| متابعة
* القاهرة د ب :
بدأ عمرو موسى أمس «السبت» زيارته الاولى إلى واشنطن بصفته أمينا عاما للجامعة العربية لإجراء محادثات مع المسؤولين في الادارة الامريكية من المنتظر أن تتركز حول وضع العرب في الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات الإرهابية على واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من أيلول سبتمبر/ الماضي.
ومن المنتظر أن يلتقي الامين العام مع زعماء الطائفتين العربية والاسلامية في الولايات المتحدة في بداية زيارته في محاولة للاطلاع على أوضاعهم ومناقشة التقارير الخاصة بجرائم الكراهية ضد أتباع الطائفتين في أمريكا.
يذكر أن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا قد أبلغوا عن العديد من الحوادث المتعلقة بارتكاب أعمال عنف ضدهم وضد مؤسساتهم، خاصة بعدما كشف المحققون أن كل المتهمين في الهجمات على واشنطن ونيويورك كانوا عربا أو مسلمين.
وصرح موسى للصحفيين أمس الاول ان زيارته لواشنطن تأتي في وقت عصيب بالنسبة لأعضاء الجالية العربية في الولايات المتحدة التي تحتاج إلى دعم ومساعدة ومشاورات.وقال إنه يجب أن يستمع أحد إليهم وإلى مشاكلهم.
وألقي القبض على مئات المتهمين من المسلمين في حملات أمنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا. وتذمر زعماء المسلمين من أن المكتب الفدرالي للتحقيقات «إف. بي. آي» يطبق سياسات ترهيب لا تحترم الخصوصية لاستجواب أعضاء الجالية الاسلامية ضمن التحقيقات الخاصة بالهجمات الإرهابية.
وقال المسلمون في العاصمة الالمانية برلين إنهم يشعرون أنهم أصبحوا هدفا «للشك الجماعي» منذ هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر وأعربوا عن مخاوفهم بأنهم قد يصبحوا أهدافا لأعمال انتقامية.
وفي استراليا، قال إمام مسجد إن مسجده في بريسبان احترق في حادث حريق متعمد، وحث الاستراليين على تفهم أن الاسلام لا يدعو إلى الإرهاب.
وقال مشيرا لتدمير مسجده: «هذا لا يمثل الاستراليين، كما أن الاعتداء الذي وقع في الولايات المتحدة لا يمثل المسلمين».
وسيسعى الامين العام للجامعة العربية إلى طرح رؤيته خلال اجتماعاته مع المسؤولين والساسة والزعماء الدينيين والجاليات في أمريكا.
وتأتي زيارة موسى إلى الولايات المتحدة بعد أيام من إعلان الجامعة العربية عن إقامة نظام اتصالات فوري للتعامل مع «العدد المتزايد من الشكاوى» من العرب الذين يعيشون في الخارج.
وقال موسى إن النظام الجديد سيساعد الجامعة على متابعة أوضاع العرب واتخاذ الخطوات الضرورية لضمان سلامتهم وحماية مصالحهم.
ويعد هذا الإجراء الاول في سنوات من جانب أمين عام للجامعة العربية تعبيرا عن اهتمامه بأحوال العرب في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويقول موسى إنه يعتبر هذا الاجراء جزءا من عملية إصلاح الجامعة بطريقة تجعلها قريبة من المهاجرين العرب، خاصة في الاوقات التي يواجهون فيها «ممارسات وسياسات عنصرية».
وكشف موسى عن اتصاله الشخصي بوزير الخارجية الامريكي كولين باول ليحث الادارة الامريكية على اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل الحفاظ على «سلامة ومصالح» العرب الذين يقيمون في أمريكا.
وأعرب موسى عن رضاه من الجهود المتناسقة التي قام بها المسؤولون الامريكيون وعلى رأسهم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بهدف توعية الامريكيين بأن ليس كل العرب إرهابيين أو معادين للامريكيين.
ويرى موسى أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين التصدي له، مشيرا إلى ما يراه العرب كتحريض لبث المشاعر المعادية للعرب والاسلام في وسائل الاعلام والاوساط الرسمية الغربية.
وكان موسى قد اقترح تشكيل لجنة من المفكرين العرب والمسلمين تقوم بإعداد برنامج عمل للرد على حملة التشويه في الصحافة الغربية لصورة الاسلام والمسلمين.
ويتضمن جدول أعمال عمرو موسى قضايا أخرى، مثل تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين وضرورة تدخل الولايات المتحدة بقوة أكبر في الصراع في الشرق الاوسط الذي يعتبره العرب هاما بالنسبة للسلام في المنطقة والامن الدولى.
وسيذكر موسى المسؤولين الامريكيين بأن أكثر من 50 في المائة من أسباب الإرهاب الدولي تنبع من نزاع الشرق الاوسط وأن الحرب ضد الإرهاب لن تكون لها فاعلية بدون معالجة هذه الاسباب.
وكانت الجامعة العربية قد أدانت الهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة وتعهدت بمساندة الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب ولكن مع عدة شروط.
وذكرت الجامعة أنها لن ترحب بأي تدخل إسرائيلي في هذه الحرب أو استهداف أي دولة عربية أو التسبب في معانات المدنيين الابرياء. كما أنها دعت إلى ضرورة القيام بجهود جادة من أجل تسوية قضية الشرق الاوسط.
|
|
|
|
|