام 1834م، وطبعة قازان عام 1848م.
اما في البلاد العربية والاسلامية، فقد طبع المصحف منذ القرن التاسع عشر، وتعددت طباعته في مدن كثيرة، مثل استانبول، والقاهرة، ودمشق، ومكة المكرمة، وطهران التي طبع فيها عام 1828م، وتبريز في عام 1833م، والقاهرة في عام 1890م.
واوضح الخريجي ان المعرض افرد جناحاً خاصاً لابراز جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في خدمة المصحف الشريف والمتمثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
والجدير بالذكر ان المجمع قد انتج منذ افتتاحه قبل 17 عاما وحتى شهر مايو/الماضي اكثر من 165 مليون نسخة، ووزع خلال الفترة نفسها 142 مليون نسخة في جميع القارات والدول الاسلامية، وفي اوساط الاقليات المسلمة في العالم، ووصل عدد الاصدارات التي انتجها المجمع الى ما يزيد على 90 اصدارا موزعة بين مصاحف كاملة واجزاء وترجمات، وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية وغيرها..
واضاف ان المركز يأمل ان تكون هذه التظاهرة الثقافية تذكيراً بتحمل امانة رعاية المصحف الشريف وخدمته في كل عصر بوسائله المناسبة.
وكذلك التذكير بالارتباط الوثيق بين الثقافة الدينية الاسلامية، والقرآن الكريم الذي انزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانتشر في ارجاء المعمورة، حاملاً لغة القرآن لتصبح اوسع لغات الارض انتشارا عندما كان الاسلام راسخاً في نفوس ابنائه.
وايضا تنبيهاً للباحثين من خلال ما يعرض من المصحف على بعض موضوعات التراث الفنية التي تحتاج الى دراسة، وابرازا لجانب من الثقافة الاسلامية، سواء من خلال زيارة المعرض والاطلاع على المعروضات او من خلال الدليل التوثيقي للمعروضات.
واختتم رئيس اللجنة تصريحه بتوجيه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض على رعايته الكريمة لحفل افتتاح المعرض، ولصاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل المديرالعام لمؤسسة الملك فيصل ولصاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل رئيس مجلس ادارة المركز ولسمو الامير بندر بن سعود بن خالد امين عام المؤسسة وسعادة الدكتور يحيى محمود بن جنيد امين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية على ما لقيته اللجنة من دعم وتشجيع.
عناية المملكة بالقرآن الكريم
ويعد القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية منهج حياة، ونظام حكم، ومصدر إلهام، قامت به ونهضت وتفوقت بهديه، فمنذ ان تفتحت عينا الملك عبدالعزيز على الحياة، كان الدرس الاول الذي وعاه في صباه هو القرآن الكريم، تلاوة وتدبراً وحفظاً، وظل ملازما له طوال حياته في عسره ويسره، فرحه وحزنه، سفره واقامته، حربه وسلمه، يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن، لم تُضعف صلته به أبهة ملك، ولا عظمة سلطان، بل كان كلما اتسع ملكه، وقوي سلطانه ترْقى وتقوى صلته بالقرآن، خوفاً من الله، ورجاء في ثوابه.
ربى أبناءه على حب القرآن والتمسك به، وتعهده بالتلاوة والحفظ، وقد كان يوماً مشهوداً ذلك اليوم الذي يختم فيه أحد أبنائه قراءة القرآن، فيحتفي به احتفاء عظيماً.
ومنذ تلك الايام اصبح الاحتفال بختم القرآن تلاوة وحفظاً، عادة حسنة سار عليها الناس في هذه البلاد الطيبة، سواء على المستوى الرسمي من خلال الجمعيات والمؤسسات القائمة على تعليم القرآن الكريم، أو على المستوى الفردي، وكثيرا ما يحضر هذه الاحتفالات الامراء والوزراء وكبار الموظفين وعامة الناس.
وفي إحصائية لعام 1419/1420ه، بلغ مجموع طلبة وطالبات هذه الجمعيات (219،272) طالبا وطالبة، ومجموع حلق التدريس والفصول (787. 10) حلقة وفصلاً، ومجموع المعلمين (290. 9) معلماً ومعلمة.
ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم، تنظيم مسابقتين دوريتين في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره، المسابقة الأولى محلية لأبناء المملكة، والمسابقة الثانية دولية لابناء جميع المسلمين في كل انحاء العالم، وتم تكوين امانة عامة للاشراف على المتسابقين في عام 1399ه، تتبع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة الارشاد.
وتجرى المسابقة المحلية في الرياض كل عام، في خمسة فروع هي:
حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد والترتيل، وتفسير جزء من القرآن الكريم يحدد في كل عام.
حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التلاوة والتجويد.
حفظ عشرين جزءاً مع التلاوة والتجويد.
حفظ عشرة أجزاء مع التلاوة والتجويد.
حفظ خمسة أجزاء مع حسن الصوت والتلاوة.
وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقات حتى عام 1418ه (1421) متسابقاً.
