| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة
اطلعت على تعقيب الأخت وعد بنت فهد بن حمد العدد 10589 ردا على مقالي المنشور تحت عنوان (ليت الآباء يعطون أبناءهم وبناتهم حرية اختيار الشريك) العدد الصادر يوم الخميس 18 جمادى الآخرة 1422ه.
في مقالي السابق لم أتطرق بالحديث لاختيار الفتاة لشريك حياتها وهذا ما دفعني للرد وتوضيح المقصد بشكل أوسع وأشمل.. ولنكن أكثر واقعية ولنقف على رأس الحقائق..
السؤال الذي يطرح نفسه..
لم الآباء والأمهات يوافقون على زواج ابنتهم من شخص لا تريده وهي لم توافق أساسا على هذا الزواج.. ورغم إصرارها على رفضه.. إني لا انكر أن الأبوين هما الأكثر خبرة ومعرفة بأسرار الحياة وأنهما يريان ما لا نراه نحن في هذه السن..
أعلم تماما أن الأهل هم الملجأ والملاذ للفتاة في أي خطوة تخطوها ولاسيما إذا كان هذا الأمر يخص مستقبل ابنتهم. الوالدان بحكم تجاربهما ورؤيتهما الناضجة يسألان عن الشاب المتقدم من جميع النواحي ويتحريان عن أخلاقه الطيبة وكسبه الحلال ومحافظته على صلاة الجماعة وبعد ذلك يتركان القرار للفتاة وهذا هو المعتاد والمتعارف عليه ولكن.. ماذا عن تصرف بعض الآباء؟!! هداهم الله..
وهذا هو مدار حديثي من حيث ان بعض الآباء يكرهون ابنتهم على الزواج من شخص لا تريده إما طمعا في ثروة او في مركز مرموق أوإرضاءً لخاطر صديقه او قريبه.
تكره الفتاة على أشياء كثيرة ولكن لا يمكن ان تكره على زواج فهذه حياة طويلة يجب ان يكللها الحب والوئام وصدق المشاعر.
هذه الحياة هي ملتقى السعادة الزوجية، حيث يأتي الأبناء ويتشاركان معاً في بناء مستقبل زاهر لهم.. يحققان معا ما افتقداه في الجو الاسري..
الفتاة الآن ليست كفتاة السابق فهي تعيش في عصر التعليم والعمل وعصر العولمة والانفتاح..
هذا العصر اضاف للفتاة الكثير من الخبرة والنظرة الشمولية المتفتحة لمفهوم الزواج الناضج..
فتاة الآن باتت تطمح لأن تخوض تجربتها الحياتية بنفسها وفق اقتناعها التام بصحة قرارها.
الفتاة ربما توافق على قرار والدها أيا كان!! موفق أم غير موفق إما من باب الطاعة والاحترام أو لضعف في شخصيتها..
نتساءل بعد ذلك لم يعاملني أهلي بهذه الطريقة.؟ أي ذنب جنيته لكي أعاقب بزوج كهذا..
يشتعل فتيل الحسرة والندم في قلبها ولكنها تكتم معاناتها وترضخ لواقعها.
إن مفهوم السعادة قد يختلف من فتاة إلى أخرى كما يختلف هذا المفهوم عند الأهل فالأب يختار ما يراه مناسبا على حسب مزاجه هو والوالدة تختار على حسب مزاجها هي..
والفتاة هي الضحية..
ضحية اختيار خاطىء تدفع حياتها وعمرها وسط ألم وعذاب..
من الذي سيتزوج؟
ومن الذي سيعيش مع الزوج؟
أليس هي الفتاة الآن أصبحت تبحث عن سعادتها تريد من تتوافق طموحاته مع طموحاتها..
إذاً من حقها شرعا ان يترك لها حرية الاختيار.. فهي وحدها الأقدر على تقييم الرجل الذي سترتبط به..
على الوالدين ان يقتنعا بوجهة نظر ابنتهما ويثقا باختيارها فلا يتدخلا إلا في توضيح الجوانب الخفية التي لا تعلمها من سلبيات وإيجابيات وأن يحترما رغبتها ولاسيما ان كانت هذه الفتاة على خلق ودين ووعي بأمور الحياة..
كما أن اختيار الفتاة لشريك حياتها ومحاولة إقناع الأسرة لا يعني أنها قليلة حياء أو أنها عاقة.. فهذا مستقبلها وهي وحدها من ستتحمل نتيجة الاختيار.
وإلى لقاء جديد وتقبلوا تحياتي.
بدرية القاسم - عنيزة
|
|
|
|
|