أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th October,2001 العدد:10614الطبعةالاولـي السبت 4 ,شعبان 1422

مقـالات

وسميات
مستنكرات في حياة الإنسان
راشد الحمدان
من قبل.. ومن زمن بعيد.. كنا نستنكر.. معظم الأشياء التي تستجد في حياتنا.. كان الراديو مستنكراً.. وكانوا يسمعونه بصوت خافت وكان أشهر الراديوهات التي وردت آنذاك.. الباي، وكان يسمى أبو عين سحرية.. وفي القرية عرف أحد الكبار في السن أن فلاناً لديه واحد من هذه.. فلم يستجب لدعوته لشرب القهوة بعد صلاة الجمعة. وقال.. «سكِّتْ كلبك.. وادخل أتقهوى..»..
والآن الراديوهات تصدح في كل مكان. وجاء ما هو أفظع منها.. جاء التلفاز.. ثم جاء ما هو أفظع.. جاءت الوسيلة التي تستطيع استخدامها لرؤية ما لا يراه حتى إبليس.. جاء الفيديو.. ومن ثم جاءت الطامة الكبرى القنوات بواسطة الدشوش.. وكل هذه فيها جانب خير وجانب شر.. لكن السؤال.. هو: من يستطيع منع النفس الإنسانية من تلقي الشر.. لا أحد، الإنسان يتابع ما يستجد، ويتلقى ما يرد.
ويبدأ في الاستنكار.. ما هي قصة هذا الإنسان. وما معدل الصدق والكذب في اعتقاده وتفكيره حول هذه المستجدات.
وكان من يشرب التتن يعاقب عقوبة صارمة، ثم انتشر وصار يُباع في البقالات. وتنوّع وتعدد رغم التحذيرات المستمرة من ضرره.. لكن هو الإنسان.. يظل ذلك المخلوق الذي لا يدرى عن مدى صدقه وكذبه في تقبل الأشياء المستجدة. أو رفضها.. إن لإبليس من الجن وسائل عدة لغواية هذا المخلوق الذي كان سبباً في طرده من الجنة. ولإبليس من الإنس أيضاً وسائل للكسب المادي.. ولو على حساب خراب جنسه أو إصابته بالأمراض الفتاكة لا شيء يرد هذا الإنسان عما يريد. إلا من رزقه الله الاعتقاد الجازم واليقين المتميز للتفريق بين ما هو نافع وما هو ضار.
كانت محاضرة جيدة، وسمعها أحد العزوبيين الذي جاء للرياض ودرس وتعلَّم.. ونال شهادة عليا. قال: الحمد لله نحن بخير.. لقد كنا نسرع الخطى فوق الأسياب المبلطة والغرف متعجبين من هذه الأرض الناعمة التي ما ألفتها أقدامنا ونحن في القرية. وكنا نخاف من كل شيء جديد لم يكن مألوفاً سواءً لتفكيرنا أو حتى لأجزاء من تكويننا الجسماني. حتى البلاط كانوا يستنكرونه.. إلا ذاك القروي الذي كتب لأمه يقول لها: لن آتي إليكم، كيف آتي من بلد فيها الجدار.. يصب. ويشب. ويهب. يقصد.. حنفية الماء واللمبة والمكيف، وكلها أشياء في الجدار.. ومستجدة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved