| عزيزتـي الجزيرة
تعتني الأمم التي تحرص على بناء نهضتها ورفعة مكانتها بالموهوبين. وهذه العناية والاهتمام لم تكن وليدة العصر الحاضر، وإنما كان هناك اهتمام قديم لهم، وقد برزت العناية بالموهوبين اليوم في الدراسات النفسية والتربوية وظهرت مدارس ونظريات تفسر الموهبة والتفوق وتطرح برامج لرعاية الموهوبين والاهتمام بهم لما لهم من أثر فعال في مجتمعاتهم.
لذلك كان لزاماً على الأمم لاستعادة أمجادها الاعتناء بالموهوبين. و لذلك نجد أن هناك كثيراً من المعلمين والمربين لا يولونهم الاهتمام والعناية الكافية لهم بل نجد أن منهم قد يتسبب بالاحراج الشديد عندما تكون هذه الموهبة فوق طاقة المعلم أو المربي. ونحن هنا إذا وضعنا أنفسنا مكان هولاء الموهوبين المحبطين وتأملنا كيف يشعرون تجاه المناهج المحدودة فإننا نستطيع أن نفهم ما يتعرضون له من ظروف لا تلائم قواهم الفكرية والعملية..
وعندما نقارن أنفسنا التي لا تملك تلك المواهب وما نقوم به من تغيير أعمالنا إذا أحسسنا أننا لن نستفيد منها بهم، فهم يقبلون في كل عام جديد يجدون انكساراً جديداً ومرحلة قتل لتلك الموهبة الفذة ولأنهم يدركون بأنه لم يتغير في الوضع السابق من شيء.
وبذلك لا بد علينا نحن المربين والمعلمين أن نعتني بهؤلاء الموهوبين وأن ننمي طاقاتهم وقدراتهم ونحافظ عليهم ونقوم بتفعيلها وجعلها مداراً للاستفادة منها وعدم هدر هذه الطاقة الكامنة في نفوسهم واخراجها داخل المجتمع لمنفعة الموهوبين واستفادة غيرهم منهم. والله أعلم.
علي بن محمد أحمد العلي
الزلفي
|
|
|
|
|