| متابعة
* واشنطن د ب أ:
تضاعفت معدلات القبول العام للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بصورة متصاعدة في أعقاب إعلانه الحرب ضد الإرهابيين الذين يقفون وراء هجمات 11 أيلول سبتمبر في واشنطن ونيويورك،
وأوضحت استطلاعات الرأي الأخيرة أن نحو تسعين في المائة من الشعب الامريكي يوافقون على أدائه، وهي نسبة لم يحصل عليها في التاريخ الحديث سوى والده فقط عندما شن حرب الخليج ضد صدام حسين في عام 1990،
وبهذا الدعم الإجماعي تقريبا، فإنه من المفارقات أن تأتي المعارضة السياسية الهامة الوحيدة التي يواجهها الرئيس بوش حاليا من اليمين الذي يخدم بعض أعضائه في المناصب الهامة بإدارته في البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاجون»، وتحديدا، ينتمي هؤلاء النقاد إلى من يطلق عليهم اسم المحافظين الجدد، ومن بينهم العديد من الليبراليين السابقين وحتى اليساريين الذين تحولوا بصورة حادة إلى اليمن في إدارة الرئيس رونالد ريجان وانضووا تحت لواء السياسة الخارجية للصقور، لا سيما تلك المعادية للشيوعية،
وزعماء المعارضة الملتهبة الجدد هم جين كيرك باتريك، مندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، والمثقفون والمفكرون الأصغر سنا مثل ريتشارد بيرل الذي عمل في البنتاجون أثناء الإدارات الجمهورية السابقة، وقد عارضوا بضراوة اتفاقيات الحد من الأسلحة مع الاتحاد السوفييتي ويصرون الآن على ضرورة أن يكون لدى الولايات المتحدة نظام قومي للدفاع الصاروخي حتى لو كان ذلك يعني تمزيق معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة مع روسيا، الدولة التي خلفت الاتحاد السوفييتي،
ولدى البعض حاليا اعتقاد يغلبه الحماس والانفعال بأن الصراع الأكبر القادم سيكون بين الولايات المتحدة والعراق ويعتقدون أنها ستكون عراق مدججة بأسلحة الدمار الشامل ويحتمل حتى بقنبلة نووية،
ومن بين أبرز مؤيدي هذه الآراء بول وولف وفيتز مسؤول وزارة الخارجية والسفير الأمريكي السابق لدى إندونيسيا ونائب وزير الدفاع حاليا والذي يعد الرجل الثاني في البنتاجون،
ويذكر مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية طلب عدم الإفصاح عن هويته أنه أثناء الأيام الأولى لحرب الخليج كانت إدارة الرئيس بوش الأول تعاني من صعوبة في حشد الحلفاء للمساهمة في التحالف ضد صدام حسين،
وكتب وولفوفيتز باعتباره من كبار مسؤولي الادارة في ذلك الوقت رسالة إلى الرئيس بوش قال فيها «لقد حان الوقت لنتوقف عن الكلام ونبدأ في العمل»، واقترح وولف وفيتز في الرسالة أن تتخلى الولايات المتحدة عن أعضاء التحالف الآخرين وأن تتصرف الولايات المتحدة وإسرائيل بمفردهما وتشكلان قوة قتالية مشتركة ضد العراق!
ويقول المسؤول السابق الذي حكى الرواية أنه كتب بخط يده على الرسالة «السيد الوزير، هذا جنون» وبعث بها إلى جيمس بيكر وزير الخارجية في ذلك الوقت الذي أصابه الرعب أيضا من الخطة التي تستبعد العالم العربي في وقت كانت الولايات المتحدة في أمس الحاجة إلى الدعم العربي، وقد استبعد بيكر الفكرة،
يذكر أن وولف وفيتز في منصبه الحالي هو جزء من مجموعة تعتقد أنه ينبغي توسيع نطاق الحرب ضد طالبان لتشمل حملة نهائية على صدام حسين بهدف إقامة حكومة معارضة مناوئة لصدام في الأجزاء الشمالية والجنوبية من العراق،
ولم يتم إبلاغ كولين باول وزير الخارجية برسالة سلمت إلى الأمم المتحدة في هذا الصدد حيث إنه يعارض مثل هذه العملية في الوقت الحالي لانها ستدق إسفينا في صفوف التآلف الدولي ضد الإرهاب،
وتبلغ الرسالة الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة تبقي على احتمال قائم بأن تضطر للتصرف عسكريا ضد مؤيدين آخرين للإرهاب وهو ما يبدو بوضوح إشارة إلى العراق،
وتردد أن باول انزعج لأن الرسالة ستخفض من حجم التأييد الذي حظي به الرئيس من الناخبين الأمريكيين ومن المجتمع الدولي، لا سيما من بريطانيا وألمانيا،
وحتى الآن ، يعتبر الجدل حول ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق الضغوط العسكرية على العراق هو الصراع الخصب المعتاد في واشنطن بين المتشددين والمعتدلين، وحتى الآن اختار الرئيس بوش عدم المخاطرة بفقدان جزء من رأسماله السياسي المتعاظم بالتورط في هذا الجدل الدائر في صفوف إدارته،
|
|
|
|
|