أما المسابقة الدولية، فقد انشئت بالامر الملكي الكريم رقم 25281 بتاريخ 12/11/1398ه، على ان تقام كل عام في مكة المكرمة، وهي في خمسة فروع كالمسابقة المحلية، وتشرف عليها لجنة تحكيم دولية.
وقد بلغ عدد المشاركين في هذه المسابقة حتى عام 1419ه (3135) متسابقاً من مختلف انحاء العالم.
وفي شوال من عام 1418ه اعلن عن جائزة كبرى لحفظ القرآن الكريم، وهي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتقام هذه المسابقة في الرياض من كل عام، وتشرف عليها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد.
وقد تجاوزت المبالغ المقدمة للفائزين بالجائزة مليونا ونصف المليون ريال سعودي، وهي مقدمة من الحساب الخاص لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز، رعاية منه للقرآن الكريم وتشجيعاً على حفظه وحسن تلاوته.
ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم، طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل، إذ يتراوح عدد المكفوفين في العالم ما بين واحد الى ثلاثة بالمائة من عدد السكان، منهم خمسة وعشرون مليون مسلم تقريبا. فيهم قرابة عشرين الف كفيف بالمملكة.
تتولى وزارة المعارف ممثلة بالامانة العامة للتربية الخاصة، الاشراف على طباعة المصحف بطريقة برايل، وذلك بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله.
ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم ترجمة معانيه الى اللغات المختلفة، وطباعتها وتوزيعها على جميع المراكز والمؤسسات التابعة لرابطة العالم الاسلامي المنتشرة في معظم انحاء العالم، وكذلك على الدعاة التابعين للرابطة. وقد عنيت هذه الترجمات برعاية ودعم سخي، فقد تبرع الملك فيصل رحمه الله على نفقته الخاصة بطبع خمسة وعشرين مليون نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم الى لغة اليوربا التي يتحدث بها اكثر من سبعة عشر مليوناً في افريقيا.
وقد تواصل الدعم الكريم لطباعة ترجمات معاني القرآن الكريم الى اللغات المختلفة، على نفقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
معرض المصاحف المخطوطة والمطبوعة
انطلاقا من أهداف مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، التي منها اقامة المعارض المتخصصة، فقد قام المركز بتنظيم معرض المصاحف المطبوعة إيماناً منه بأهمية المصحف الشريف وتوزيعه وإطلاع العالم الإسلامي على ما وصلت إليه طباعة المصحف من تنظيم وتطور.
وقد استجابت دول كثيرة للمساهمة في المعرض من خلال مشاركتها بما يتوافر لديها من مصاحف مطبوعة، وبلغ عدد الدول المشاركة بالمعرض ستاً واربعين دولة.
كما بلغ عدد المصاحف التي وصلت للمركز، وعرض أكثرها قرابة 731 مصحفاً، منها ما هو نادر، وما هو متميز في طباعته وزخرفته وإخراجه.
ويحتوي المعرض على مصاحف نادرة، أهديت إلى الملك فيصل رحمه الله، من بعض الملوك والرؤساء ويضم أيضا طبعات مبكرة للقرآن الكريم في اوروبا، منها:
*طبعة البندقية في عام 1538م، التي لم يبق منها سوى نسخة واحدة محفوظة في دير سانت ميشيل بمدينة البندقية في ايطاليا.
*ومنها مصحف هامبورج المطبوع في المانيا عام1694م، وهو من أقدم الطبعات المعروفة في العالم، وتوجد منه نسخة محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية.
*طبعة بتافيا عام 1698م.
*طبعة سانت بترسبوغ عام 1787م.
*طبعة ليزغ عام 1834م.
*طبعة قازان عام 1848م.
هذا وقد طبع المصحف الشريف في البلاد العربية والاسلامية منذ القرن التاسع عشر، وتعددت طبعاته في مدن كثيرة منها استانبول، والقاهرة، ودمشق، مكة المكرمة، وطهران، فقد طبع في طهران عام 1828م، وفي تبريز عام 1833م وفي القاهرة عام 1890م.
ويرمي المركز من خلال تنظيمه لمعرض المصاحف المخطوطة المطبوعة إلى:
إظهار عناية المسلمين بالقرآن الكريم.
الوقوف على مراحل تطور كتابة المصحف.
الاطلاع على نماذج من الخط العربي وتطوره من خلال كتابة المصحف.
قراءة الجانب الروحي والفكري، والتطور المادي في حياة المسلمين.
إبراز الشواهد المادية والأثرية للحضارة الإسلامية الدالة على وحدة أصول الفن الإسلامي.
تتبع مراحل تطور الطباعة من خلال المصاحف المطبوعة في العالم.
جمع أكبر عدد ممكن من نماذج المصاحف المطبوعة في العالم تحت معرض واحد.
ويفتح المعرض ابوابه للزوار ابتداء من يوم الاثنين 6/8/1422ه 22/10/2001م، على فترتين من الساعة 9 12 صباحاً ومن 4 9 مساءً، كل يوم ما عدا يوم الجمعة، وقد خصص يوما الاثنين والخميس لزيارة النساء.
|
|
|
|
|