| عزيزتـي الجزيرة
عادة الرجل القيادي ولا سيما الاستراتيجي عندما يتولى مهاماً قيادية كبيرة وله طموحات استراتيجية يريد أن يحققها على مدى سنوات مقبلة ويرغب أن يبني هذه الاستراتيجية على معلومات حقيقية وتخطيط سليم فان كثيرا من هؤلاء لا يعتمد على معلومات أو تقارير معدة سلفا وانما من جانبه شخصيا يقوم بجمع المعلومات ووضع الصورة الهيكلية لذلك الهدف ليضمن النجاح الفعال لاداء مهمته ولا سيما إذا كان هناك سابق تجارب خاضها الآخرون فانه يتلافى في خطته ما وقع فيه الغير ولذلك فان هذه المقدمة رأيتها بنفسي حينما حظيت منطقة جازان بأميرها الذي تولى مسؤولياتها وادارة احكامها بعد ان كان عسكريا فذا وناجحا في مواقعه القيادية العسكرية والتي اهلته فعلا إلى استلام هذه المنطقة الكبيرة في عدد محافظاتها ومراكزها وسكانها التي اثبتت الاحصائيات العامة أنها المنطقة الثانية بعد منطقة الرياض في عدد السكان. ولهذا السبب أدرك سموه أن حجم مواصلة تنميتها وتطويرها ادارياً وتنموياً لن يكون فعالاً وملموسا إلا بوضع تلك الخطط والطموحات وفق المعلومات والدراسات التي يشرف عليها سموه مباشرة وتحت امرته بالذات دليل ذلك فانه لم يعتمد على دراسة لجان معينة وافكار بحتة يمكنه الاعتماد عليها في التخطيط الاستراتيجي المنظور بل قام من اليوم الثاني أو الثالث من مباشرته العمل بالجولات الميدانية لمسح المنطقة شبرا «شبرا» ليعرف على الطبيعة حجم الاحتياجات والاولويات وأهمية مواقعها فأعطى المناطق الجبلية المكتظة بالسكان والهجر والبوادي جل عنايته والنصيب الأكبر من هذه المعلومات ولا سيما أن تلك المناطق تربط منطقة جازان بمناطق اخرى كنجران وعسير ويكون هناك شبه ترابط تنموي واداري جيد ومنفذ استراتيجي يخدم هذه المنطقة بشكل افضل ناهيك عن النظرة الشمولية لبقية الاماكن الاخرى الساحلية على شاطئ البحر الأحمر اذ أنه يتميز بالمياه الدافئة عن جميع البحار في العالم اثناء الشتاء القارص والربيع ولهذا السبب يعطي مدى الاقبال عليه سياحيا خلال تلك الفصول ولاسيما سباحة الغطس الذي يتميز بها هذا البحر الجميل والتي تمتلك منطقة جازان اطول المسافات قاطبة على شواطئه والاستثمار السياحي فيه من اربح الاستثمارات بكل المعايير الاقتصادية. وسبق أن كتبت مقالا واسعا موجها رجال الأعمال باستغلال هذه الفرصة الثمينة وخاصة مع بداية ولاية هذا الأمير الجديد لمقاليد الامور في تلك المنطقة التي لا شك سموه يحمل في جعبته وافكاره الشيء الكثير لها وتندرج تحت طائلة ما أوصاه بها ولاة الأمر في هذا البلاد عندما جرى الاختيار الامثل في سموه لاستكمال تنميتها وتطويرها بما يلائم تميزها الطبيعي من جميع الجوانب، وان السنوات الأربع القادمة على حد قول سموه سيظهر على الساحة ما يجعل الأقوال تصبح أعمالاً وأن الإدارة المحلية هناك لابد أن يتكيف وضعها بما يواكب طموحات سموه في تحقيق الهدف الذي من أجله نال شرف ثقة ولاة الأمر. والله ولي التوفيق.
شكري عبدالرحمن الشهري
|
|
|
|
|