| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. مهلا:
لست أعني بهذا العنوان ما قد يتبادر الى اذهان هواة جمع العملات النادرة كلا: فالعملة النادرة التي اعنيها لا تقدر بثمن، ولايمكن بأي حال من الاحوال ان يستطيع امتلاكها اثرى اثرياء العالم بأمواله فهي ان كانت واعني العملة المعروفة نادرة الا ان صاحب المال الوفير يستطيع شراءها بأمواله او تهدى اليه بحكم مكانته ومنصبه لكن عملة هذا الزمن الذي يحاصرنا بطعناته فضلا عن كونها نادرة هي صعبة لا يمكن ان تباع وتشترى مع ان قيمتها سهلة يملكها من وهبه الله صدق العاطفة!
ليست سطوري السابقة لغزا أرمي من خلاله استنزاف وقتك او تحريك عقلك كلا.. انما لان عمق الموضوع واهتمام العاطفة به وتحرك المشاعر منه واحساس القلب بالفقد انعكست على حروفي فزادت حيرتي حيرة فضلا عن استفحال امر الحزن على قلبي لم لا والزمن يفجعنا بفراق إثر فراق؟
ربما نعزي انفسنا بفراق بعض الاحبة.. ربما نخرج امام مَنْ حولنا وكأننا ابطال بل سادة الموقف بلا منازع ربما يرانا الآخرون وكأن الامر لا يعنينا ربما!
لكن جبرا تسقط الدموع.. تصرخ الآه بداخلنا لتنتزع من اعماقنا الامل لاننا حتما سنفارق بعضا هم لنا الكل.. هم الكنز الذي امتلكناه في هذا الزمن الصعب.. هم السعادة التي حلمنا بامتلاكها فامتلكناها لكنها راحلة او عما قليل سترحل..
هم ذواتنا.. هم ارواحنا هم الطموح الذي نسعى لتحقيقه ليس لذواتنا فقط بقدر ماهو سعادتنا في ان تلك العملة النادرة هي من ستشاركنا فرحة النجاح، ومن ستخفف عنا مع كل عقبة وطأة التعثر بل وستمسك بأيدينا لتنتشلنا من اوحال الفشل وتنقلنا الى آفاق بعيدة لنجدد عهد النجاح بنجاح آخر اكثر تفوقا وابداعا.
تلك العملة، ومن ندرتها تشعرك وكأنك اغنى الناس .. اكثرهم تألقا وابداعا المتميز بينهم بل كأن العيون تطاردك ليس لشهرة رغبة او فيها بل لانك تفوقت على الكثير بامتلاكك له، لكونك انت قلبه النابض بحبك.. العقل المفكر في قربك.. العين المتأملة لقاءك.. القلم المبدع الذي يحسن نظم القصائد ويحلق بك في سماء النشر الذي شهد العالم بنجاحه وتميزه.
تلك العملة هي من تلجأ لها بعد الله في تخفيف ما اصابك حتى وان كنت تدرك تماما انها لا تملك حولا ولا قوة ولكن حسبك تجده قلبا محبا يشاركك همومك ويسعى جاهدا للتخفيف عنك بكل ما أوتي من قوة ليتوج صداقتكما بحب في الله خالص فيدعو لك في ظهر الغيب بأن يفرج الله همك ويزيل كربك ويحفظك المولى له ولكل من يرجو راحتك وقربك لتخرج في النهاية بعزاء الحبيب وتفكر جيدا وتقول في نفسك : «حسبي كسبت أخاً وحبيباً».
تلك العملة تجبرك على احترامها وتقديرها ومحبتها من اعماق اعماق فؤادك فهي التي حفظتك في غيابك وحضورك في حلك وترحالك.. في اقامتك وسفرك ومن حظي بذلك الخلق فليس ببعيد ان يحفظك بعد مماتك.. فحافظ عليه واحكم قبضة امتلاكك لتلك العملة ولا تجعل للزمن سلطة عليكما فلا تسمح للظروف ولا للاشخاص بالتعدي على عملتك لانها ملكك وملكك وحدك انت فلربما قلت انا لا استطيع التحكم في الظروف فهذا امر وارد حتما خصوصا اننا نحن البشر تسيرنا ارادة الرحمن فلا راد لحكمه ولكنك انت من يستطيع وحده على تجاوز عثرات اخرى قد تتعدى على ملكك وهم اولئك الاشخاص الذين اعجبهم رونق عملتك وصفاء معدنها وروعة صفاتها وتعدد مميزاتها فحاولوا امتلاكها او على اقل اعتبار لمسها فكن انت المالك الوحيد واحفظ حقوق تملكك لتلك العملة وكن عونه متجاوزا حدود الزمن بتتويج صداقتكما حتى بعد رحيلك واحذر من ان تفجعه برحيلك الذي تملك انت فقط وضع النقاط على حروفه.
لعلك تفهم ما اعني...
لذا اعتذر لك على احتلالي هذه المساحة التي ربما كان غيري أولى واكثر حاجة مني اليها فلك تقديري وسلامي..
باختصار:
جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه لكن الاجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه..
أليس كذلك؟
عزيزة القعيضب
|
|
|
|
|