| مدارات شعبية
اعجب ممن يتعامل مع الادب الشعبي وكأنه موازٍ للادب الفصيح او مساوٍ له لانه يخطئ في تصوره ذاك فالادب الشعبي ما هو إلا رافد من روافد عدة لثقافتنا العربية ولا يرقى الى مرتبة الادب الفصيح شعره ونثره.
واعجب ايضاً ممن يحارب الادب الشعبي بحجة انه خطر على اللغة الفصحى ويحمل هذا الادب وزر عدم اهتمام الناس بكثيرمن الشعر الفصيح.
فالاول قد يعذر لجهله وقد ينبّه فينتبه لخطئه ويضع الامور في نصابها الصحيح.
اما الثاني فيحتاج الى اكثر من وقفة مصارحة مع نفسه قبل ان يحارب الادب الشعبي ويجيب عن عدة اسئلة منها:
أ هل وصل الابداع لدى الشاعر الفصيح الى درجة تغني المتابع عن البحث عمن سواه.
ب: هل وصل اهتمامنا بالفصحى الى ان تكون لغة التخاطب لتحل محل العامية التي هي لغة الجميع حتى الاكاديميين فيما عدا التعاملات الرسمية او الكتابات للصحافة او البحوث العلمية او ما شابه ذلك اما في البيت والشارع وحتى المدرسة فالعامية هي وسيلة التخاطب!
ج هل يجدي نفعاً ان نشغل بمحاربة الادب الشعبي عن اصلاح الخلل الموجود في تعاملنا اليومي مع اللغة.
د ماذا قدم اي من محاربي الشعر الشعبي للناس من خلال اللغة الفصحى حتى يكون مثالاً يحتذى!
هذه الاسئلة ليست موجهة لشخص بعينه بل لكل المثقفين حتى من لم يعلنوا محاربتهم للادب الشعبي واتهامه بانه مصدر التقصير الحاصل منا جميعاً تجاه الفصحى..لتكون اساساً لحل المعضلة ان كانت هناك معضلة فعلاً.
مع ان وجود الادب الشعبي لا يمثل خطراً إلا على من يغارون من شهرة شعرائه وهم عاجزون عن تحقيق الشهرة بابداعهم الفصيح فالمشكلة ليست مشكلة لغة ولهجة بل هي مشكلة اشخاص ومواهب.
آخر الكلام
يحسبون الذم ينقص من غلاك
وكل ما ذموك زادوني وله |
وعلى المحبة نلتقي
|
|
|
|
|