أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th October,2001 العدد:10611الطبعةالاولـي الاربعاء 30 ,رجب 1422

متابعة

سيناريوهات الحرب الدائرة وأهدافها البعيدة
المشير عبدالغني الجمسي: الحرب البرية قادمة وطالبان ستلجأ إلى حرب العصابات
اللواء أحمد عبدالحليم: السلاح النووي مستبعد وأتوقع استخدام الأسلحة الجرثومية
اللواء زكريا حسين: الحرب الحالية لن تتحول إلى حرب عالمية وحجم التحالف حدد الموقف
القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور إنصاف زكي بهاء محمد..
رغم بدء الضربات العسكرية الأمريكية ضد أفغانستان إلا أن المشهد لم يكتمل بعد سواء على مستوى المراحل التالية من سيناريو الضربات المتلاحقة أو على مستوى مستقبل هذه الضربات، حيث يزداد الموقف تعقيداً والرؤى غائمة، فماذا بعد الضربات الجوية، وهل تمتد الحرب على الأرض، وهل تتحول إلى حرب عمليات خاصة وما مستقبل هذه الضربات وما تحمله الأيام القادمة وفقاً لما يحدث في الواقع الحالي.
حول السيناريوهات المحتملة وأهداف الضربات والخطوات التالية التقت الجزيرة نخبة من الخبراء والمحللين العسكريين وقادة الاستراتيجية.
حرب برية وعصابات
يؤكد المشير عبدالغني الجمسي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الأسبق عام 1973م أن القضاء على الارهاب يتطلب بالضرورة أعمالا مخابراتية وتحركات سياسية موازية للتحركات والضربات العسكرية، وهذه التحركات جميعها تؤكد للعالم أجمع الهدف الحقيقي ولكن في غياب التحركات السياسية وأعمال المخابرات يبقى الهدف غامضاً، والخطوة التالية بعد ضرب أفغانستان قد توضح الهدف الحقيقي، وفي هذه الخطوة المرتقبة قد تقوم أمريكا بضرب دولٍ أخرى مثل العراق أو سوريا أو ليبيا، وهذا ما اعتقده قريباً إلى ظني، فالحرب تجاه أفغانستان لها مبرراتها الضعيفة ويكفي أمريكا ان تستخدم عناصر المعارضة الأفغانية في الشمال لمحاربة الطالبان دون استهلاك للقوة الامريكية أو أن تتكبد كل هذه النفقات دون جدوى حقيقية. وفي تصوري أن الأيام القادمة ستشهد إنزالاً برياً للقوات الأمريكية حيث إنها حددت هدفها في القبض على ابن لادن، ولكن لأن الطالبان قد تلجأ لحرب العصابات لو استقرت قوات عسكرية أمريكية لفترة طويلة على الأرض الأفغانية فإن الولايات المتحدة ستتجنب إنزالاً برياً طويل المدى قدر الإمكان، بل قد يحدث هذا في أماكن معينة تستهدف أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة بعد الاطمئنان إلى المعلومات حول تواجده في تلك المناطق بالفعل، وهو ما يعتبر في المرحلة الحالية من الأولويات الأمريكية ولكن هذا لايعني ان الأمر سيكون سهلاً.
فالطالبان لديها خبرة بالأرض الأفغانية وقد استطاعت سابقاً إلحاق الهزيمة بأنظمة سابقة، ورغم أنه يمكن الاستعانة بقوات الشمال وترك الأمر لهم إلا أن الموقف في هذه الحالة سيحتاج إلى أشهر وهو ما لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية التي تستعجل تحقيق هدفها، وما لجأت إليه أمريكا حالياً هو تدمير الدفاعات قدر المستطاع في المناطق التي يتوقع وجود ابن لادن فيها قبل أي إنزال لقواتها فهي لا تريد خسائر بشرية كبيرة خاصة بعد مأساة 11 سبتمبر، وما تريده أمريكا حالياً هو الاعلان عن هدف محدد حتى تثبت أنها قادرة على تحقيقه.
أسلحة جرثومية
ومن ناحية يرى اللواء والخبير الاستراتيجي أحمد عبدالحليم أننا قد نستطيع تحديد بداية الحرب ولكن لا نستطيع وضع نهاية لها فالضربات الأمريكية والبريطانية التي تتواصل على أفغانستان لا نعرف أين ستنتهي ولكن طريقة استخدام هذه القوة تعبر عن وجود خطة عسكرية أو سيناريو عسكري وليس سياسيا، يعتمد هذا السيناريو على البدء بالضربات الجوية واستخدام القذائف والصواريخ لتطهير المنطقة من أعلى ثم استخدام القذائف مخترقة الصخور والحواجز الصلبة لتطهير المخابىء التي يمكن لطالبان أو لابن لادن الاختباء بها وهنا أود القول إن الكهوف وباطن الجبال ستكون أبعد عن مرمى نيران القذائف الأمريكية الثقيلة ولا تستطيع هذه القذائف إحداث التأثير المطلوب، بعد ذلك يبدأ الانزال البري للسيطرة المحكمة ولكن هذه الخطوة أيضا ستقابلها صعوبات جمة لأن طالبان.. تجيد القتال على الأرض ومتدربة على ذلك وتعرف طبيعة أراضيها جيداً .
وعن إمكانية استخدام الاسلحة النووية أو الجرثومية في هذه الحرب قال احمد عبدالحليم إن الاسلحة النووية لن تستخدم لأنها سلاح تهديد وردع أكثر منه سلاحا واقعيا يستخدم في مثل هذه الحالات ولو فرضنا استخدامه ستكون حرباً مدمرة للعالم كله ففي منطقة آسيا سنجد الهند وباكستان وروسيا لديها النووي وإذا تحدثنا عن الشرق الأوسط سنجد اسرائيل ولهذا فاستخدام السلاح النووي سيدمر العالم وأمريكا تدرك ذلك جيداً ولن يتجرأ أحد على استخدامه في محاربة الارهاب، ويبقى التحذير لبعض الجماعات التي تمتلكه بعد عملية تهريبه من الاتحاد السوفيتي، وفي حالة امتداد الحرب أتوقع استخدام الاسلحة الجرثومية بدلاً من النووية وخاصة أنها أوسع انتشاراً.
الجانب الأكثر سوءاً
أما اللواء العسكري الأسبق والخبير الاستراتيجي طلعت مسلم فيقول: حتى الآن لا نعرف إلى أين ستتجه الحرب ولا أين ستقف وإن كانت التصريحات كثيرة ومتضاربة فهناك من يصرح بأن الضربات ستطول عدة دول عربية والبعض يقول انها لا تخرج عن حدود أفغانستان ولكن يجب أن نصدق الجانب الأكثر سوءاً فأمريكا سبق وان صرحت بإشياء كثيرة لم تلتزم بها فبعد حرب الخليج الأخيرة قالت إنها ستحل مشكلة فلسطين ولكن زادت المشكلة تعقيداً وعلى ذلك يجب تصديق الجانب الأكثر سوءاً فالفوضى قادمة لا محالة وباستمرار الضربات الامريكية ضد أفغانستان لم يعد وجود للدبلوماسية في العالم لأن القنابل والصواريخ هي التي تتحدث الآن واعتقد ان هذه الضربات لن تصمت في الفترة القادمة وتتسع ليشهد العالم حرباً عالمية ثالثة والحجة القضاء على الإرهاب وفي حالة استمرار هذه الفوضى والدخول في تعقيدات لا حصر لها فليس مستبعداً عقاب وضرب حزب الله في لبنان وفي سوريا وبالطبع سيتم ضرب العراق وبالنسبة لوجود شكوك على مصر بسبب تواجد أعوان لأيمن الظواهرى فسيتم الضغط عليها بشدة، أقول ذلك ولا استطيع الجزم بحدوثه فلا نعلم حتى الآن إلى أين ستتجه الحرب ولا أين ستقف ولكن المؤكد ان الخطوة القادمة عندما تتسع الحرب وهو احتمال قريب للتحقق فستكون البداية لعصر جديد والدول العربية متمردة على الوضع الامريكي ولكن هناك محاولات من امريكا لكي تكون دوله صديقة لهم ولو اتجهت أمريكا لضرب دولة عربية سوف تفقد مصداقيتها وسوف يكون هناك مقاومة إيجابية فهناك المقاطعة للبضائع الامريكية والشركات والمنشآت إضافة لاحتمال قيام البعض بأعمال تخريب وتدمير ضد المصالح الامريكية. كما أن الدول العربية لن تقف صامتة امام ضرب بعض الدول العربية، ويمكن القول إن حالة الرفض الشعبي لما تقوم به أمريكا يجعلها تتردد ألف مرة في القيام بضرب دولة عربية أو اتساع الحرب.
ليست حرباً عالمية
ويرى اللواء زكريا حسين رئيس اكاديمية ناصر الأسبق أن الحرب ضد الارهاب لن تتحول إلى حرب عالمية فحجم التحالفات حدد الموقف تماماً بانها حرب ضد الارهاب، وليس بالضرورة في مثل هذه الحرب استخدام القوات المسلحة ولكن قد تكون العملية مبرراً لتنفيذ مخطط مثل استمرار ضرب العراق وضرب لبنان بحجة الارهاب، والدول العربية والاسلامية لن تقبل استخدام حرب الارهاب في ضرب الدول العربية والاسلامية واذا قلنا ان الدول العربية تدعم الحرب ضد الارهاب الآن وما يحدث ضد أفغانستان فذلك لوجود أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، ولكن لو تم ضرب سوريا أو لبنان أو أي دول اخرى وهذا يمكن أن أسميه تهوراً أمريكياً ستكون تصفية حسابات قديمة وستكون ايضا على حساب التحالف ولو حدث ذلك فسوف يؤدي الى تفكك التحالف لأن الدول الموجودة في التحالف الآن إذا كانت موافقة على ضرب افغانستان الآن فلن تقبل ضرب دول عربية وسوف ترفض ذلك حتى تراجع أمريكا سياستها، وعلى ذلك لا اعتقد بتوجيه ضربة عسكرية لبعض الدول العربية تحت شعار محاربة الارهاب .
فقدر اهتزت امريكا بعنف بعد حادث 11 سبتمبر ويريد الرئيس الامريكي إعادة الثقة للمواطن، ودعوة بوش للتحالف لمحاربة الارهاب هو نوع من تجميل وإعطاء صبغة لضرب أفغانستان وبشكل خاص أسامة بن لادن ولا أعتقد ان بوش يمكن ان يقدم على ضرب بعض الدول العربية تحت شعار محاربة الارهاب في الدول العربية عن طريق وسائل اخرى غير الهجمات الجوية، لأننا لو نظرنا بشكل أكثر تعمقاً فضرب أي دولة عربية قد يؤدي الى حرب عالمية وامريكا تعلم هذا بالطبع فبالاضافة الى انقسام العالم ما بين مؤيد ومعارض وإن كان هناك الآن تحالف دولي قائم ضد الارهاب وأمريكا تعلن أن لديها دليلاً على إدانة اسامة بن لادن فليس هناك دليل على إدانة أي دولة عربية، وعلى ذلك لا اعتقد ان الخطوة القادمة هي ضرب دول عربية ولكن لها أبعاداً أخرى تخص الأمن الأمريكي الداخلي.
أهداف غير معلنة
أما اللواء أحمد فخر فيرى أن أصوات المدافع لن تهدأ قريباً فالمتأمل للأحداث يرى ان هذه الضربات الموجهة إلى افغانستان حالياً ستتبعها خطوات أخرى فالادارة تحركت بسرعة كبيرة جداً وقامت بحشد عسكري يفوق الهدف المحدد بكثير وبدأت الضربات ولهذا أتصور ان الولايات المتحدة الامريكية لها أهداف تفوق حجم الضربة ذاتها وهي الآن تحاول الاستفادة من الموقف بتحقيق اهداف استراتيجية معينة قد يكون منها الوصول إلى بترول بحر قزوين خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية وقبل فترة بسيطة عقدت اتفاقا ما بين مجموعة من الشركات الامريكية وطالبان بخصوص تصدير الغاز الطبيعي عبر أفغانستان ومن هنا فلا شك ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تحاول الاستفادة من الموقف الراهن لتحقيق هدفين أولهما اعادة الأمن الداخلي واستعادة الهيبة الامريكية وهذا الهدف يكفي لتحقيقه ضربة محدودة بأقل الامكانيات أما ما نراه من ضربات وحشود عسكرية وخطط لإنزال قوات برية يجعلنا نؤكد أن هناك هدفاً ثانياً خفياً قد يكون هو الاستفادة من الموقف الراهن على المستوى الداخلي والخارجي ومن هنا نقول ان هناك اتفاقا حول المصالح بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية وتريد روسيا ان يكون لها وجود في أفغانستان وتريد ضرب نظام طالبان، لكن في نفس الوقت لايمكن ان توافق لا هي ولا الصين على ان توجد الولايات المتحدة في هذه المنطقة، ومن هنا كانت هذه الفرصة واعتقد ان امريكا ستنتهزها وتثبت وجودها وعلى ذلك تحاول تطويل أجل الحرب وانزل القوات البرية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved