| الثقافية
اللغة العربية تتلقى صنوفا من العذاب على أيدي أهلها، أهلها يسومونها سوء «العذاب»، يهمشونها تارة ويغفلون عنها تارة أخرى.
ينصبون الفاعل، ويرفعون المفعول، بل المجرور بحرف الجر والاضافة معا. يرفعونه أمام مرأى من الناس ومسمع. لافتات المحال التجارية تغرق بالأخطاء اللغوية ولا ثمة رقيب ولا حسيب..!!.
أوراق الشركات والمؤسسات وغيرها تحرر باللغة الإنجليزية ويكتبها عرب ويستلمها عرب. فويل للعرب بعضهم من بعض.
قبل أيام أثار استغرابي أو استهجاني لإعلان نشر في إحدى الصحف المحلية لمدرسة أهلية تعلن عن طلب مدرس لغة عربية، ومن بين الشروط ان يجيد اللغة الانجليزية تحدثا وكتابة..!!.
يا ترى لو ان المطلوب معلم للغة الانجليزية هل يشترط اجادته للغة العربية؟!.
بل ان الأدهى والأمر، بأن المطلوب معلم للغة العربية ويعلم عربا، ولم يشترط اجادته للغة العربية..!!.
وإنما اشترط اجادته للغة الانجليزية تحدثا وكتابة..!! ولا يهم اتقانه للغة العربية!!.
«وهل جميع الذين يحملون شهادات التخرج من أقسام اللغة العربية في الجامعات يتقنون اللغة العربية..؟!»
عفواً ذلك الاعلان أثار فيَّ الى حد كبير ألماً أقل ويل للعربية من أهلها؟!. نتألم للغة العربية لما نشاهده مكتوبا في الأسواق وعلى اللافتات من رفع للمضاف اليه، ونصب للفاعل، وصفة لا تتبع الموصوف، ولافتات كتبت بلغات أجنبية ولهجات عامية، هذا ما نشاهده فكيف بما لم نشاهد.. وإذا ما اعترض معترض على هذه المشاهد، قيل له يا أخي لا تدقق. عجباً إذا لم يدقق ابن اللغة العربية على لغته «اللغة الأم» فعلى ماذا يدقق؟.
تلكم أخطاء جوهرية، أما الأخطاء في الهمزات والتاء المفتوحة والمربوطة فأكثر من أن تعد وتحصى!.
حديثي هذا عن اللغة العربية مكتوبة لا منطوقة، أما اللغة العربية المنطوقة فحدث ولا حرج ويا عرب كونوا عرباً.
alfadi@sb@hotmail.com
بريدة ص.ب 1430
|
|
|
|
|