| الاقتصادية
في العرف التجاري السائد والمعروف فإن هناك منافسة في الأسواق الحرة المفتوحة كما هي سوق المملكة في تقديم السلع والخدمات من قبل مختلف الشركات والمؤسسات، وهذه المنافسة تتمثل إما بالجودة أو السعر أو الاسم التجاري أو الخدمة التي تقدم أو الصيانة وغيرها، وهذه المنافسة تتفاعل مع وجود أكثر من مورد ومزود لهذه الخدمات أو السلع وهذا واضح ومتداول بالأسواق الحرة فلا جديد.
والملاحظ في الفترة الأخيرة وإلى اليوم ومستقبلا كما يبدو وجود حملة تسويقية وإعلانية تقودها شركة الاتصالات السعودية لتقديم خدماتها )المحتكرة كليا( هذه الحملة التسويقية تتم بجميع الصحف السعودية بدون استثناء وتتركز الحملة خصوصا على خدمة الهاتف الجوال وما يتعلق بالباقة الذهبية والفضية والتخفيض ال 41% إلى آخر الحملة التسويقية لهذه الخدمات. وأطرح هنا بعض التساؤلات والاستفسارات وهي:
* هل شركة الاتصالات السعودية )بكل خدماتها وخاصة باقاتها الفضية والذهبية( لها منافس في سوق خدمات الاتصال بكل أنواعها حتى يتم رصد هذه الملايين لتسويق خدمات محتكرة كليا؟
* هل ترى شركة الاتصال منافسين لها نحن لا نراهم ويقدمون هذه الخدمات، لتجعل شركة الاتصالات تكثف حملاتها بشكل يتصوره الكثير أنها تلاحق العميل قبل أن يخطف من شركة أخرى؟
* إذا كانت شركة الاتصالات ترى أن حملتها التسويقية وخاصة للباقات الذهبية والفضية، بهدف تخفيف قيمة الفاتورة وتوعية لمستخدم الخدمة فمن باب أولى تعميم التخفيض على الجميع بدون استثناء وبدون حملة تسويقية مكثفة مكلفة جدا؟
* لا يزال لدى شركة الاتصالات القدرة على الخفض بما لا يقل عن 40 و 50% لخدماتها وأكثر.
* الشركة تشجع من خلال الحملة الإعلانية على مزيد من الاستهلاك بالخفض ال 40%، ولا تريد منحه مباشرة وهذا واضح، خفض السعر يعني مزيدا من الاستهلاك ومزيدا من الإيرادات وانعكس على إيرادات الشركة ب 20 ملياراً عام 2000م، وشركة الاتصالات تمارس هذا التفرد والشطارة التجارية في ظل احتكار مطلق )Absolute Monopoly( وكأنها تعاني منافسة حادة.
* الجميع بحاجة لخدمات شركة الاتصالات من التأسيس 000.10 ريال للجوال )مثلا( إلى 800 ريال وال 400 وغدا مجانا فأين الخيار للمستهلك والشركة لها مطلق الحرية بالسوق بأي أسعار أيا كان مستوى الخدمة، ومن ينافسك؟!
بتصوري شركة الاتصالات لا تزال تدار بدون حس تجاري محترف يفهم تغيرات السوق العالمية، وتقدم الشركة خدماتها وتدعمها بحملات إعلانية غريبة عجيبة وغير مفهومة، فماذا نقول لو وجدنا غدا الخطوط الجوية السعودية )المحتكرة أيضا( تبدأ حملة تسويقية وتضع شعاراً لها على وزن الباقات الذهبية والفضية لدى الاتصالات وقالت: )تمتع برحلاتنا المميزة والجديدة من الرياض إلى جدة كل ساعة( فماذا نقول عن الخطوط السعودية إذا بدأت بحملات تسويقية لرحلاتها الداخلية كهذه وهي المحتكر والناقل والوحيد بالسوق.. هذا يعني هدراً مالياً بلا معنى ويتحمل الكثير منه مستخدم الخدمة.. وأضيف مثالاً آخر وهو سكة الحديد هل ممكن تقوم بحملة تسويقية لترويج رحلتها اليومية من الرياض إلى الدمام وغيرها.. أو تقوم شركة أرامكو بتسويق البنزين ومشتقات البترول بالسوق السعودي.. أو شركة الغاز تقول لدينا أفضل غاز أو سعر هي كلها محتكرة والمحتكر لا يتطلب التسويق والإعلان بهذا الزخم المكثف بالصحف والشوارع والمجلات الدولية.
لا أعترض على مبدأ التسويق والترويج لأي سلعة وخدمة، ولكن في ظل سلع وخدمات محتكرة، فلا أتصور وجود جدوى موازية لما ينفق في هذا الترويج فهذه خدمات محتكرة بمعنى المستهلك للخدمة أين سيذهب سيأتي لك سيأتي لك حتى لو رفض مستوى الخدمة أو السعر أو لم يسدد أو سدد، كل الطرق تؤدي إلى شركة الاتصالات، أتفهم وأقدر أن شركة الاتصالات تعلن فتح فروع جديدة للخدمة عن صيانة وانقطاع خدمة بمكان ما، عن خفض الأسعار بأوقات معينة للمكالمات الدولية وتوعية للمستهلك عن أوقات العمل، عن تحسين سمعة واسم شركة الاتصالات بين السابق والحاضر، والاستعداد للمنافسة المستقبلية، لكن بالطريقة التي تمارسها الآن شركة الاتصالات أعتقد هناك مبالغة كبيرة وكبيرة جدا بما يخص حملة الباقات الذهبية والفضية.
fowzan99@yahoo.com
|
|
|
|
|