|
| مقـالات
من حق صاحب أي مصلحة أن يتلمس، ويجد بنفسه أو بمساعدة غيره الوسائل المناسبة للسير بمصلحته نحو الأمام، والأخذ بها نحو النجاح بكده وجهده وعرق جبينه، ولكن لكل إنسان حدود لا يجور تجاوزها تتمثل بالحدود المشروعة للآخرين وبالحقوق المشروعة أو المتعارف عليها في أي مجتمع أو بلد.
فالإعلان حق مشروع، ولكن له حدوده بمعنى له ضوابطه التي لا يجوز التعدي عليها، فهناك أخلاقيات الأمة والمجتمع، وهناك الطابع الثقافي الخاص بهذا التجمع البشري وهنالك العادات والتقاليد وهناك اللغة وأساليبها، وهناك أيضا حقوق الصدق في الإعلان والأمانة والنزاهة فيه، وكذلك بالتأكيد هناك حق المدينة ونظامها وترتيبها وأناقتها ومجاراة كل ما فيها للمعايير المتقدمة المطلوبة.
إنه من غير الجائز على الإطلاق جعل الإعلانات تكتظ بها الشوارع والطرقات والأحياء بأسلوب بدائي وتقليدي وبمظاهر غير حضارية يختلط بها الحابل بالنابل، وخصوصا أن «الرياض» على سبيل المثال تسعى لأن تكون مثالا للمدينة النظيفة والأنيقة على مستوى العالم، ونحن نفاخر بعاصمتنا الحبيبة كواحدة من أجمل، وأنظف مدن العالم.
إنه حق مشروع لهذه المدينة ولغيرها من المدن العزيزة أن تبقى مصانة من كل تشويه أو تلويث سواء لشوارعها أو لحدائقها أو لساحاتها العامة.
القضية واضحة، وهي ذات وجهين أو بالأحرى مطلبين: الأول يتمثل في الطلب من أصحاب الإعلان أنفسهم أن يراعوا، ويحترموا ذلك بالشكل المطلوب، وأن يعرفوا أن المدينة ملك عام للمجتمع كله، ولا يجوز لأي كائن المساس بها، والأمر الثاني: يتجلى في الطلب من أصحاب العلاقة ومن يعنيهم الأمر في وزارة الشؤون البلدية والقروية وغيرها بكف أيدي المخالفين، ومنعهم بكافة الطرق من الاستمرار بهذا المنحى الخطير كي لا تتحول شوارعنا إلى ساحات إعلانية فوضوية، ويغيب عنها الجمال الذي يسعى له الجميع.
الأمر يستحق الاهتمام، ولا يجوز استصغاره، لأنه يعني ما يعني أمام الآخرين وأمام أنفسنا نحن، فما أحلى راحة النفس، وهي ترى الشوارع الأنيقة المرتبة النظيفة . واللّه المستعان.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|
