| محليــات
يكثر الحديث عن التعليم، والتعلُّم، وكلٌّ بدلوه شيء، متى ما أُتيح له أفضى بما لديه، والحديث في شؤون التعليم ذو شجون، وشجون،... ولا يملُّ المختص من الغوص في لحظات يومه في تفاصيل التفاصيل في شؤونه...
عادة ما تعزو النتائج بكل ذلك، والمحصلات النهائية هي استرجاع ملخَّص ليس للشوائب، وإنما أيضاً للمحاسن ممّا يتم خلال مجريات وسريان التفاعل والعمل في مجال التعليم والتعلُّم.
ومن المحاور التي يتمُّ الاحتفاء بها محور منفِّذي التعليم أي المعلمين، إذ يحظون بالاهتمام، ليس فقط بدرس، وفحص، وكشف أدوارهم، ونتائج أدائهم، بل هم يُكرَّمون، ويُعمل على تحفيزهم بالوسائل المختلفة... وهي «إرهاصة» لا تقلُّ أهمية عن سلامة البذرة التي تُبثُّ في الأرض، ويُتوخى لها عند السقي أن تنمو، ومن ثمَّ تثمر...
ولأنَّ هناك مقابلاً آخر يقتسم أهمية «الموقع» و«المكانة» في عملية التعلُّم والتعليم مع المعلمين، ألا وهو «المتعلم»، فإنَّ الحديث عن هذه الفئة، غالباً ما يرد عند التركيز على أهمية الفروق الفردية، ومن ثمَّ العناية بها في حدود الصاعد من مؤشرات قدراتها، أو الهابط في هذه المؤشرات، لمعرفة ماذا / وكيف هو «اللازم» من «المعارف»، و«الأساليب»، و«الوسائل»، و«النَّشاط» المناسب لكلِّ فئة أو لمن يتميز فردياً...
والاهتمام بهذا «المتعلم» بدا ينجلي عنه «الموقف التربوي» الراهن على صعيد المؤسسات العلمية الأولى المسؤولة مباشرة عن هذا المتعلم من خلال مسؤوليتها المباشرة عمَّا يُقام له ويُرصد من البرامج، والميزانية، والعناصر البشرية، وسواها...
ولا يكفي أن يكون «المتعلم» محور اهتمام «التنظيرات»، و«الإعدادات»، فهناك أمور كثيرة تدخل في التَّفاصيل الكبيرة والصغيرة في عملية التعليم والتعلُّم مرتبطة مباشرة بهذا «المتعلم»...،
ولعلَّ كلَّ صدر فيه أيَّة همهمات من الأسئلة، وإن توقفت عند سؤال واحد من صدور كافة المتعلمين وهم يجلسون على مقاعد الدراسة يبحث هذا السؤال أو تلك الأسئلة عن: من أكون في خارطة التعليم؟
وكيف أكون في الخارطة الأوسع في المجتمع؟... هل يشعر بي الجميع؟
هل وهم يقدِّمون لي هذه الخبرات يدركون رضائي أو عدمه عنها؟
هل يسمحون لي بالتفاعل مع ما آخذ وما أتلقَّى؟!...
وهل وهل... لعلَّ هذه الصدور تفتح نوافذها، وتطرح هذه الأسئلة، أو حتى السؤال الواحد... كي تتم مناقشة ما خلف هذه الأقفاص من لحم وعظم ودم من مشاعر، واستفهام، و«كلام» يبدو أن صوته يعلو... ويعلو... ولا أكاد أبين سواه... مما سوف يكون موضوع نقاش هادىء في هذه المقالات.
يتبع
|
|
|
|
|