| مقـالات
** في غمرة فتن هذا العصر التي بدأت تتوالى كقطع الليل الأسود كما أخبر رسول الهدى في حديثه الذي يدل على نبوته حيث قال: «لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»، وهذا هو ما نراه الآن في زماننا.
والمؤلم أن مآسي هذه الفتن بدأت تطول حتى وصلت إلى اتهام الأعمال الخيرية والإنسانية في بلادنا وفي كافة دول العالم، لكن جاء صوت سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز الحبيب ليطمئننا في هذا الوطن طمأنة الله بما يسره بأن عمل الخير مستمر ومتدفق في بلد الخير بحيث يذهب إلى قنواته التي تخدم اخوتنا المستضعفين والمساكين والأيتام والأرامل في الدنيا وبخاصة من إخوتنا المسلمين.
ولقد أثلج صدورنا التوجيه الكريم بالتبرع لإخوتنا من شعب أفغانستان الذي لا حول ولا قوة لهم فيما يحدث على أرضهم، وكم أسعدنا هذا التجاوب الكبير من أبناء هذا الوطن وقادته وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين أملاً في الأجر وتعاطفاً مع إخوتنا هناك.
إن مشهد أطفال وشيوخ ونساء أفغانستان وهم يهربون بأطفالهم ونسائهم على وسائل بدائية فراراً من نار الحرب، وشبح الجوع.. وقلة الدواء، وزمهرير الشتاء، إنه مشهد يمزق نياط القلب.
ومن أجل ذلك جاء هذا التوجيه الكريم بفتح باب الصدقات لإخوتنا الأفغان لإنقاذهم من هذه المآسي وهو بقدر ما جاء إسهاماً في مساعدة اخوتنا هناك فقد جاء بلسماً على قلوبنا كمواطنين، وإننا لنحمد الله أن ما تحسّ به قيادة هذا الوطن هو ما يحسّ به أبناؤنا.
* * *
** إن هذا التوجيه جاء في وقته، أجل في وقته حيث أن الاتهام بالإرهاب طال حتى الجمعيات الخيرية والإنسانية.
ولقد توقفت كثيراً متألماً ومتأملا.. كيف يمكن أن تنال تهمة الإرهاب «الجمعيات الخيرية» التي ليس لها علاقة بالإرهاب، بل إنه معروف لدى الحكومات التي توجد في بلدانها من أين تأتي أموالها وإلى أين تذهب.
إن مثل هذه الجمعيات عندما تتوقف بسبب اتهامها بالإرهاب دون دليل هو إيقاف لنهر الخير ولأعمالها الخيرية من إنقاذ الجوعى، ومعالجة المرضى، وبناء المدارس والمساجد وحفر الآبار، وإنقاذ الأيتام.
إن علينا دولاً وشعوباً سواء في المشرق أو المغرب ونحن نقف جميعاً ضد الإرهاب الذي يزرع الخوف، ويقتل الأنفس، ويشوّه هذا العالم. إن علينا ألا نجعل خطأ جمعية تسمى نفسها جمعية إنسانية أو خيرية، ألا نجعل هذا الخطأ الشاذ لو حصل ينسحب على كل الجمعيات الخيرية والإنسانية في كل أرجاء العالم، وفي عالمنا الإسلامي على وجه الخصوص.
إن هذه الجمعيات هي «الضوء الإنساني» في ظلام هذا الكون، وقد أصبح العالم يحتاج إلى المزيد من نشر أنواره وتدفق أنهاره في ظروف هذا الزمن الذي مع الأسف يكون أولى ضحايا مآسي الإرهاب والحروب فيه ضعفاء البشر من أطفال وأرامل وشيوخ ونساء.!
ومن لهؤلاء غير الله ثم أهل الخير؟.
ترى هل تكون دول العالم وشعوبه هي والإرهاب سيفاً على قلوب هذه الفئات الضعيفة.
* * *
** أتضرع إلى الله ألاّ تنال فتنة الإرهاب ومآسيه أنهار الجمعيات الخيرية والإنسانية، وأن تفرق الحكومات الغربية بين المنظمات الإرهابية التي تسفك الدماء وتخرب الديار وتنشر الخوف وبين الجمعيات الخيرية التي تحفظ الأنفس وتبني صروح الخير، وتزرع الطمأينة في قلوب المستضعفين. وإلا سلام على الدنيا إذا انقطع نهر الخير وتوقف حبل التكافل وأقفرت القلوب من الرحمة والعطاء من أجل فقراء العالم ومستضعفيه.
|
|
|
|
|