أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th October,2001 العدد:10614الطبعةالاولـي السبت 4 ,شعبان 1422

المتابعة

المفتي العام للمملكة لـ الجزيرة :
المسابقات القرآنية تحفيز وشحذ لهمم الناشئة على حفظ كتاب الله
لآل سعود أياد مشهودة مشهورة معروفة في خدمة الدين ونشره
يؤكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء ان وجود المسابقات القرآنية في المجتمع المسلم فيه تحفيز وشحذ للهمم على حفظ كتاب الله والتنافس في ذلك.
وقال سماحته في حديث ل«الجزيرة»: ان عناية خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، بكتاب الله العزيز لها صور متعددة اعظمها ان جعلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما مصدر الحكم في المملكة فمنهما الحكم واليهما التحاكم.
واكد سماحته ان العناية بأمر الدعوة الى الله ونشر دينه في الأرض من أجَلّ الاعمال التي يجب على المسلمين القيام..كما تطرق الحوار مع سماحته الى جملة من الموضوعات المتنوعة.
* تسخر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله كافة امكاناتها المادية والمعنوية لخدمة الدين الاسلامي،ونشره في كافة ارجاء المعمورة وذلك من خلال العديد من الاعمال الجليلة المتواصلة منها بناء المساجد والجوامع في داخل المملكة وخارجها، وكذا انشاء المراكز والمؤسسات الاسلامية الثقافية والتعليمية في مختلف دول العالم وخاصة في بلدان الاقليات، الى جانب دعم مدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم. كيف يرى سماحتكم هذه الاعمال؟
الحمد لله، لا شك ان العناية بأمر الدعوة الى الله ونشر دينه في الأرض من اجل الاعمال التي يجب على المسلمين القيام بها والاهتمام بتأديتها على الوجه الأكمل ذلك ان هذه الطريق طريق مسلوكة من قبل خير البشر وافضلهم في كل عصر الا وانهم الانبياء عليهم السلام ومن سار على دربهم واقتفى اثرهم، وكان آخر الانبياء سلوكاً لهذه الطريق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول الله له:«قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين» ودين الاسلام ظاهر ولابد رضي من رضي وسخط من سخط يقول الله سبحانه:«هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون». والقائم بدين الله والساعي في نشره والمطبق لتعاليمه هو الفائز المفلح في الدنيا والآخرة وهو الذي يتحقق له موعود الله سبحانه في كتابه «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً..».
هذا وان لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بل ولمن قبله من حكام آل سعود آيادي مشهودة مشهورة معروفة في خدمة الدين ونشره وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك قياماً بالواجب واداءً للأمانة. فأسأل الله تعالى أن يتقبل منهم مساعيهم وان يأجرهم عليها ويرفعهم بها في الدنيا والآخرة.
* من ثمار عناية المملكة بالقرآن الكريم والاهتمام به، انشاء مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الذي يسر للمسلمين في ارجاء المعمورة الحصول على المصحف الشريف، وان يكون متاحاً بين ايديهم اينما كانوا، ما تقويم سماحتكم لهذا العمل الاسلامي المبارك، وما اثره على المسلمين غير الناطقين بالعربية، وعلى غير المسلمين الذين يقرأون ترجمات معاني القرآن الكريم؟
عناية خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، بكتاب الله العزيز لها صور متعددة اعظمها أن جعلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مصدر الحكم في المملكة فمنهما الحكم واليهما التحاكم وهذا ولله الحمد والمنة موجود منذ نشأة الدولة السعودية ادام الله عزها وكبت عدوها ، ثم ان من مظاهر العناية بكتاب الله انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف هذا المجمع الذي امتد خيره وانتاجه الى كثير من بقاع الارض فلا تكاد تخلو منه دولة مع العناية التامة بضبطه واخراجه وطباعته على احدث الاساليب والطرق المتوفرة، وما ذاك الا تعظيماً لهذا الكتاب الذي عظمه الله ويجب على العباد ان يعظموه، فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيراً على ما بذلوه ويبذلونه في هذا السبيل.
