تُثني وأنت أحقُّنا بثناءِ
لكنَّ ذاك تواضع العظماءِ!
تُثني وأنت لكل خيرٍ يُرتجى
سندٌ بحُسن الدعم والآراءِ
تُثني على ثمرٍ لحسن عنايةٍ
منكم وحسن تعهُّدٍ وسقاءِ
تُثني وما هذا سوى عبقِ الشَّذا
مِنْ فضلك المتواصل البنّاءِ
إن الثَّناء أعزُّهُ وأجلُّهُ
لك أنت يا ريحانة الأمراءِ
يا موئلاً للهاربين من الضنى
يا سلوة الغرباء والبؤساءِ!
قلبٌ تجمّل بالمودة والرضا
تهفو إليه مشاعر الفقراءِ
كم منزلٍ حل السرور بأهلهِ
وسلا بلطف البذل والإيواءِ!
كم ماثلٍ للسيف أيقن بالرَّدى
فشفعتَ فيه وفاز بالإحياءِ!
كم قاصدٍ من بعد أن فقد المنى
يحظى بلطف مبدد الأرزاءِ!
كم من محجَّبةٍ تعاظم هَمُّها
كُسيتْ لباسَ مَسرَّةٍ وهناءِ!
كم من خصامٍ مُنْشبٍ أظفارَهُ
مُلئتْ قلوب ُذويه بالشحناءِ!
أسعدتهم بالصلح بعد تباغضٍ
فإذا بهم في أُلفةٍ وصفاءِ
كم من مريضٍ مُثقلٍ بجراحِهِ
يحظى بخير عناية ودواءِ
ورسمتَ لوحاتِ العطاءِ روائعاً
تبدي بديع صنائع الكُرَماءِ
هذا وميضٌ من فيوض فواضلٍ
بُذلتْ لكل مقرَّبٍ أو نائي
بُشرى لما أَسديتَ في أمِّ القرى
في مشهدٍ من زمزم وحراءِ
شكري وتقديري إليك أزفُّهُ
صفواًَ وعطر موَّدتي وولائي
أنت الذي أسبغت من حُللِ الرضا
وحَبَوْتَني بالفضل والآلاءِ
فالله يحفظكم ويشكرُ سعيكمْ
ويمدكمْ بالفضل والأنداءِ
والفوزِ بالأجر العظيمِ وشربةٍ
من نهرِ سيدنا أبي الزهراءِ