| العالم اليوم
ليس تشفياً بمقتل العنصري الإسرائيلي رحبعام زئيفي وزير السياحة الإسرائيلي وأحد قادة التطرف والكراهية في المجتمع اليهودي إلا أن الأمانة والالتزام بالكلمة الصادقة تفرض علينا القول اننا لسنا وحدنا الذين تلقوا نبأ تصفية هذا العنصري بارتياح، وإذ كنا نحزن لمقتل أي إنسان مهما كانت ديانته أو انتماؤه، إلا أن الانتماء للجنس البشري يجد راحة عندما يتلقى نبأ غياب شخص يدعو للكراهية ويحرض على قتل شعب كامل، بل أمة يتجاوز عدد أبنائها المائة والخمسين مليون.
وهكذا فإن غياب عنصري يعمل ويسعى لابادة شعب وأمة خبر يفرح له كل إنسان محب للبشرية لأنه بمثابة التخلص من عدو للبشرية، فرحبعام زئيفي الذي ناور قبل مقتله لدفع شارون إلى ايذاء الفلسطينيين أكثر يعد كبير المتطرفين وصاحب شعار الترانسفير أي طرد الفلسطينيين من بلادهم إلى الدول العربية بل إنه يصنف أكثر تطرفاً من شارون الذي كان يتبرم من تطرفه...!!
ودخل زئيفي البرلمان عام 1988 طبقا لبرنامجه هذا بعد تأسيسه حزب موليديت (الوطن) اليميني المتطرف.
وعمد زئيفي إلى تغيير اسم الحزب إلى «الاتحاد الوطني» وخاض انتخابات العام 1999 فنال أربعة مقاعد في الكنيست من أصل 120.
وقدم استقالته أول يوم الاثنين من حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون احتجاجا على اجراءات تخفيف الحصار عن السكان الفلسطينيين على ان تكون سارية المفعول اعتبارا من بعد ظهر أمس.
ولم يكن زئيفي الذي أطلق عليه لقب «غاندي» في شبابه بسبب نحافته الشديدةانذاك سلميا على الاطلاق مثل صاحب الاسم.
وكان جنرالا في الاحتياط اذ خدم في الجيش منذ قيام اسرائيل عام 1948 إلى حين تقاعده العام 1974.
وكان زئيفي مسؤولا عن العمليات في هيئة قيادة الأركان وتولى أواخر الستينيات قيادة المنطقة العسكرية الوسطى التي تضم الضفة الغربية وترك انطباعا بانه كان دمويا في محاربته تسلل الكوماندوس الفلسطيني انطلاقا من الأردن.
وشغل بين عامي 1974 و 1977 منصب مستشار رئيس الوزراء اسحق رابين لشؤون مكافحة الارهاب.
وفي 1991 عينه رئيس الوزراء اليميني اسحق شامير وزيرا من دون حقيبة.
وطالما اعلن زئيفي المعارض بشدة لاتفاقات أوسلو حول الحكم الذاتي الفلسطيني الموقعة عام 1993 توجيه ضربات قوية إلى داخل المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
وكان يأمل في الحصول على حقيبة الداخلية في حكومة شارون تماشيا مع نهجه وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان شارون كان يتبرم من تطرف زئيفي.
وكان شارون يشير إلى التهديدات التي أطلقها وزير البنى التحتية زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» من المهاجرين الروس افيغدور ليبرمان القومي المتطرف الذي هدد بقصف العاصمة الايرانية والسد العالي وقدم ايضا استقالته للاسباب ذاتها التي بررها زئيفي.
وهكذا «نفق عنصري» بانتظار أن يلقى المصير ذاته زميله في العنصرية افيغدور ليبرمان الذي حتماً ان «نفق» هو الآخر سنجد مبرراً للتشفي بتصفية هؤلاء القتلة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|