رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

الاقتصادية

آخر الأسبوع
عندما لا يكون للاقتصاد معنى؟!
د، صنهات بدر العتيبي
كان هذا موضوع نقاش حامي الوطيس في إحدى الجلسات الأكاديمية جمع أناس يرون ان النجاح الاقتصادي يقاس بالمادة واخرون يعتقدون ان هناك امورا ومعايير معنوية ونفسية واستراتيجية غير ملموسة قد تؤثر على درجة وطعم النجاح الاقتصادي، بالنسبة لي عنوان مقالتي هو موقفي فالثروة والارباح والنمو والنجاح تكون بدون معنى او قيمة اذا كانت الكرامة مجروحة او التصرفات مفضوحة او الشعور بالرضا عن النفس وراحة الضمير غير متحقق!! قد نجد ثريا مترفا متأنقا يخاف على مكاسبه ويعيش في قلق عاصف آناء الليل وآناء النار يلهث خلف الدولار ويحسبها بالسنت، ، ثم عندما يكون على المحك في امور لها علاقة بمصير امته والتحديات التي تواجهها يسقط سقوطا ذريعا ويتدحرج من قلوب الناس الى اوحال التاريخ ولن يثني عليه احد وكلنا نعرف عبارة تعس عبد الدرهم، ، تعس عبد الدينار!!،
ومن ناحية اخرى، قد نجد فقيرا ضئيلا مشردا حافيا، اشعث اغبر رث الثياب ولكنه مرتاح الضمير مطمئن النفس لانه يعتقد بان الله اكبر من الدنيا وما فيها ولانه رقم صعب في معادلة التحدي المفروضة على امته ولان كرامته وحريته محفوظة ومحمية بايمان لا يتزعزع وعقيدة لا تلين وسعي لا يعترف بالحسابات والارقام، وفي النقطة الاخيرة يتبلور الفرق بين شخص اهدافه مادية فيسعى ويتعب ولن يصل ابدا، ، واخر قمة طموحاته ليست مادية فيسعى ويصل الى منطقة من الامان الذاتي والحرية المطلقة والتي تمثل المعنى الحقيقي اللامتناهي للمكاسب والنجاحات،
وكما ان هذه المفارقة تظهر ما بين الاشخاص فهي كذلك توجد ما بين الاقتصاديات فقد نجد اقتصادا ثريا مترفا تعجز الالات الحاسبة عن الاحاطة بما فيه من مداخيل ومكاسب وآفاق نمو، ولكنه في الجانب المعنوي ضعيف لا يملك قراره ويعجز عن حماية نفسه وعندما تأتي العاصفة يدفن رأسه في التراب خجلا لانه غير مستعد او غير واثق او غير مؤمن او غير قادر على التحدي اولا يدل الطريق او غير، ، او غير، ، وهكذا!! وعلى الطرف المناقض، قد يوجد اقتصاد فقير ضعيف مفكك غيرثري وغير مترف، ، ولكنه يتفوق في جوانب اخرى مهمة مثل الثقة والروح الايمانية والاختيار الحر والرؤية الصائبة والقرارات المستقلة، ، الى اخر قائمة مقومات الحرية والاستقلال،
وهكذا نرى ان الاقتصاد المتفوق في الاقتصاد فقط لا يقدر ان يحمي الامة او يفرحها، ، بل يصبح «ممسك» عليها ونقطة ضعف في علاقاتها السياسية وصراعها الحضاري مع المتربصين والمصاصين!! وهذا يذكرنا بالمفاعل النووي الباكستاني الذي اصبح نقطة ضعف عندما لم توجد الارادة والرؤية والايمان!!
بالله عليكم ماهي فائدة ثروة الثري اذا كان مأسورا سجينا مقيدا لا يملك حق تقرير المسار او حمايته؟! وما فائدة الاقتصاد الثري اذا كان خاليا من معاني الكرامة والحرية وتقرير المصير او حمايته كذلك؟! وما فائدة اقتصاد تنمية الرفاهية اذا كانت اساساته الايمانية مزعزعة وقوته المادية ترتجف «الا يذكرنا هذا بمسجد الضرار وقواعده المملحة»؟! وماذا نتوقع ان يستفيد او ينجز المليونير فلوسا المديونير نفوسا «لزوم السجع» في خضم صراع او صدام «لا فرق» تتشابك فيه السياسة مع القوة العسكرية مع العوامل النفسية مع الاقتصاد مع الثقافة مع، ، الخ؟!!
sunotaibi@yahoo، com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved