أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th October,2001 العدد:10614الطبعةالاولـي السبت 4 ,شعبان 1422

مقـالات

أنت
عصا إسرائيل
عبد المحسن بن عبد الله الماضي
من نتائج حرب الخليج الثانية.. مؤتمر مدريد الذي قاد الى اتفاق انتقلت بموجبه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من تونس الى قلب فلسطين.. وصار قائدها رئيس سلطة على أرضه وليس رئيس منظمة على بعد 6 آلاف كيلو متر بعيداً عن أرضه.
والدعوة التي صدرت بعد غارة 11 سبتمبر.. هي تحويل السلطة الى دولة.. وحديث عن القدس عاصمة للدولة.
شارون في معرض رده على تلك المبادرة الأمريكية.. قال: إن هناك الكثير من المبادرات الأمريكية في السابق كلها ولدت ميتة.. ويأمل أن تكون هذه كسابقاتها.
شارون يريد ان يقول: إن لدى اسرائيل القدرة على قتل الجنين في رحم امه.. ليولد ميتا.. والسؤال الآن هل تلك القدرة مطلقة أم يمكن التغلب عليها؟.. وهل نتائج مؤتمر مدريد انتصار اسرائيلي لذا وافقت اسرائيل على ولادته حياً.. ام انتصار عربي ينفي قدرتهم المطلقة على إجهاض كل مبادرة لا يريدونها.
ان كان انتصاراً اسرائيليا.. إذاً ماذا يسمى تحول منظمة التحرير الى سلطة وانتقالها من تونس الى وسط فلسطين..؟ وان كان ذلك انتصاراً عربياً.. كيف تم ذلك والاسرائيليون بكل معايير الغطرسة الأقوى وبشكل سافر؟
كيف يمكن للعرب ان يشرحوا للمواطن الأمريكي.. أن الاسرائيليين يستخدمون امريكا عصا لهم يضربون بها العرب الذين يطالبون ببعض نصف حقهم.. فربما استيقظ هذا المواطن الأمريكي )العملاق النائم( وأثار السؤال الذي لم يخطر بباله ورفض أن يكون عصا بيد غيره.
من عاش مدة كافية في أمريكا يعرف انهم شعب بسيط ودود.. وحيث انه يعيش في مجتمع الرفاه والقوة.. فهو يشعر بذلك بعمق.. لذلك وطنيته متأججة.. أيضا يسمون أمريكا بأرض الفرص )Land of opportunity(.. وقد احتضنت اعراقاً ومعتقدات من مختلف انحاء العالم كلها ذابت فيه وكونت وطنا يسمونه وعاء العالم )Melting pot of the world(.
أيضا يعرف كل من عاش في أمريكا ان المواطن الأمريكي ذكراً وأنثى يعملون من 9 الى 5 ويتعشون أمام نشرة أخبار السادسة.. ويسهرون حتى العاشرةوينامون تحت حماية جيش يسمونه الثاني للا أحد )Second to none(.
هذا المواطن يثق في مذيع نشرة الأخبار ثقة عمياء.. لذلك مذيع نشرة الاخبار بخلاف مذيعي الوطن العربي لابد ان يكون مع قوة حضوره التلفزيوني أن يكون اعلاميا محترفا يقود فريق عمل محترف.. فهو رئيس التحرير لذلك تجد مذيع نشرة الأخبار الرئيسية عندهم هو النجم اليومي والمسؤول الرسمي أمام الناس.. لا موقعاً يتبادله المذيعون حسب جدول معد بناءً على ظروفهم.. ومسؤوليتهم تقف عند جودة القراءة.
)ولتركرونكايت( مذيع أخبار )CBS( تقاعد منذ عشرين عاماً.. ويعامل حاليا كأحد رؤساء أمريكا السابقين.. اما المذيع الذي خلفه واسمه )دان راذر(.. فقد كان احد العوامل المهمة في سقوط بوش الوالد في انتخابات الرئاسة.. رغم شعبيته التي وصلت الى 95% قبل عشرة أشهر فقط من الانتخابات.
في الوقت الذي أعلنت فيه شبكة )CBS(عن نية تقاعد )ولتركرونكايت( عن تقديم الأخبار.. تحركت شبكات التلفزة الأخرى.. فعينت شبكة )ABC( المذيع )بيتر جننقز(.. ولازال ومنذ مطلع الثمانينات الميلادية المذيع صاحب الكرزما الأوروبية المحببة لدى المواطن الأمريكي.. ولتوضيح أهمية المذيع التلفزيوني لدى المواطن الأمريكي فإن هناك أكثر من )1000( إعلامي أمريكي دخل الواحد منهم أكثر من خمسين مليون دولار في العام الواحد.
أمريكا الآن ممتعضة جداً من قناة الجزيرة رغم ان اعلام العالم كله معها.. لان الساسة الأمريكان يعون تأثير ذلك على المواطن الأمريكي ولديهم من التجارب الشيء الكثير بهذا الخصوص.. إحدى هذه التجارب انهم كانوا يساندون وبقوة رئيس نيكاراغوا وهي جزيرة صغيرة في أمريكا الوسطى.. كانت تلك الجزيرة حديقة خلفية لأمريكا يستمتع فيها الامريكيون في اجازتهم حيث كان كل شيء يرغبه السائح الأمريكي مباحاً.. لقد كانت حديقة خلفية مريحة ممتعة رخيصة.
المعارضة في تلك البلاد والبلاد المجاورة لها معارضة مسلحة.. تناوش تارة وتكمن تارة.. والمناوشة والكمون يطولان ويقصران حسب النتائج. واحدة من تلك المناوشات كانت عام 80 ميلادي حسب ما أذكر.. وكعادة شبكات التلفزيون الأمريكية الديناميكية التي تبحث عن الخبر الذي ينعش اخبار الساعة السادسة ذهب مصور ومذيع شبكة تلفزيون )ABC( الى نيكاراغوا لتغطية المناوشة الجديدة.. ومن سوء الحظ )أول قل من حسنه( ان جنديا حكوميا لم يعجبه وجود المذيع الأمريكي مع المصور.. فأمر المذيع بالانبطاح على الأرض وأمر المصور ان يصوره وهو يقتل المذيع بطلقتين في قفاه.. وترك المصور يعود من حيث أتى.. وبث شريط الفيديو.. بعدها سقط الرئيس الموالي لأمريكا.. وفاز اورتيغا رئيس منظمة الجوتنا المعادية لأمريكا بالحكم والرئاسة.
الحادثة التي صارت الاسبوع الماضي.. والتي رفض فيها عمدة نيويورك تبرع الأمير الوليد بن طلال.. تساوي في قيمتها الاعلامية عشرات الملايين من الدولارات وردود الفعل على تلك المقابلة مع شبكة )CNN( سوف تثير مجموعة أسئلة بعض منها سيقود إلى السؤال الهام جداً بالنسبة لنا.. لماذا يرضون ان تستخدمهم اسرئيل عصا يضربون بها العرب؟!

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved