| الاخيــرة
* كلام طالما قلناه
سنظل نقوله كثيراً:
إن السلام هدفنا.. والعدالة منطلقنا.. والحق بغيتنا.. والحبُّ شعارنا..
والبذل بلا مَنّ طبيعتنا.
الأخوّة الكريمة رائدنا..ولنا أن نفخر بذلك فخراً نتعالى به على نزعات الضعف في أنفسنا لكننا، لا ننفخ به أوداجنا.
ولنا أن نحب ذلك في أنفسنا..حباً كبيراً.. نسمو به على لحظات تهاوننا.. لكننا لا نشهره صلفا.. وتعاليا.
ولنا أن نفرح لذلك.. ونطرب له فرحا يعانق الآفاق المضطرمة.. الواجمة.. حولنا فيبعث في ركامها الداكن ومضة أمل، ويمطر الأرض الجرداء اللاهبة.. فينبت في أديمها العقيم أزهار تفاؤل واستبشار.
ولنا أن نعجب بذلك.. ونصفِّق له
إعجابا.. ينتشلنا.. من موجة النقد الذاتي.. المثبط الذي نغرق به أنفسنا.. ونجلد به ظهورنا أحيانا دون رفق.. أو روية.
***
* كلام طالما قلناه.. سنظل نقوله كثيراً:
إننا نحب الخير لأنفسنا.. وللآخرين.
وإذ منّ الله به علينا.. يسراً من بعدعسر.. ومخرجاً من بعد ضيق، ورخاء من بعد ضنك.
لم نستأثر به لأنفسنا ولا بخلنا به على ذوي القربى، دما.. وجواراً ودينا.
لقد بذلناه عن طيب نيّة.. وسلامة طويّة.. ونبل مقصد. لم ننتظر جزاء.. ولا شكورا.
لم نطلب مقابلاً.. أو نمارس ضغوطاً.
لم نشتر به ذمماً.. أو نقوِّض به أوضاعاً.
لقد كان عطاء خالصا.. غير ممنون.
بذلته الصحراء الكريمة المعطاءة.. حين أصابها وابل الخير.. فانتفضت عُشباً.. وزهراً، وفاضت ضرعا.. وبُراً، فشبع بخيرها القريب، وارتوى بسلسبيلها القاصي والداني، وأمتنّ، واستبشر بمهرجان ربيعها.. كل ذي قلب سليم.
***
إننا نحب السلام لأنفسنا.. وللآخرين:
وإذ منَّ الله به علينا.. فأورثنا أمناً من بعدخوف، واستقراراً بعد اضطراب، وطمأنينة بعد فزع،
ووحدة من بعد فرقة..
لم نتحوصل بهذا الأمن وذلك السلام.. على أنفسنا.. ولم نأوِ به الى ركن بعيد.. ولم نغلق به علينا الأبواب ونوصد النوافذ ونحكم المغاليق.
لقد سعينا لكي يستظل بغمامته الخائفون، والمحرومون والمضطهدون.. والكرام الذين أذلتهم أزمنتهم..
فوجدوا فينا «الحرم» الآمن المطمئن.. الذي يتخطف الناس من حوله.
ووجدوا فينا «نهر» برد وسلام.. يتلظَّى الناس.. في الأنحاء البعيدة عنه ناراً ولهيبا.فاغتسلوا.. وابتردوا، واستلقوا على ضفافه جذلين..
لقد كان «سلامنا» ايجابياً.. فاعلاً.
وكان أمننا.. مبادرة.. رائدة..
وكانت «طمأنينتنا» سعياً متواصلاً وأحضاناً رحبة.
وهكذا..
تقدم «فارس» الصحراء النبيل.. في عباءته الفضفاضة.. قامته الممشوقة.. وهامته العالية.. وابتسامته المشرقة، ليكون بلسما لجراح الفرقة النازفة.
ويكون «هدأة» في ضجيج الخلافات المحتدة، ويكون «واحة» في صحراء النزاعات اللاهبة.
ليكون صلحاً.. ووفاقاً، مؤاخاة.. وائتلافاً، تقارباً.. وتفاهماً.
ويكون رأفة.. ورحمة.. واجتماع شمل.
***
ومع كل ما نفخر به ونزهو ونحمد الله عليه، فإننا نعلم:
أننا لسنا ملائكة.. ولا ينبغي لنا أن نكون.
لكن قامتنا البشرية.. تظل عالية في عالم مزدحم ب«المتقازمين».. و«الأنصاف».. و«الأرباع»، ونحن نعلم أننا بشر لنا اخطاؤنا.. ونزواتنا ونقاط ضعفنا.
لكنها أخطاء.. ونزوات تدخل في باب «الصالحات» في دنيا تفور بالعنف.. والدموية.. والتسلُّط.. والاستبداد.. وانتهاك الحقوق، والحريات، والحرمات والكرامات.
ونحن نعلم:
أن هناك الكثير مما نتطلع اليه ونسعى إلى تحقيقه.. وإصلاحه.
لكن جهودنا.. وانجازاتنا رغم ما نحيطها به أحيانا من نقد لاذع، وما نفرضه عليها من طموحات عظيمة تتعملق شامخة رغم قيود الزمان والامكانات.
* كلام طالما قلناه سنظل نقوله كثيراً:
إننا نحب السلام.. ونعشق العدل وندمن العطاء ونغفر الاساءة ونكرم الضيف ونفي بحق الصديق ونعين العاجز وننتصر للمظلوم، ونجابه المعتدي، ونستغفر بعد ذلك وقبله.. لذنوبنا.. وأخطائنا.. وإفراطنا في أمرنا.
* وطن كريم.. وبلد طيب.. ورب لابد ناصر وغفور.
|
|
|
|
|