| العالم اليوم
لإفشال التحرك الأمريكي البريطاني الهادف الى ايجاد حل للقضية الفلسطينية وللخروج من الضغط الذي تمارسه واشنطن ولندن على الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع الجهد الدولي لحل هذه الازمة المزمنة بعد أن تأكد الجميع بأن استمرار الظلم الواقع على الفلسطينيين وتواصل العدوان الاسرائيلي على هذا الشعب المحروم يشكل اكبر المصادر المثيرة للتوتر وعدم الاستقرار وإشعال الحروب ويغذي دعوات الارهاب. هذه القناعة الدولية هي التي تدفع واشنطن ولندن وخلفهما كل الدول الغربية مؤيدة من الأسرة الدولية، تدفعها لإنجاز حل يرضي طرفي النزاع ويوقف حمام الدم في فلسطين إلا أن شارون ومعه نفر كبير من وزرائه وجنرالاته يرفض هذا التحرك ولا يريد حلاً يعيد الهدوء والاستقرار للمنطقة والعالم ، بل على العكس من ذلك تنادي أصوات في اسرائيل يقودها شارون رئيس الحكومة والجنرال موفاز رئيس أركان حرب جيش العدو الى استغلال انشغال العالم بالحرب ضد الارهاب لتركيع الفلسطينيين وفرض الاحتلال البغيض عليهم كأمر واقع بارتكاب أبشع الجرائم الارهابية من قتل واغتيالات سياسية وتهديم للمنازل وتدمير للمزارع والبُنى الاساسية للمجتمع الفلسطيني، ولكي يتم تخريب الجهد الامريكي والبريطاني والدولي إن صح التعبير بعد الإفاقة الحالية يعمل شارون وجنرال الحرب العدوانية موفاز على استفزاز الفلسطينيين مرة باحتلال أحياء بكاملها وتدمير منازل سكانها، ومرة باغتيال قادة الحركات الفلسطينية.. ومرة بالتعرض للعمال الفلسطينيين واطلاق النار عليهم وهم داخل حافلات الركاب .. ومرات بالتوغل داخل المدن الفلسطينية وتجريف المزارع وقطع الطرق ومنع حتى الطلبة الصغار من التوجه الى مدارسهم.
كل هذه الاعمال يراد بها استفزاز الفلسطينيين الذين مارسوا ضبط النفس الذي لا يمكن ان يستمر طويلاً في ظل تواصل الاعمال العدوانية وهدف شارون وموفاز وكل الارهابيين المحيطين به هو جرُّ الفلسطينيين الى الرد على الاعمال العدوانية الاسرائيلية لتوسيع دائرة العنف وتخريب الجهد الدولي الساعي لحل القضية الفلسطينية، الذي تقوده واشنطن ولندن، وهذا ما يفرض على العاصمتين ان تتحركا صوب الاسرائيليين لإفهامهم بأن صبر العالم.. وصبر الحلفاء الغربيين قد نفد من استمرار تخريب الاسرائيليين جهود السلام..
إن تحرك واشنطن ولندن في هذا الاتجاه لا يأتي حماية لتحركات السلام في الشرق بقدر ما هو حماية لجهودهما في إنجاح عملهما لمحاربة الارهاب .. هذا العمل الذي لا يريده الاسرائيليون بخاصةٍ حتى لا يفقدوا فرصة استغلالهم الانتهازي الواضح والذي لا يمكن إخفاؤه.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|