|
| القرية الالكترونية
يوم في جايتكس في دولة الإمارات العربية هو يوم غريب وعجيب ومذهل ومدهش في الوقت نفسه حيث اختلطت الأوراق والخطط لدى كثير من الجهات من جهة وزادت التطلعات والتوجهات والآمال من جهة أخرى وذلك بسبب إفرازات التقنية ومخرجاتها التي لا تعرف المستحيل ولا يمكن التنبؤ بها، حقا إن العالم يمر بحقبة جديدة في تطور سبل إيصال المعلومات، فتقنيات الاتصالات تتفجر يوما بعد يوم ولا يمكن التنبؤ بعالم الاتصالات في المستقبل حيث يقول سيتلر (Saettler) ليس من السهل التنبؤ بمستقبل استخدام التقنية في مجالات الحياة، ولكن التنبؤ السهل الذي ينبغي أن يبنى عليه المستقبل هو أن الأشياء التي تحصل عادة تكون أكبر مما تم توقعه هذا هو ما حصل في جايتكس فلا يمكن التنبؤ بما حصل ويحصل وفي هذا اليوم سوف أقف مع القارئ وقفة تحليل «شخصية» لما شاهدته خلال زيارتي يوم أمس لمعرض جايتكس في دولة الإمارات.
1تشير التقارير المنشورة إلى أنه رغم الأحداث الجارية إلا أن نسبة المشاركين في المعرض زادت 11% عن العام الماضي، وتأتي هذه الزيادة من شرق آسيا الذين اكتظ المعرض بمنتجاتهم وخاصة في مجال العتاد (Hardware) حيث إن معظم الشركات القادمة من شرق آسيا قامت بعرض منتجاتها في مجال العتاد وتطويره الأمر الذي أدى إلى زيارة رئيس مايكروسوفت بيل قيت يوم أمس لشركة سامسونج لعقد كثيرمن الاتفاقيات بين الشركتين.
2من جهة أخرى يلاحظ المشاهد أن جهود العالم العربي في مجال المعلوماتية تركز على إنتاج البرامج «التطبيقية» خاصة البرامج التطبيقية التي تحتاج إليها الجهات الحكومية أو القطاع الخاص، كما أن بعض الشركات العربية بدأت في مجال برامج الأطفال البرامج التعليمية،ورغم أنه يجب التشجيع لهذا التوجه لكن يجب أن يكون لنا موضع قدم في مجال العتاد وهذا يحتاج إلى نوع من الجهود المشتركة بين أكثر من جهة ولعلي أتحدث عن هذا في مقال خاص.
3قمت بصحبة أربعة زملاء من أساتذة الجامعات ( من السعودية. عمان. الكويت) بدراسة تقويمية لبعض البرامج المتخصصة مجال التعليم بصفة عامة وكان هناك شبه إجماع بين الاخوة المقومين إلى أن معظم البرامج ينقصها التكامل بل هي ما زالت في بداية الطريق وذلك راجع إلى أن بناء تلك البرامج قام على أيدي متخصصين في مجال الحاسب الآلي ولم تتم الاستعانة بالمتخصصين في الحقل نفسه أو المجال، أعني بذلك عندما يكون البرنامج في الشؤون المالية لا تتم الاستعانة في شخص مالي ومثله يقال في البرنامج التعليمي.
4هناك نمو واضح في تطوير مايسمى في التعليم عن بعد (E learning) حيث قامت شركة أي بي أم بالتعاون مع شركة لوتس بطرح برنامج 5.0 learning Space الذي يعتبر من أفضل البرامج ماعدا تكلفته العالية التي قد تؤثر في اقتناء المؤسسات الحكومية والخاصة لهذا البرنامج، كما أن شركة أوراكل قامت بطرح برنامج آخر باسم oracle University لكن هذا البرنامج من وجهة نظر المتخصصين ليس بقوة حجم البرامج الأخرى حيث انه يركز على إدارة التعليم الإلكتروني وليس على التعليم الإلكتروني نفسه، وبالجملة فقد أشار أحد المحاضرين في المحاضرات المتخصصة في التعليم عن بعد أن هناك نموا في السوق وأنه في عام 2003 سوف تكون هناك أكثر من 200 مليون يتدربون على الشبكة ويبلغ حجم الاستثمار فيه أكثرمن 3 مليارات.
5يلاحظ المشاهد في معرض جايتكس قلة الإعلانات المتجولة أعني بذلك عدم وجود جوالين داخل المعرض يقومون بالدعاية لشركة أو أخرى مقارنة بالسنوات الماضية بل أن الأمر وصل إلى أن بعض الشركات لا يوجد لديها أكياس أو أوعية لبيع المبيعات وإن وجدت فإن جودتها رديئة أعني ليست على مستوى مقارنة بما سبق، وهذا يدل على أن هنا ك بداية تركيز للجهود والحاجة الماسة إلى السيولة المادية بأي شكل من الأشكال، عموما هذه بعض الخواطر الشخصية التي خرجت بها من معرض جايتكس وهناك خواطرأخرى في مجال التدريب والتركيز عليه وكذلك في مجال الاتصالات واستخدام الاقمارالصناعية في كل الجوانب وكذلك استخدام التقنيات المدمجه في كل الجوانب ولكن المقام يضيق لذكرها وحصرها.
*جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
