أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 20th October,2001 العدد:10614الطبعةالاولـي السبت 4 ,شعبان 1422

مقـالات

كل سبت
حديث ذو شجون
عبدالله الصالح الرشيد
هذا الموضوع الحيوي والهام الذي سوف أتطرق اليه ليس بجديد على مائدة الصحافة أو على مسرح المجتمع والسبب انه يتعلق بأمور حيوية وضرورية تتعلق ببرنامج حياتنا اليومية غذائنا ودوائنا وسلامتنا.. لقد تناوله الباحثون في هذا المجال وتناوله المخلصون من حملة الاقلام، وسيظل البحث والحديث فيه قائما ما دام الجميع ينشدون الأفضل.. هذا الموضوع باختصار يتعلق بما يدور حول سلامة ونظافة الغذاء الذي نتناوله والدواء الذي نستورده ولا نستغني عنه والادوات والوسائل والكماليات التي نستعملها وما يقال عن وجود الخلل في الكثير منها والمضاعفات الخطيرة التي ربما نستهين او نتساهل بها أو ليس لنا حيلة في تصحيحها رغم معرفتنا بأنها ضارة وتسبب الكثير من الامراض والأخطار من واقع ما نراه ونسمعه ونقرؤه عنها او نعايشه من تبعاتها مع قريب او جار او صديق.. وقبل اقتراح الحلول للتنبيه او الكشف عن اخطارها واتخاذ الوقاية المطلوبة نأتي بإلمامة مختصرة وأمثلة محدودة عن بعض هذه المواد الاستهلاكية المغشوشة والتي وان لم تفتك بصحتنا مباشرة فهي كما قلنا تسبب الكثير من الامراض الفتاكة والأعراض المزمنة وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر ما يلي:
1 مئات الآلاف من علب حليب واغذية الاطفال المتسممة والمتعفنة والتي يمضي على تخزينها سنوات في مخازن بدائية متهالكة وتباع في الصيدليات والأسواق المركزية في علب منمقة ويتناولها الاطفال مخدوعين بأسمائها ومواصفاتها. وعند اكتشاف ضررها وتزييف تواريخها يترك المتسبب فترة طويلة دون مساءلة جادة وحازمة وعاجلة كما يندر التشهير به مما يجعل الآخرين يتمادون في الاهمال.
2 هناك بعض اللحوم الفاسدة وفاقدة القيمة الغذائية وكذلك الدواجن المبردة المتليفة التي تعرض احيانا في أوعية تبريد مكشوفة وقديمة وما يقال عن تغذيتها بالهرمونات والأغذية المشكوك بسلامتها ومعظمها من النتاج المستورد.
3 ما يكتب يوميا عن المطابخ الشعبية المنتشرة هنا وهناك والقذارة المستشرية داخلها ومدى نظافة وصحة العاملين فيها، على سبيل المثال بعض مطابخ المثلوثة والمطاعم البخارية والوجبات السريعة ومحلات الشاورما التي تعتمد الدجاج البياضي المترهل الرخيص وغير الصالح للاستهلاك وأمثالها كثير والمتضرر الوحيد منها هم روادها واكثرهم من الاطفال والشباب.
4 عطور مغشوشة وماركات كريمات مقلدة تسبب الحساسية والربو وبعضها يسبب العمى. وأهم من ذلك الأدوية الفاسدة التي يتم اكتشافها بين وقت وآخر.
5 المخصبات الكيماوية المستخدمة بكثافة في زراعة الفاكهة والخضار والحبوب بمختلف أنواعها ومصادرها ومدى الدقة في استخدامها وضررها على صحة الانسان.
6 معلبات بمختلف أصناف الأطعمة المستوردة يدخل من ضمنها البسكويت والكيك والحلويات يتم تزييف تواريخ إنتاجها ومصدرها، ويتم تعليبها بطرق غير صحيحة وتضاف إليها المواد الحافظة بطرق غير دقيقة وغير سليمة وما يدور حولها من شكوك من حيث سلامتها وصلاحيتها والأمراض المترتبة على تناولها.
7 قطع غيار السيارات المقلدة المنتشرة وما يترتب على استخدامها في المراكب المختلفة من اضرار وحوادث مريعة تؤدي بحياة الألوف ممن انخدعوا أو وقعوا فريسة لضعاف النفوس والإيمان ممن يهمهم الثراء الفاحش والعاجل حتى ولو كان على سبيل صحة وسلامة الإنسان وما أكثر ما نشر عن خطورة استعمالها حتى الآن.
8 المواد المضافة لتحسين مظهر المواد الغذائية المجهزة للاستهلاك مثل مادة )برومات البوتاسيوم( هذه المادة القاتلة التي تضاف الى الخبز من اجل نعومته وتكبير حجمه ويتم استعمالها في الكثير من المخابز والأفران، هذه المادة كتب عنها الخبراء والأطباء والباحثون فأثبتوا أن التمادي في استخدامها يسبب للانسان مرض السرطان ولذا تم التحذير من مضاعفاتها ومنع استعمالها في هذا المجال في كل من اليابان والولايات المتحدة ووضعت العقوبات الصارمة في حالة استخدامها في منتجات الأفران كلها.
وهناك الكثير والكثير مما سبق ذكره لا يستطيع هذا الحيز المحدود الافاضة في الحديث عنه ولكن أتينا بأمثلة مختصرة وبشرح مقتضب من أجل التذكير بهذه الأخطار المحدقة بنا والتي تستهدف حياتنا، الأمر الذي يتطلب الاستعداد التام لدرء هذه الشرور، مما يجعلنا من هذا المنبر الحيوي وفي جميع وسائل إعلامنا المختلفة نطالب ونلح في الطلب من أجل إقامة جمعيات وطنية هدفها وغايتها حماية ووقاية صحة المستهلك ومتابعة كل قضية تتعلق بسلامة دوائه وغذائه على الأقل، يقوم عليها ويتطوع للعمل بها بعض المخلصين من النخبة الواعية الناصحة، مواطنين ومقيمين ومسؤولين، فما احرانا أمام طوفان هذه المخاطر إلا الالتفات بجدية وعزم وتصميم إلى هذه الامور الهامة ونتبنى إنشاء هذه الجمعيات الحيوية الضرورية بأسرع وقت ممكن.. والتي ستلقى الدعم والمؤازرة من المسؤولين في حكومتنا الرشيدة الساهرة على كل ما يحقق سلامة وراحة ورفاهية المواطن.. والله ولي التوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved