أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th October,2001 العدد:10611الطبعةالاولـي الاربعاء 30 ,رجب 1422

محليــات

مستعجل
مجرد بضائع فاسدة فقط..!!
عبدالرحمن السماري
* نقرأ ما بين وقت وآخر أخباراً عن قرارات اتخذتها الجهات المعنية.. لمحاسبة صاحب بقالة أو صاحب متجر باع بضائع فاسدة أو منتهية الصلاحية.. وتصدر العقوبات من هذه الجهة أو تلك.. ضد هذا التاجر الذي استهتر وتلاعب أو غفل أو تغافل وباع بضاعة فاسدة لا تصلح.. وقد تؤذي عباد الله أو تسبب الموت أو ما دون ذلك..
* الأمر كما يظهر.. مجرد خبر صغير.. لكن معنى ومضمون هذا الخبر.. أن هناك شخصاً حاول أو باع بعض المواد التموينية الفاسدة.. التي قد تتحول إلى سموم.. وقد تقتل.. فهذا التاجر دخل في مرحلة مخيفة من محاولة الاضرار بعباد الله.. ومحاولة تمرير بضائع مميتة إلى المساكين.
* قبل أيام.. قرأت خبراً صغيراً يقول.. إنه صدر قرار من جهة رسمية لمعاقبة تاجر يبيع حليب أطفال فاسداً.. يعني «خربان.. مخيس.. مِدْودْ» لا يقدم حتى «للقطاوة»، وكانت الكمية بالآلاف إذ يقول الخبر.. إنها بلغت 240 ألف عبوة كانت فاسدة.. فماذا لو شربها ربع مليون طفل؟!
* نعم.. ربع مليون «قُوطِيْ» حليب مخصصة للأطفال كانت فاسدة وكانت في مستودعات «أحد التجار؟!!»، مهيأة للبيع.. «ومن أمن العقوبة.. غش.. واستهتر ولعب» والمسألة،.. ليست حليب «خَلْفات»، فاسداً.. بل حليب أطفال .
* الخبر نشر على انه مجرد خبر عادي للغاية..
* أما لو أن مجموعة من الاطفال تناولوا هذه المواد المسمومة ثم صار ما صار.. لتحول الخبر من عادي إلى كارثة.
* الجهة المعنية.. اتخذت كافة صلاحيتها وعاقبت التاجر حسب اللوائح والانظمة الموجودة لديها والتي في وسعها.. ولكن.. هل كانت مثل هذه العقوبة كافية لردع مثل هذا التاجر أو غيره؟
* وهل الخطأ الذي حصل منه بسيط لدرجة أنه يكفي فيه غرامة مائة ألف ريال يدفعها تاجر يملك ملايين الريالات.. ولا تشكل له أي شيء.. بل يعتبرها سيارة اشتراها وصدمت.. أو أسهماً اشتراها وخسر فيها.. أو هدية قدمها لصديق أو قريب.
* هو مبلغ تافه لا يشكل له أي شيء ولكن.. ربما تكون العقوبة كعقوبة أو التشهير به أشد وأعنف.
* ويبدو لي.. أن الأمور تحتاج إلى المزيد من العقوبات والاجراءات التي تحول تكرار مثل هذه الأخطاء والتجاوزات التي تتعلق بصحة الإنسان.
* فوزارة الصحة مثلاً.. ضبطت الأمور بدقة.. وكان حضورها الرقابي ودورها في الاشراف على القطاع الصحي.. دوراً قوياً وصارماً.. وحضورها فاعلاً.. مما جعل الجميع يلتزم بدقة.
* وكذا فإن واجب وزارة التجارة أن تضيف إلى جهودها ونشاطاتها السابقة.. وحضورها الرقابي..أن تضيف إليه جهداً مضاعفاً.. لأن مثل هذه الأمور تتعلق بصحة الإنسان أيضاً.. ولا تقل أهمية بل ربما هي أخطر من الأدوية والأمور الصحية.
* إلى متى ونحن نقرأ المزيد من العقوبات والعقوبات على تجار استهتروا بصحة الناس وحياتهم.. كمجرد أخبار تتكاثر وتتزايد يوماً بعد آخر.. حتى تحولت هذه الأخبار الخطيرة إلى مجرد أخبار عادية للغاية.. شأنها شأن بقية الأخبار الأخرى التي تصدر عن الوزارة أو عن غيرها؟
* هذا عن البضائع والأشياء الفاسدة «المضبوطة»، والتي وقف عليها المراقبون.
* أما ما لم يضبط.. وما هو في المستودعات، وما يدس دساً ما بين الحين والآخر فله شأن آخر..
ومع ذلك هناك من يشتكي أحياناً من مغص شديد في بطنه أو في أمعائه.. مع ارتفاع في درجة الحرارة واسهال عنيف.. وهو لا يدري ما هو السبب.. ولو قرأ هذه الأخبار لعرف السبب وبطل العجب وعذر بطنه الذي لم يقصر في السابق عن هضم أي شيء ولكن.. هناك شيء يهضمه.. وشيء لا يمكن هضمه.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved