| الفنيــة
الفن رسالة راقية في كل مجتمع والفن لا يقتصر على التمثيل او الغناء بل يمتد الى اكبر من ذلك فالمتحدث الجيد هو فنان والكاتب فنان والفنانون بأشكالهم وانواعهم كثيرون حتى الرجل حينما ينجح في بيته ومع اولاده وزوجته فهو فنان. والفنان حينما يقدم ما لديه فانه يقدم لنا تجربة انسانية تحقق لنا من خلالها فوائد عدة منها الاستفادة والمتعة التي لا تخلو من التوجيه والارشاد الذي يحقق المصلحة للمتلقي هذا هو الفنان كمؤد للرسالة ولكن يتخبط احيانا هذا الفنان في سلوكياته التي تثير استغراب الجميع فنشاهد حالات عجيبة تصدر من بعض الفنانين وهي عبارة عن استياء يمر بة هذا الفنان الا انها جريمة الانتحار، فلقد لوحظ في الآونة الاخيرة هذه الظاهرة التي انتشرت عند بعض الفنانين بمختلف فئاتهم وهذا بالطبع مؤشر خطير يعصف بعواطف هؤلاء الموهوبين والسؤال المطروح الآن هل عدم القناعة من قبل هذا الفنان هو السبب في انتهاج هذا المسلك ام ان هذا الفنان مارس وجرب كل ما يحتاجه حتى وان كان هذا المصير؟
تساؤلات كثيرة ومتعددة تحتاج الى تحليل نفسي يقوم به مختصون لمعرفة اسباب هذه المزالق والغريب في ذلك ان وسائل الانتحار تعددت عند كل واحد منهم، فالبعض يفضل السقوط من مكان عال والآخر يتميز بالشراهة في التهام العقاقير بكميات كبيرة ربما هذه الكميات بسبب ضغوط العمل المتواصل التي تمتد الى عشرين ساعة يومياً.
ان حالة الشهرة التي يعيشها الفنان قد تسبب له ارهاصات وقيوداً قد لا يتحملها وهذا ما يجعله يمر بمرحلة هستيرية مشوبة بالاكتئاب الحاد ثم الانتحار. رموز غريبة تظل غامضة في حياة هؤلاء الفنانين ونحمدالله اننا في مجتمعنا الفني المحلي لم نشاهد او نسمع بحدوث مثل تلك الحالات ولاشك ان ذلك يعود الى قوة الاحساس الديني عند فنانينا في مختلف مشاربهم ناهيك عن الثقافة والوعي التام لديهم.
عصر الشعر
يقال ان الشعر ديوان العرب وهو المتنفس الجميل لخلجات النفس وسموها والشاعر بطبيعته هو انسان فنان ذو احساس مرهف يستطيع ان يوظف الكلام بشكل جميل ممزوج بالصور والأخيلة والوصف الرائع بكلام موزون ومقفى ومتى ما تحققت عناصر الشعر عند قائله فإنه يصنف من المبدعين في هذا المجال خاصة عند ولادته فهناك قاعدة قد لا يعرفها كثير من الناس وهي ان الشعر لا يمكن ان يتعلمه الانسان بل يولد معه كالكرم اذا لم يولد مع الانسان فإنه حتما لن يتعلمه وذلك لارتباطه بالروح والفكر ولكن ظهر في الآونة الاخيرة مجموعة من المستشعرين الذين أفسدوا الذوق الأدبي وخرجوا عن ما هية الشعر سواء بالاعتداء عليه ونسبه الى أنفسهم أو أنهم شعراء ولكن لم يحدد هدفهم من الشعر كالذين يرمون الى غايات قد تخرج عن اطار الادب العام. وهذا ما ينتهجه بعض المستشعرين او المشرفين على الصفحات الشعبية حيث ان بعضهم لا يعرف من الشعر الا اسمه ولكن المحسوبيات فرضتهم على الساحة.
والأدهى والامر هو انتشار المجلات الشعبية التي تخبطت في مضمونها فأصبحت تقدم مواد لا ترقى الى ذوق القارئ وكأن الهدف من تسويقها هو مادي بحت استخدمت فيه جميع وسائل الجذب المرئية او المقروءة ثم يأتي بعد ذلك جني الثمار من قبل ناشري هذه المجلات لاستغلالها في المصالح الخاصة وكسب صداقات حميدة وغير حميدة (عاطفية) دون مراعاة المحتوى والمضمون وتقديم رسالة أدبية وشعرية فنية راقية ولعل حدوث ذلك ساعد على تفشي الشعر الرديء ولذلك لتسمحوا لي ان اصنف الشعراء في عصرنا بهذا التصنيف الذي أرجو ان يقبله كل شاعر بصدر رحب. نعم، الشعراء ثلاثة أولهم شاعر من جمال شعره يجبرك على ان تسمعه . أما الآخر فهو شاعر إمعة لست ضده أو معه أما الثالث فهو ساذج لا تتردد في ان تصفعه فهل سيأتي اليوم الذي نتخلص فيه من الصنفين الآخرين؟ هذا ما نتمناه ولكن ذلك لن يحدث الا باستحداث جهة تهتم بالشعر وأهله يشرف عليها نخبة من النقاد والادباء وكبار الشعراء المعروفين لنخرج بحصيلة متدفقة من الكلمات الجميلة والرائعة التي تؤكد المعنى الحقيقي من الشعر النبطي الشعبي.
|
|
|
|
|