أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th October,2001 العدد:10614الطبعةالاولـي السبت 4 ,شعبان 1422

تحقيقات

الأطباء المناوبون يتناقصون والمراجعون يتزايدون:
إسعاف مستشفى الأمير سلمان بحاجة إلى إسعاف!!
تقديم الخدمات الإسعافية حسب أهمية الحالة وخطورتها والانتظار يمتد لساعات
مستشفى واحد لم يعد كافياً لخدمة سكان العريجاء والبديعة والسويدي
تحقيق: عبدالعزيز محمد الهويش
مستشفى الأمير سلمان بغرب العاصمة أحد المستشفيات المهمة في مدينة الرياض ويخدم أحياء ذات كثافة سكانية كبيرة علماً أن سكان هذه الأحياء في تزايد مستمر.
وللوقوف على الخدمات المقدمة لعموم المراجعين قامت «الجزيرة» بزيارة اقسام الإسعاف للالتقاء بعدد من المراجعين طالبي الخدمة العلاجية والإسعافية الذين تتزايد شكواهم من قصور تلك الخدمات في هذا المستشفى الرئيسي ، والحيوي .. ولذا انتقلنا بكاميرا «الجزيرة» وصورنا بعضاً من معاناة المراجعين ليلاً مع خدمات اسعاف المستشفى وكيف يواجه تلك الاعداد البشرية الكبيرة التي تراجعه يومياً .
بداية تحدث المواطن عبدالعزيز علي البلوشي فقال: أتيت للمستشفى بسبب اصابة أحد أبنائي بجرح في أحد أصابع قدميه ولقد انتظرنا ما يقارب عشر دقائق حتى تمكنا من الدخول على الطبيب المناوب وهذا الوقت الذي انتظرناه ليس طويلاً ولله الحمد وأحب أن أقول إن وضع المستشفى بشكل عام جيد إلا أن هناك ملاحظة وهي قلة أطباء الإسعاف مما يؤدي إلى تزاحم المراجعين على هذا القسم الحيوي الهام وبالتالي يحدث التأخير في كثير من الأحيان.
الكثافة السكانية تعجز المستشفى
وأكد المواطن طرجم القحطاني أن مستشفى الأمير سلمان يعتبر من أكبر المستشفيات بمدينة الرياض وموجود في منطقة كبيرة جداً قد لا يكفي مستشفى واحد لعلاج المرضى، وأتوقع أن سبب الزحام في المستشفى يعود إلى كثرة سكان الحي فحي الدخل المحدود والعريجاء والبديعة والسويدي من أكبر أحياء مدينة الرياض علماً أن هذه الأحياء لا يغطيها إلا مستشفى واحد فقط وهو المستشفى الأمير سلمان، فهذا هو سبب الزحام في نظري، واحب أن أشيد بدور الأطباء في عملهم فيوجد في المستشفى أطباء أكفاء حقيقة ومن الأمور التي انتقد فيها المستشفى أنني أتيت لتغيير ضماد جرح عملية في غرفة الضماد وسبق أن أجريت العملية في المستشفى العسكري وكتب لي ورقة بتغيير الجرح في أي مستشفى فأتيت إلى مستشفى الأمير سلمان بحكم قربه من منزلي وتفاجأت برفض المستشفى اجراء التغيير فهذه سلبية على المستشفى فنرجو من إدارة المستشفى ملاحظة هذا الموضوع.. غير أن هذا أمر يسير ولا يشكل معضلة أو قضية فأمره محلول في أي مكان، لكن نخشى أن تكون هناك حالات أهم ويرفضها المستشفى وأوردتها على سبيل المثال والاستدلال.
مع إشادتي بجهود العاملين.
ممنوع استخدام الهاتف
وتحدث المواطن إبراهيم عبدالله قائلاً: أتيت إلى المستشفى بسبب ألم اشتد بي في المفصل ولقد انتظرت في غرفة انتظار المراجعين ما يقارب النصف ساعة وأنا أعرف أن السبب في تأخيري يعود إلى أن هناك حالات طارئة لدى أطباء الإسعاف.. ومن الأمور التى لاحظتها على المستشفى هو عدم السماح لي باستخدام الهاتف حيث قال لي الموظف إنه لا يعمل ولا أعرف لماذا لم يسمح لي والقصد من استخدام الهاتف طمأنة الأهل عن حالتي التي أعاني منها، وهذه ملاحظة بسيطة أسوقها لإدارة المستشفى وهذا الأمر لا يقلقنا كمرضى بقدر قلقنا من التأخير في الأمور المستعجلة والحالات المؤلمة.
خدمة عاجلة
وتحدث المواطن ناصر المطيري حيث التقينا به وهو في غرفة الإسعاف حيث تعرض لحادث صدم من إحدى السيارات. قال: لقد تم نقلي بشكل سريع جداً إلى مستشفى الأمير سلمان لأنه قريب من موقع الحادث وتم عمل الإسعافات السريعة لي ولم يتم تأخيري أبداً لأن حالتي تستلزم دخولي فوراً وعاجلاً.. وأحب أن أشيد بدور المستشفى خصوصاً في الحالات الإسعافية الطارئة التي تعطيها إدارة المستشفى اهتماماً قوياً جداً.
وتحدث المواطن محمد القبلان فقال: أتيت إلى المستشفى منذ أكثر من نصف ساعة حيث إن لدى مولودا جديدا عمره شهر يعاني من زكام وارتفاع بالحرارة، وأحب أن أوضح أن هناك بعض الملاحظات في إسعاف المستشفى من عدم وجود من يرشدك إلى العيادات، فالكل يعرف أن مستشفى الأمير سلمان مستشفى كبير جداً، فالمستشفى بحاجة إلى شخص يوجه المرضى إلى أماكن العيادات وأماكن الأطباء الموجودين فيها، وهناك مشكلة أخرى وهي عدم وجود مواقف كافية للمراجعين فالمواقف جداً قليلة في المستشفى ولقد انتظرت ما يقارب نصف ساعة وهي فترة طويلة لأن الطفل مريض. أما الإيجابيات في استقبال حالات الولادة فهو رائع جداً ومراجعة الولادة مسهلة جداً وميسرة وموظفو قسم الولادة متعاونون مع المراجعين.
الصبر وتقدير الظروف
وتحدث طبيب الأطفال المناوب بالإسعاف أيمن عبدالمنعم البدوي فقال: أجدها فرصة جميلة لأن أتحدث لجريدة «الجزيرة» حول بعض المواضيع التي تهم مراجع الإسعاف، فلقد استقبلنا هذا اليوم ما يقارب من 60 حالة مراجعة، فارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال تقدم في الحال لدى الطبيب أما الحالات البسيطة فتؤخر قليلاً لأنها حالات غير مستعجلة.. وأكد الدكتور إن تأخر المراجعين في الأسعاف يعود إلى أن الحالة تستلزم متابعة، أعني الحالة الموجودة لدى الطبيب فيجب على المراجعين أن يعرفوا أن الحالات تختلف من شخص الى آخر فشخص تستلزم حالته متابعة مع الطبيب ويأخذ وقتاً طويلاً مع الطبيب وشخص لا تستلزم حالته سوى دقائق بسيطة وهذا هو الفرق فيجب على المراجعين أن يقدروا ذلك ويعرفوا سبب التأخير.
زحام الخميس والجمعة
وتحدث الأستاذ غازي فهد السهيلي المدير المناوب للمستشفى قال: عملنا في المستشفى يهتم بمتابعة أمور الإسعاف من حيث راحة المراجعين وسرعة دخولهم على الأطباء وأيضاً استقبال أي شكوى من أي مراجع للمستشفى وإذا وردت إلينا شكوى من أي مراجع نقوم بالتأكد من الموضوع لحل هذه المشكلة الموجودة، والحقيقة أن المراجعين للمستشفى كثيرون وتزداد حالات الإسعاف في يومي الخميس والجمعة. فيشهد الإسعاف في هذين اليومين حالات كثيرة جداً يكون أكثرها حوادث سيارات.
