| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
أدرك الإنسان منذ القدم أهمية الأسنان وحاول أن يعوض عن الأسنان المفقودة بوسائل شتى والتي رغم بدايتها، كانت تدل على عمق القناعة لدى القدماء بضرورة وجود بدائل للأسنان المفقودة وذلك لتسهيل مضغ الطعام ولأسباب تجميلية ونفسية. وقد بذلت على مر السنين الماضية محاولات حقيقية لايجاد ما يعوض الأسنان الطبيعية من حيث الوظيفة والشكل وقد تم تحقيق انجازات كثيرة وتطورات مهمة على نوعية المواد المستعملة وتقنيات تصنيع الأسنان الصناعية سواء كانت متحركة أو ثابتة )تيجان وجسور(. ولكن كان لكلتا الطريقتين سلبيات تتجلى في حالة التركيب المتحركة بعدم الثبات الكافي في حالة امتصاص عظم الفك وفي حالة التركيبات المتحركة تتجلى في التحميل على الأسنان المجاورة لمكان السن المراد تعويضها والتي قد تكون سليمة وخالية من التسوس أو الحشوات.وفي إطار المحاولات المستمرة للتغلب على الصعوبات السالف ذكرها برزت فكرة تقليد السن الطبيعية من حيث الشكل التشريحي ووجود جذر صناعي وهو ما يشار إليه حاليا بالزراعة، وبرز مفهوم زراعة الأسنان الذي كان عرضة للتطوير والتحسين في الخمسين سنة الماضية لجعله حلا يتقبله جسم الإنسان وفي الوقت نفسه يستطيع أن يقوم بتحمل قوى المضغ الطبيعية، ولقد تم تطوير التقنيات الجراحية والأدوات اللازمة لذلك كما تم تطوير إجراءات التركيبة النهائية على شكل تاج أو جسر كما أمكن المشاركة بين الغرسات السنية والأسنان الطبيعية في تعويض الأسنان المفقودة، ولربما من أهم العوامل في نجاح إجراء الزراعة هو الفحص السريري والشعاعي الدقيق وأخذ السيرة الصحية للمريض للتأكد من توافر عوامل نجاح الغرسات السنية وضمان أن يستفيد منها المريض لأطول فترة ممكنة، ولابد من الإشارة إلى أن نجاح زراعة الأسنان يعتمد على الطبيب والمريض، حيث إن دور الطبيب يتجلى في تقدير ما إذا كانت الحالة مناسبة للزراعة ومن ثم إجراء العمل الجراحي بالتقنية الصحيحة، وفيما بعد ولفترة تمتد من 46 أشهر البدء بعملية التركيب على الزراعات وبعد كل مرحلة يأتي المريض بالعناية المستمرة واعطاء جهد إضافي لتنظيف ما حول الزراعات لمنع الالتهابات اللثوية التي يمكن أن تؤدي إلى فشل الغرسة وضياع الوقت والجهد والمال على المريض.
إن الأهمية القصوى يجب أن تعطى للحفاظ على نعمة الأسنان التي أعطانا إياها الله الخالق ومهما تطور العلم فلا يستطيع أن يعوض مثيل الأسنان الحقيقية.
د. حسان نابلسي
استشاري جراحة الوجه والفكين
مستشفى المركز التخصصي الطبي.
|
|
|
|
|