أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th October,2001 العدد:10611الطبعةالاولـي الاربعاء 30 ,رجب 1422

منوعـات

الجرح القديم الجديد
د. فهد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم
جرح قديم من جروح أمتنا الاسلامية بدأ ينزف من جديد؛ أفغانستان المسلمة التي عانت عشرين عاما من الصراع مع الروس والدخول في حرب أهلية، أصبحت هدفا لهجوم تحالف غربي تقوده أمريكا للثأر لكرامتها التي طعنت في قلبها، وليس غريبا ان يتوجه مؤشر الاتهام الى العرب والمسلمين منذ اللحظات الأولى فهو قدر أمتنا التي هانت على الجميع حتى صارت هدفا سهلا لكل من وجد نفسه في مأزق سياسي، تكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها! أوَ من قلة فينا؟! بل نحن نمثل أكثر من ثلث سكان المعمورة، ولكننا غثاء كغثاء السيل، أصابنا الوهن، تفرقا وتشرذما وقومية وشعوبية، أصبحنا أمما متطاحنة متصارعة لا يجمعنا سوى الاسم، أما الأفعال فكل يغني على ليلاه المريضة، وليلاه قد تكون قد تكون مشكلة حدودية زرعها الاستعمار لبث الفرقة ومن ثم التسيد على الجميع، أو تكون نمطا سياسيا للحكم بنيت شرعيته على أيديولوجية مستوردة، يريد فرضها على الآخرين، فكانت نتيجة ذلك زعزعة الثقة، وانشغال كل طرف عن الاهتمام بالصالح العام للأمة بهمومه الخاصة، وأصبح من المستحيل ايجاد استراتيجية موحدة، أو الاجماع على مواقف ثابتة، وعندما يدق ناقوس الخطر؛ تتفرق السبل وتختلف المواقف وتختلط الأوراق، وليس من سبيل للخروج من هذا الواقع الأليم؛ إلا بالتوحد تحت راية الاسلام، وقد كانت المملكة سباقة في الدعوة الى التضامن الاسلامي، ومن ذلك: تأسيس رابطة العالم الاسلامي، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى لتفعيل دور هذه المؤسسات حيث ان كثيرا من الأنظمة التي كانت تصمنا بالرجعية أصبحت الآن بلا مرجعية، حيث سقط الدب الشيوعي غير مأسوف عليه، إن واقع الأمة لا يبشر بأمل كبير، فالجراح كبيرة ومتعددة، وكلما اندمل جرح وكاد يخف ألمه، انفتح جرح جديد، ولو لم يقع في أمريكا ما وقع لربما كان الدور على غير أفغانستان، فهناك عدو يتربص عرف عبر التاريخ بتدبير المكائد؛ احتل المقدسات وعاث في الأرض فسادا، عدو يرى في استقرار بلاد الاسلام خطرا عليه، واتحاد المسلمين كابوسا يؤرق منامه، يسعى جاهدا لزرع بذور الفتنة بين صفوف المسلمين، ولا يتورع عن استخدام أي وسيلة في ذلك، استحوذ على الرأي العام الغربي وسممه عن طريق وسائل الاعلام التي يمتلكها، سيطر على حكومات الدول الغربية بسيطرته على اقتصادها، حتى أصبح صاحب القرار في تلك الدول، ولن نستطيع الوقوف أمامه متفرقين، فلعل الدواء يكمن في الداء، وعسى أن تكون محنتنا الجديدة سببا في الشعور بالحاجة الملحة لتوحيد الصفوف. والله نسأل أن يحفظ إخواننا المسلمين ويجنبهم ويلات الحرب ويبقي راية الاسلام عالية..
aljazirah@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved