رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

أفاق اسلامية

رئيس قسم القرآن الكريم بجامعة الإمام:
المسابقات القرآنية إحدى وسائل الدعوة البناءة
يؤكد فضيلة الدكتور ابراهيم بن سعيد الدوسري رئيس قسم القرآن الكريم وعلومه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، عضو لجنة التحكيم لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم أن هذه المسابقة تحظى بعناية فائقة من قبل المسؤولين منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر
ويوضح د. الدوسري بأن لهذه المسابقة مكانة مرموقة لدى جميع الدول الإسلامية وأكثر المؤسسات والهيئات والمراكز الإسلامية
حقق فضيلتكم المركز الثاني في الفرع الأول للمسابقة الدولية الأولى للقرآن الكريم، ما هي ذكريات فضيلتكم عن هذا الفوز، والمشاركة؟ وما هو تأثير هذا الفوز على مسيرة فضيلتكم العلمية والعملية؟
حصلت على المركز الثاني في الفرع الأول، وكان ذلك في عام 1405ه، وأبرز الذكريات التي كانت في تلك المسابقة جلسات المراجعة التي كان يعمرها المتسابقون على هامش فعاليات المسابقة، على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وذلك على مائدة القرآن، يمتحن بعضنا بعضاً في قوة الحفظ وإتقان التجويد في منافسة شريفة تملؤها المحبة ويجللها وقار القرآن الكريم.
لم تكن المشاركة بأقل أثراً من الفوز في مسيرتي العلمية، وذلك أنه لما تمت الموافقة على ترشيحي للمسابقة الدولية ضاعفت الجهود في المراجعة استعداداً للحصول على المراكز المتقدمة، ولا سيما أني أمثل المملكة العربية السعودية، وهي التي تعقد المسابقة في أشرف بقاع الأرض (مكة المكرمة)، فكان لذلك أثر كبير في ضبط الحفظ وإتقانه.
وأما بعد الفوز فلقد كان لذلك التكريم دور مهم في توجه مسيرتي العلمية في القرآن الكريم وعلومه، حيث كنت طالباً في قسم القرآن وعلومه بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، ولقد حظيت بالاهتمام حين حصلت على المركز الثاني في الفرع الاول من قبل مسئولي الجامعة، وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة آنذاك الاستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وفضيلة وكيل الجامعة د. صالح بن سعود العلي، وفضيلة عميد كلية اصول الدين د. عبدالعزيز بن زيد الرومي جزاهم الله خيراً ، والذين اعتبروا هذا الفوز ثمرة من ثمار الجامعة، مما ألقى بظلاله علي بالمسئولية ومواصلة المسيرة العلمية في تخصص القرآن الكريم وفروعه المتعددة، ولا جرم أن الخدمة التي أقوم بها في تحكيم المسابقات المحلية والدولية هي من الآثار الطيبة للمسابقة الدولية التي فزت بها ولله الحمد.
نعلم أن فضيلتكم حريص على متابعة فعاليات المسابقة على مدار الاثنين والعشرين عاما الماضية منذ مشاركتكم فيها لأول مرة، كيف تنظرون الى المراحل التي مرت بها المسابقة؟ وحبذا لو أعطانا فضيلتكم مقارنة بين المسابقة في الماضي والحاضر، وما هي مقترحاتكم لتطوير هذه المسابقة؟
أما عن الطريقة التي سلكتها في حفظ القرآن الكريم فهي تعتمد بعد الله على الاستماع الدقيق المراد حفظه، وهو بمقدار نصف ثمن يوميا وتسميعه باتقان، ومن ثم مراجعته كذلك، وبعد كل خمسة اجزاء اتفرغ لها تماماً حتى اتقنها الى ان اتممت حفظ عشرين جزءا ثم تفرغت لمراجعتها عاما كاملاً، وبعد ذلك اكملت حفظ ما بقي من القرآن الكريم، ولله الحمد والمنة، اما النصيحة التي اوجهها للناشئة والشباب الذين بصدد حفظ القرآن الكريم تتلخص في عدة أمور، أهمها: حفظ القرآن الكريم ابتغاء مرضاة الله تعالى، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو سبحانه يحب من عبده أن يكون حافظا لكتابه عاملا به، وان يكون الحفظ على اساس متين من الاستماع والضبط والتجويد، فلا يحفظ شيئاً: حتى يستمع إليه من شيخه، أو من أحد المصاحف المرتلة المعتمدة كتسجيلات الشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ ابراهيم الاخضر، وان لا ينتقل من مقطع الى مقطع آخر حتى يضبطه تماما كاسمه، وان لا يحفظ حرفا من القرآن من القرآن إلا مجودا حتى يكون التجويد في تلاوته سجية وطبعا، والالتزام بالتنظيم والمتابعة والعزم على إتمام حفظ القرآن على الوجه الاكمل، والتكرار والمراجعة اثناء الحفظ وبعد الفراغ منه، والتحلي باخلاق القرآن وآدابه.
تعد مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية إحدى ثمار عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله وحفظته، ما هو تعليقكم على هذه العناية؟
تحظى مسابقة القرآن الكريم بعناية فائقة من قبل المسئولين منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر واعتقد ان اهم مرحلتين خطتهما المسابقة الدولية بعد مرحلة التأسيس ويجدر التنويه بهما: الأولى، تطوير المسابقة المحلية، وهي من أهم الروافد للمسابقة الدولية، وتمثل ذلك في جائزة الأمير سلمان المحلية للقرآن الكريم، والثانية إطلاق مسمى الملك عبدالعزيز على المسابقة الدولية.
