| الاقتصادية
الحاسة الذائقية لصديق الجميع أبي بدر الاستاذ حمد القاضي جعلته يستهجن استخدام مصطلح الترويج السياحي «الجزيرة 29/5/1422ه» بل ويطالب سمو الامير سلطان بن سلمان الامين العام للهيئة العليا للسياحة باستبداله بمصطلح أكثر قبولا، وبالذات ان مفهوم الترويج كما يرى الاستاذ حمد يرتبط بعمل غير مقبول لدى المجتمع، مما قد ينتج عن استخدامه عند الحديث عن السياحة ضررا بها بعكس ما هو مراد من ذلك، وقد اقترح أبو بدر استخدام مصطلح التسويق السياحي كبديل عن الترويج وبرر هذا الاقتراح بأن التسويق قد يكون اكثر قبولا للنفس،
إلا ان المتخصصين في ادارة الأعمال، وفي حقل التسويق بالذات، يدركون ان هناك فرقا بين التسويق والترويج، وان استخدام أحدهما مكان الآخر لن يخدم أياً منهما ولن يحقق الغرض المنشود، فالترويج عنصر من عناصر التسويق المعروفة، التي تكون في مجموعها مفهوم التسويق، وبالتالي فان الترويج يقع تحت مظلة التسويق حينما نتحدث عن التسويق بمفهومه الشامل ولكنه، بالطبع لا يحل محله ولا يعنيه من حيث الغرض والشمول، فالترويج ليس سوى مجموعة من انشطة الاتصال التي تقوم بها المنشآت او الهيئات والمنظمات باتجاه جماهيرها من اجل الاخبار او الاقناع او التذكير بمنتجاتها وخدماتها لتحقيق اهداف تسويقية معينة، فهو هنا اتصال جماهيري يشمل الاعلان والنشر والمحاضرات والندوات وانشطة العلاقات العامة وغير ذلك مما يكون هدفه التأثير في الطرف الآخر وتغيير موقفه او اتجاهاته،
وبالنظر لما تمارسه الهيئة العليا للسياحة من انشطة وجهود في هذا المجال، نجد انها تنطوي تحت هذا المفهوم، فهي تمارس من خلال تلك الجهود ترويحيا للسياحة الداخلية، تهدف من ورائه التأثير والاقناع بأهمية هذه السياحة وبيان مزاياها لجذب المواطن والمقيم لها، وبالتالي تحقيق الاهداف التسويقية والاقتصادية التي تنشدها الدولة من خلال تنشيط السياحة الداخلية،
اضافة الى ما سبق فان المتأمل يلحظ ان هناك عزوفا عن استخدام المصطلحات العلمية في منتدياتنا ومحاضراتنا بل وفي كتاباتنا الصحفية وذلك من اجل ألا نتهم بالتشدد النظري والاكاديمي، حيث نجد انفسنا مضطرين الى تفادي او تبسيط هذه المفردات كي نقرب من ذهنية المتلقي ونتخلص من اتهام «الاكاديمية» مع العلم انني اجد انه من الواجب ان نسعى لتقريب هذه المفردات الى الآخرين من غير المتخصصين، ولكن ليس بتحويرها وتحريفها، بل ان المرحلة التنموية التي نعيشها وما يصاحبها من ارتقاء في مستوى الخطاب العام تتطلب منا استخدام مثل هذه المصطلحات وجعلها جزءاً من لغة العامة، وبالذات انها اصبحت ضمن ممارساتهم اليومية،
ثم ان اساءة استخدام مفردة او مصطلح ما من قبل فئة من الناس لا تعني التجرد من ذلك المصطلح ونبذه الى الابد بل من المفترض ان يحدث العكس ونسعى لتغليب الخير على الشر،
kathiri@zajoul.com
|
|
|
|
|