| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ان هذه الظاهرة ليست حديثة العهد، او نتيجة لانتشار الفضائيات عند تبرير أي سلوكيات خاطئة في وقتنا الحاضر، فهذه الظاهرة قديمة جدا وان كانت ليست كبيرة.. واكثر ما تكون استمر اريتها في رأيي في أماكن تجمع الطالبات من مدارس وكليات وجامعات ومعاهد وغيرها.. وذلك بسبب التهاون وعدم التدخل القوي والصحيح لمعالجتها الا وهي (ظاهرة الاعجاب) استنكارا منا للتعايش والتصديق بأن تحدث امور كهذه في مرافقنا التعليمية وبلادنا الاسلامية.
واتساءل عن دور المشرفات التربويات في تلك القطاعات التعليمية ودورهن في متابعة هذه الحالات حيث يتم تحويلها لمراكز الاشراف الطبي التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، او المراكز النفسية، حيث ان هذه الظاهرة اسبابها نفسية اجتماعية قبل ان تكون مدرسية تقف حدها عند وجودها على (إنذار الطالبة أو ابعادها عن المدرسة لمدة أيام، أو التشهير بها أمام زميلاتها في المدرسة)! فلو وجد مثل هذه الحالات لا سمح الله ماذا يمنع لو حوصرت المشكلة وتوبعت نفسيا بدلا من استخدام تلك الأساليب المتعارف عليها في مرافقنا التعليمية، وتدفن هذه المشكلة تحت الغطاء تجنبا لإثارة المشاكل وازديادها وأيضا اتهام الإدارة المدرسية بالتقصير! فهذه الحالة المرضية اسبابها اضطراب في الشخصية.. وهذا يحدث فيما قبل المراهقة للدلالة على الجنسية النفسية غير الناجحة وذلك نتيجة عقدة نفسية في الصغر تنتج من أساليب خاطئة في التربية لا يستطيع الطفل أو الطفلة من خلالها تكوين ارتباط نفسي سوى بوالديه وهذا الاضطراب الشخصي ينعكس في تعاملهم مع هويتهم كذكور أو إناث!!
وللأسف نقاط الضعف التي يعاني منها المريض في مرحلة المراهقة انه لا يجد التفهم الواعي لمشكلته فتجده يعاني منها حتى مراحل متقدمة تسيء لمدى توافقه النفسي وتكيفه الاجتماعي مما يدفعه لاتساع دائرة ممارسته السلبية والتي تعود عليها والأكبر مشكلة انه يجد من يساعده ويسانده من اصحاب الشخصيات المريضة فتصبح تلك المشكلة واضحة وملموسة ولا يوجد تحرك قوي يواجهها ويوقفها عن الاستمرار.
واكرر وأقول مرة أخرى ان هناك فرقا كبيرا بين ان تعجب الطالبة بمعلمتها أو زميلاتها لحسن اخلاقها ودينها أو قوة شخصيتها، أو لشهاداتها العلمية وتحاول جاهدة أن تقتدي بها، وبين ان تصل درجة الإعجاب (بنفس الجنس) وهذا ما يسمى (بالشذوذ الجنسي) لدرجة الحب والغيرة المريضة، وممارسة دور الجنس الآخر بطريقة مريضة (وذلك اعتقادا منها) بأنها ستنال رضا وإعجاب بل ومحبة الطرف الآخر!!
وهناك من يعلل ان هذه المشكلة التي انتشرت لدى بعض البنات بسبب عدم تعودهن على التعامل مع الجنس الآخر في المدارس منذ المرحلة الابتدائية فعند الانتقال للمرحلة المتوسطة والتي تصادف بلوغ الطالبة أي (مراهقة الطالبة) وتمر خلالها بتغيرات عاطفية ونفسية قد لا تكون لدى البعض منهن تغيرات طبيعية. فان مشاعرهن تتجه لا إراديا (لأفراد من جنسهن) وهذا مما يدعم التفسير العلمي الغربي بأن ذلك لا يعتبر اضطرابا في الشخصية، بل خلل في توجيه كيفية تكوين العلاقات الاجتماعية والعاطفية كفانا الله شرهم.
فالقضية أخلاقية بالدرجة الاولى وتحتاج إلى أهم نقطة وهي وعي المسؤولات في الجهات التعليمية وتعامل حازم وصبر منهن مع هذه الحالات المرضية حتى لا تساعدها على تشويه سمعة وصورة النظام التربوي في بلادنا الاسلامية وذلك بتنمية الوازع الديني لديهن بجميع طرقه، والاهتمام بالمعالجة الطبية والنفسية وأن لا نهمل ذلك أبدا، واخيرا ندعو الله بأن لا يجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين فأصبح من النادمين وفي الآخرة من الخاسرين، فهذا هو حال المخدوعين (بظاهرة الاعجاب) نسأل الله السلامة والعافية.
وفي الختام يكفينا أن لا ننسى هذا الدعاء (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك).
منصور بن عبدالرحمن الدريويش
الرئاسة العامة لتعليم البنات الخدمات الطبية
|
|
|
|
|