وتظهر وجوه المقارنة بين المسابقة في الماضي والحاضر من خلال نوعية المتسابقين، إذ يتحسن مستوى المتسابقين من مختلف الدول والجمعيات عاما بعد عام، ومما يستحق الاشادة ان هذه المسابقة ألحقت الابناء بالآباء في ميدان السباق القرآني، حيث شارك في هذه السنوات الأخيرة عدد من أبناء المتسابقين آنذاك، كما أن بعض الفائزين منهم أصبح حكما فيما بعد، وفيما يتعلق بالمقترحات لتطوير المسابقة أعتقد ان في الامانة العامة لجاناً متخصصة لتطوير المسابقة، وإن كان لي من اقتراحات فإنها تتلخص فيما يلي:
أولاً أن يُعنى باختيار اعضاء التحكيم عناية خاصة، سواء من الداخل أو من الخارج، لأنهم الواجهة العلمية للمسابقة، وكلما كان المحكمون على قدر من الاهلية كلما عاد الاثر ايجابا على قوة المسابقة، والعكس كذلك، وثانيا اذا كانت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم اشرف المسابقات مكانا واعرقها تاريخا وتأسيساً، فلا غرو ان تكون في جوائزها اكثر المسابقات إغراء وتكريماً، وثالثاً تكثيف الجهود الإعلامية، ولا سيما المرئية منها على نطاق أوسع وأشمل.
ما هو الأثر الذي تحدثه المسابقات القرآنية التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد على المستوى المحلي والدولي في ناشئة وشباب الأمة الإسلامية؟
مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية إحدى ثمار عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله، وذلك نابع من اعتمادها على القرآن الكريم في الحكم وجميع شؤون الحياة، فهو أساس قيام هذه الدولة وشرعتها ومنهاجها.
كيف يمكن الاستفادة من هذه المسابقات القرآنية في إعداد جيل ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقوم بدور الدعوة الى الله على بصيرة وعلم؟
الاثر الذي تحدثه المسابقات القرآنية في الناشئة والشباب هو تقوية حوافزهم على مزيد العناية بالقرآن الكريم وابراز مواهبهم من خلال القرآن الكريم حفظا واداء وفهما، وهي مقياس دقيق لمعرفة مستويات حفظة القرآن الكريم، ومن ثم يمكن الرقي بمستوياتهم الى الافضل، كما انها عامل كشف لطاقات الطلاب المكنونة وتوجهها فيما يعود على الشاب وأمته بالخير والفائدة.
نظراً للاهتمام الذي تحظى به هذه المسابقة من الدول الاسلامية، والمؤسسات والهيئات والمراكز الإسلامية في الخارج، وحرص الجميع على المشاركة فيها، ماذا يتوجب على هذه المؤسسات والمراكز ان تقوم به للحفظة المشاركين في المسابقة من حيث الاستفادة منهم في تعلم القرآن الكريم، والعناية بواجب الدعوة إلى الله؟
القرآن الكريم هو مفتاح الدعوة وصراطها، والمسابقات القرآنية إحدى وسائل الدعوة البناءة، والتي يمكن ان توظف توظيفا تاما في الدعوة الى الله على بصيرة وعلم، ويتحقق ذلك بتوعية المتسابقين والنهوض بطموحاتهم الذاتية الى هموم الامة الاسلامية وآمالها، وذلك من خلال الفهم الصحيح للقرآن الكريم والعمل الجاد الدؤوب المتسم بالحكمة والقدوة الحسنة، ولا جرم ان المسابقة مجال خصب وحي لتبصير المتسابقين عن قرب إذ يشارك في كل مسابقة عشرات المتسابقين من مختلف بقاع الارض، وهم بمثابة الشهود على واقع المسلمين في بلدانهم، ويتم ذلك التبصير ببيان حاجة الامة الى تكوينهم تكوينا متكاملا ليسهموا، بدورهم في ابراز محاسن الاسلام والقيام بواجباتهم نحو العالمين، كيف وهم حملة القرآن ورآية الاسلام.
نظرا للاهتمام الذي تحظى به هذه المسابقة من الدول الاسلامية، والمؤسسات والهيئات والمراكز الاسلامية في الخارج، وحرص الجميع على المشاركة فيها، ماذا يتوجب على هذه المؤسسات والمراكز ان تقوم به للحفظة المشاركين في المسابقة من حيث الاستفادة منهم في تعلم القرآن الكريم، والعناية بواجب الدعوة إلى الله؟
لهذه المسابقة مكانة مرموقة لدى جميع الدول الاسلامية واكثر المؤسسات والهيئات والمراكز الاسلامية، حتى إن بعض الجامعات والمؤسسات قد خصصت قسما يعنى باعداد طلابها لفروع هذه المسابقة، ومن أشهرها جامعة عثمان بن فودي بنيجيريا، وينبغي ان لا يتوقف الاهتمام باعداد المتسابقين عند مشاركتهم او فوزهم، فهؤلاء النخبة هم خيار اللبنات الصالحة، التي يجب استثمارها لصالح الدعوة الى الله، ويمكن ان يفعل ذلك من عدة جهات، ومن اهمها: الاستفادة منهم في تعليم القرآن الكريم، وتغذية الحلقات القرآنية المركزية بالنوعيات المتميزة منهم، ومساعدتهم في توفير المنح الدراسية في الجامعات والدراسات العليا المتخصصة في الدراسات القرآنية والاسلامية، وان تتبنى الامانة قاعدة معلومات إلكترونية للفائزين، وذلك من اجل الاستفادة منهم في دعم الحلقات القرآنية، وتسهيل الاجراءات الادارية لتوفير المنح الدراسية لهم، والاستفادة منهم في اغراض التحكيم.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved