| فنون مسرحية
كانت مفاجأة لي وأنا اقرأ خبراً في احدى الصحف يفيد أن برنامج «مواهب وأفكار» قد نال الجائزة الأولى في مسابقة الإذاعة والتلفزيون التي أقيمت في تونس مؤخراً وسبب تلك الدهشة هو أنني أعرف أن هذا البرنامج جيد وله شعبية كبيرة ولكن لم أكن أتصور أن يخطف الجائزة الأولى من أيدي (عتاولة وكباتنة) التلفزيون العرب في مسابقة بهذا الحجم العربي، فالمنافسة ستكون صعبة للغاية لبرنامج مثل مواهب وأفكار مع برامج يشرف عليها أكاديميون درسوا الفن في مظانه ومعاهده فلو حسبناها من هذه الزاوية لوجدنا أن لا مجال للمقارنة ولكن «مواهب وأفكار» فعلها.. فعلاً حقق الإنجاز له وللقناة الأولى!!
لقد كنت أرى أن البرنامج من البرامج الهادفة التي تؤدي رسالتها بشكل مباشر وواضح وتتجه إلى الأطفال دون حذلقة وتعتمد البساطة وعدم التكلفة أو الكلفة في التقديم والسعي إلى التنويع من خلال ممثلين ليسوا نجوماً كباراً ولكنهم الآن معروفون وتواصلهم واستمرارهم أعطاهم المعرفة بفنون التعامل مع الطفل.
والبرنامج في الواقع من أقرب البرامج التي تستهدف شريحة الأطفال للأطفال وله متابعة جيدة من قبلهم والبرنامج كما هو معروف يقوم على إعلانات الشركات والمؤسسات الوطنية وربما كان الداعم القوي للبرنامج هو القناة الأولى التي أعطته فرصة النمو كما منحته الثقة التي يحتاجها العمل المحلي القابل للنمو وذلك بالاستمرار في عرضه حتى حقق لها الجائزة الأولى وقد سبق أن نال جائزة أخرى في إحدى الدول الخليجية.
على أن الجائزة يجب الا تجعل الثلاثي «صالح وعبد المجيد وابراهيم» وهم نموذج مشرف للمجموعات الفنية المتناسقة والمحددة الهدف والتي تبتعد عن الذاتية في العمل ولهذا استمرت حتى حققت هذا النجاح المشهود له عربيا.. يجب ألا تجعلهم يركنون إليها ويبتعدون عن تجديد البرنامج وتطويره.
إن الجائزة تتويج لجهود أساتذة ومربين عملوا سنوات طويلة في مجال صعب وهو مجال الأطفال وتكللت جهودهم بالإمساك بجائزة أفضل البرامج الثقافية التي تنافست عليها التلفزيونات العربية ان ذلك الإنجاز لصالح العريض وشركاه هو إنجاز (يجير) للتلفزيون السعودي والحرس الوطني الذي نذر امكانياته لرعاية الثقافة والفنون وما مهرجان الجنادرية الا عنوان كبير يدلنا على مدى اهتمام الحرس الوطني وشؤونه الثقافية بالثقافة بمختلف أصنافها.
وكنت قد اقترحت سابقاً بأن يقوم التلفزيون بوضع جائزة لأفضل عمل محلي وفي ذلك يكون التلفزيون قد أعطى إضافة جديدة لجهوده في تشجيع الأعمال المحلية فهو يدعمها مادياً ومعنوياً من خلال عرضها للجمهور ويبقى أن يقوم هو بالاطمئنان على مستوى ما يعرض على شاشته قبل المشاركة بها خارجياً وبهذا يكون قد شجع المنتج المجتهد من خلال التقييم الذي يشارك به النقاد والجمهور وكذلك أعطى درساً للمنتج المتكاسل لكي يراجع نفسه خاصة أن بعض المنتجين تعرض أعمالهم و«تمر ولا تضر» مثل ما يقولون أو انها لا تثير أية ردود أفعال لدى المشاهدين فحتى أن بعضها لا يستحق المناقشة.
إن جائزة التلفزيون لأفضل الأعمال المحلية سوف «تسخّن» مستوى الأعمال وتشعل المنافسة بين مؤسسات الإنتاج الفنية وتضمن عدداً من الأعمال الجيدة في جيب التلفزيون ليقدمها في أية مسابقة وهو مطمئن على مستواها الفني وانها يمكن أن تحقق الجوائز كما حققها برنامج مواهب وأفكار الذي يعمل أصحابه دون تلميع اعلامي وبصمت وإصرار، إن هذا الإنجاز بحسب رأيي ينتظر أن يحتفى به بدءاً بالتلفزيون ثم الشؤون الثقافية بالحرس الوطني ووسائل الإعلام وانتهاء بحفلة يقيمها الكباتنة «صالح وإبراهيم وعبد المجيد» توزع بها الجوائز المنوعة تتراوح من الجوالات إلى السيارات والأراضي وغيرها من الجوائز القيمة وذلك بعد وجبة عشاء دسمة على أن أكون أحد المدعوين للجوائز وللعشاء.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|