وسبب الزحام أيضاً أن المراكز الصحية مغلقة يومي الخميس والجمعة، أما أيام الأسبوع فالحالات ليست كثيرة جداً ولله الحمد خصوصاً بعد الساعة 12 ليلاً تقل الحالات بشكل ملحوظ، ونحن في الإسعاف لا نلزم المراجع باحضار الهوية في الحالات المستعصية ونحن نستقبل جميع الحالات وسبب التأخير مع المراجعين بسبب الكثافة السكانية في هذه الأحياء وهناك نية لزيادة عدد الأطباء.
تقديم الحالات بالأهمية
وتحدث الدكتور معروف إبراهيم محمد أحد الأطباء المناوبين في المستشفى حول الحالات التي تكون مصابة بنزيف أو كسور فقال: هذه الحالات لها الأولية أعني أنها هي التي تقدم بشكل عاجل للدخول على الطبيب وأيضاً الحالات التي تكون مصابة بنزيف في الأنف أو اصابة قوية في العين فهذه أيضاً تقدم على غيرها، أما حالات الإنفلونزا واصابة الحلق وارتفاع الحرارة شيء بسيط فهذه الحالات تؤخر قليلاً بسبب أن هناك حالات أهم منها، ونحن نعمل على مدار الساعة ونستقبل جميع الحالات التي تأتي إلى المستشفى.. ويجب أن يعرف الجميع أن الحالات الجراحية تقدم على جميع الحالات لأنها حالات طارئة وتستلزم تدخلاً جراحياً عاجلاً جداً.
فالمستشفى مقسم إلى أقسام القسم الأول قسم الأطفال وهؤلاء هم أقل من 12 سنة ثم قسم الباطنية رجال وقسم الباطنية نساء وأعني بقسم الباطنية قسم الزائدة وقسم الالتهاب المعوي، فهذه حالات مقدمة أيضاً لأنها تحتاج إلى تدخل عاجل ويعمل في الإسعاف بشكل عام ما يقارب 7 أطباء إلى 8 أطباء وفي حالة ضرورة دخول المريض إلى المستشفى ورفض الدخول فهنا يتم توقيعه على أوراق رسمية من قبل إدارة المستشفى حتى لا يتحمل المستشفى أي شيء تجاه ذلك.
من الجولة:
* عند وصول المريض للاسعاف يفاجأ بأن مسؤول الأمن هو من يقوم بتحديد نوع اصابتك ويعطيك رقم مراجعة للطبيب الذي يراه مناسبا لحالتك.. ويبدو انه «بالخبرة» اصبح طبيبا عاما يستطيع تشخيص حالات المرضى من اول نظرة.
* المراجعون لاسعاف مستشفى الامير سلمان ومن خلال احاديثهم التمسوا العذر للأطباء المناوبين في تأخيرهم نظرا للزحام الذي يشاهدونه ولكنهم في نفس الوقت لاموا ادارة المستشفى والشؤون الصحية في منطقة الرياض على عدم دعم الاسعاف بالامكانات المناسبة ليؤدي دوره بالشكل المطلوب.
* الانتظار في الاسعاف للحالات «غير الخطيرة» التي يحددها مسؤول الحراسة والامن قد تمتد لساعات ولذلك يفضل البعض العودة للمنزل على البقاء كل هذا الوقت منتظرا.
* اسعافات المستوصفات الخاصة المنتشرة في احياء غرب الرياض تشهد اقبالا ورواجا جيدا نتيجة للصعوبات التي تواجه مراجعي مستشفى الامير سلمان حتى الآن.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved