| العالم اليوم
نيروبي د ب أ:
قال مسؤولون ان الدبابات وأعداداً كبيرة من الجنود قامت صباح أمس «الاثنين» بدوريات في مدينة كانو النيجيرية في محاولة لتهدئة التوتر عقب اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين خلفت 13 قتيلا على الاقل.وقد لجأ مئات الاشخاص إلى مقرات الشرطة والجيش في أعقاب احتجاج قام به مسلمون في اليومين الماضيين على الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد أفغانستان.
وقد صدرت أوامر إلى الشرطة بإطلاق النار فورا على المشاركين في أعمال الشغب وفرضت حظرا على التجول في مدينة كانو التي تسكنها غالبية من المسلمين، طبقا لما أفاد به للصحفيين رئيس الشرطة في ولاية كانو بيلو أوبا. وبلغ عدد القتلى حسب الاحصاءات الرسمية 13 شخصا كما جرح 100 آخرون.
إلا أن شهود عيان رفضوا الكشف عن هويتهم قالوا للصحف المحلية ان عدد القتلى يقارب حوالي 200 قتيل. ولم يتم التأكد مما أفاد به الشهود إلا أن الصحفيين قالوا ان السلطات تمارس الضغط عليهم للتقليل من أهمية الاشتباكات.
ولم يسمح للصحفيين بالدخول إلى المستشفيات المحلية وقامت الشرطة بمنعهم من الدخول إلى المناطق التي شهدت أسوأ اضطرابات والتي تسكنها غالبية من المسيحيين.
وقد نفت السلطات أن يكون الدين هو السبب في الاشتباكات بل ألقت اللوم على مثيري الشغب الذين استغلوا المظاهرات السلمية للقيام بعمليات النهب.يذكر أن الاشتباكات تحدث باستمرار بين المسيحيين والمسلمين في نيجيريا ودأبت الحكومة على التقليل من أرقام الضحايا لتجنب إثارة المزيد من التوتر.والمعروف أن أغلبية مسلمة تسكن شمال البلاد بينما تسكن غالبية من المسيحيين المناطق الجنوبية وفي بعض المدن يعيش المسيحيون والمسلمون جنبا إلى جنب غير أن العلاقات بينهم يشوبها التوتر.وعندما عادت نيجيريا إلى الديمقراطية في عام 1999 بعد حكمها من قبل عدد من العسكريين على فترات متلاحقة، عاد التوتر الديني إلى الظهور إلى السطح.
وتعد الاشتباكات التي وقعت في كانو هي الاولى التي لها علاقة مباشرة بأحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي في الولايات المتحدة. وقد بدأت الاشتباكات يوم «السبت» الماضي عندما بدأ شبان بإضرام النار في السيارات وحاولوا إحراق مساجد وكنائس، طبقا لشهود عيان.وقال شهود لصحيفة الجارديان في لاجوس ان خمس كنائس ومسجد كانو الرئيسي و 15 مسجدا صغيرا قد أحرقت كما أحرقت ثلاثة مكاتب صحفية.
وكان من بين القتلى ستة من طالبات مدرسة ثانوية قتلن في أعمال الشغب، طبقا للصحيفة.وقد اعترفت الشرطة بمقتل خمسة من مثيري الشغب.
وذكرت التقارير أن الهدوء ساد الشوارع صباح أمس «الاثنين» بعد رفع حظر التجول. وأغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها «الاحد» في كانو بسبب أعمال الشغب كما كانت الكنائس شبه فارغة، طبقا لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي».
وكانت النقطة التي أثارت أعمال العنف الطائفية خلال العامين الماضيين هي تطبيق الشريعة الاسلامية فيما يتعلق بالقانون الجنائي في 12 من الولايات النيجرية التي تسكنها غالبية من المسلمين.
وقد تم إبلاغ المسيحيين بأن تلك القوانين لا تطبق عليهم إلا أنهم خشوا من أن يتعرضوا للعقوبات الصارمة التي تفرضها الشريعة الاسلامية مثل عقوبة الجلد لشرب الكحول أو قطع اليد عقابا على السرقة.
|
|
|
|
|