* القرآن الكريم هو دستور الامة الاسلامية، وهو طريق عزتها ورفعتها، وفيه النجاة والصلاح والفوز بالجنة ولهذا تقوم المملكة سنوياً من خلال وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، بتنظيم مسابقتين لحفظ القرآن الكريم وتجويده الأولى على المستوى المحلي في مدينة الرياض، والثانية على المستوى الدولي في مكة المكرمة، تحفيزاً للناشئة والشباب على التنافس في هذا القرآن العظيم، ما تقويم سماحتكم لهذه المسابقات، وماهي الوسائل الاخرى لتوثيق صلات الشباب والناشئة بكتاب الله الكريم خلاف هذه المسابقات وماهي النصيحة التي يقدمها سماحة الشيخ/ عبدالعزيز آل الشيخ لابناء المسلمين الناطقين بغير العربية لتعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده؟
وجود مثل هذه المسابقات فيه تحفيز وشحذ للهمم على حفظ كتاب الله والتنافس في ذلك، وهذا عمل صالح اعني التشجيع على حفظ كتاب الله وتعلمه وتعليمه، والواجب على من حفظ شيئاً من كتاب الله ان يتعلم معناه وان يعمل به، يقول ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله : اخبرنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبدالله ابن مسعود وغيرهما انهم لم يكونوا يجاوزن عشر آيات حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
هذا هو دأب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح بعدهم كان حرصهم على تعلم معاني كتاب الله والعمل بما فيه عظيماً ولم تكن همتهم اقامة حروفه واضاعة حدوده فان هذا شأن الخاسرين الذين يخشى عليهم ان يكون حفظهم لكتاب الله حجة عليهم، فالواجب تعلم كتاب الله وتدبر معانيه والعمل بما فيه فانه لهذا انزل وبهذا ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك ينال من علمه وعمل به الخيرية على البشر يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«خيركم من تعلم القرآن وعلمه» اخرجه البخاري.
اما بالنسبة لاخواننا المسلمين الناطقين بغير العربية فاني انصحهم ان يجتهدوا قدر الاستطاعة في تقويم قراءتهم لكتاب الله والاجتهاد على تصحيح نطقهم به قدر الطاقة والحرص على تلقي هذا الكتاب العزيز على الاشياخ المتقنين لقراءة القرآن الكريم حتى يكون ذلك ادعى لصحة نطقهم واقامة ألسنتهم وحسن تلاوتهم وتجويدهم، ثم هي كغيرهم من المسلمين فيما قدمنا من وجوب الحرص على تعلم معاني الكتاب العزيز والعمل بما فيها، وكتب التفاسير ولله الحمد موجودة ومتوفرة، ومن احسنها واسلمها واقربها الى الفهم تفسير القرآن العظيم للامام الحافظ عماد الدين ابو الفداء اسماعيل ابن كثير رحمه الله ، فانه وجيز اللفظ قريب الى الفهم سلفي المنهج عقيدة وسلوكاً، وهناك كتب اخرى كتفسير ابن جرير وهو اعظم التفاسير وتفسير البغوي وتفسير القرطبي ومن الكتب المتأخرة اضواء البيان للشيخ محمد الامين الشنقيطي وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ ابن سعدي وهو مختصر نفيس جمع فيه غرر الفوائد المحررة مع صفاء العقيدة فكان كتاباً ماتعاً نافعاً، كتب التفسير كثيرة جداً وانما ذكرنا طرفاً منها تمس الحاجة اليه.
*كيف يمكن الاستفادة من حفظة كتاب الله الكريم من الناشئة والشباب «بنين وبنات» في نشرة الدعوة الاسلامية الصحيحة المستمدة من كتاب الله الكريم وسنة رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم خاصة في الخارج؟
هؤلاء الشبيبة هم نواة الخير الذين نعلق عليهم بعد الله آمالاً في النهوض بهذه الامة فاذا ما نشأوا على الخير على حفظ كتاب الله وشيء من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتعلم العلم الشرعي المؤصل فانهم وبتوفيق من الله سيشتد عودهم ويقوى شيئاً فشيئاً حتى اذا ما بلغوا مبلغ الرجال واحتاجت لهم الامة كانوا اهلاً للقيام بمسؤولياتهم تجاه امتهم، فالعناية بهم والحرص على تربيتهم وتعليمهم واجب علينا جميعاً كل بحسبه يقول الله صلى الله عليه وسلم:« كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved