| محليــات
*** هو دربٌ واحدٌ مهما تعدَّدت المنافذ إليه، ومنه...، يبدأ بشهقة دمعة، وينتهي بشهقة روح...، إنها الحياة يوم تأتي إليها فتصرخ...، ويوم تغادرها فتصمت...
*** انفضَّ الدرب...
وما بدأ، وما انتهى... في معيَّة السراب...
هذا لكم...
أمَّا ما هو لي فأقول:
*** كتبت الباسمة في وسط الدموع: «.. أكتب لكِ وأنا أملأ قلمي بحبر عيوني، أبكي كي أستطيع التعبير، لأنَّ صوتي هو دموعي...، وبين يديك أبسط همومي: نشأت بين أبوين وستة من الإخوة، وثلاث أخوات، كلنا عشرة أبي مشغول دوماً عنَّا، لا يدري شيئاً عن إخوتي ولا عن أخواتي، إنْ مرضنا لا يعلم، وإنْ فرحنا لا يشاركنا، فهو رجل أعمال في سفر دائم، وفي بعد عنَّا مستمر...، تأخَّر بعض إخوتي في دراستهم، وتعطَّلت بنا مسيرة كثير من أمورنا، ولا أحد يعاني معنا سوى تلك الأم الصابرة التي سقطت ضحية أمراضها، ثم توفيت إلى رحمة الله...، ولأنني الكبرى، والأولى، فلقد كنت كبش الفداء في موقفين أحلاهما أمرُّ من الآخر...، الأول أنني مسؤولة مباشرة عن التسع، وما يرتبط بهم من أمور، والثاني أنَّ أبي قدَّمني هدية لأطماعه لمن يتوسَّم أنه رفيق له في تجارته وأعماله، ولمَّا رفضت ضربني، وأهانني ثم لم يعد يخاطبني ولايعيرني أدنى اهتمام. أمامي هؤلاء الأمانة الذين أسهر لهم، وأعمل من أجلهم وسعادتي كلُّها عندما أجدهم ناجحين في الحياة وفي الدراسة...، لقد تعلَّمت من هذه التجربة ما أود أن أنقله في هذه الرسالة لكلِّ القراء عن طريقك يا عزيزتي الكاتبة، لأنَّني أثق أنك سوف تعتنين بخطابي: تعلَّمت الصَّبر، وأدركت أنْ ليس كلَّ الآباء هم آباء، وأنَّ الحياة بإمكانها أن تحجم مشاعرهم عن أبنائهم، كما تعلَّمت أنَّ الأخت أو الإخوة يمكن أن يكونوا آباء وأمهات لإخوتهم أكثر مما يكون الآباء. كما تعلَّمت أنَّ لذة العيش ليست في المأكل أو المشرب، بل في التضحية من أجل الآخرين فكيف إنْ كانت من أجل الإخوة؟ وأخيراً تعلَّمت أنَّه لا بأس من أن يعرف الآخرون تجارب بعضهم كي تسهل الحياة لهم، فكيف إن عرفوا ذلك بواسطة كاتبة يحبها كل من يقرأ لها؟».
*** ويا بسمة الدموع، وفرحة الحياة، ومنتهى الأمل أن يكون بين الشباب من هو مثلك يا صغيرتي، فالسبعة والعشرون عاماً التي تحملينها فوق قدميك، وكتفيك قد تضاعفت في ميزان عملك الجميل، ودورك الجميل، وحكمتك الجميلة، فإنني بك سعيدة، بل أفخر أن تكوني في هذا المجتمع الذي كثرت فيه نماذج أسرتك، وازداد عدد الآباء غير الآباء، ولم تحظ هذه الأسر بمثلك، بل تخبطت، وضاع فيها من ضاع، وهدى الله فيها من هدى، و... دخل فيها مأزق عدم وجود الأب من دخل...، ولقد سعدتُ أولاً بصراحتك، وثانياً بعبارتك، وببليغ الحِكَم التي تعلَّمتِها وخلصتِ بها من هذه التجربة. أمّا أبوكِ، وأبوهم، وأبوهن، فليته يقرأ، وليته يعود إلى ضميره، ويدفع لشرائه ما تكدس لديه في رصيده البنكي، أما أنتِ فأنتِ الرصيد، وأنتِ الثمرة النافعة بإذن الله، جزاكِ الله خيراً عن إخوتكِ وأخواتكِ، وعفا الله عن والدكِ، ورحم الله أمَّكِ.... ووفَّقك ما حييت.
*** إلى: سارة س: سوف أدعو الله أن يرفع عنكِ هذا المرض، وأن يوفِّقكِ في حياتك.
إلى: أحمد عبدالله الدامر: لا بأس يا أخي، فالأسماء تتشابه، ألا تدري أن هذه الإشكالية هي واحدة مما واجه المستشفيات حين لجأت إلى تخزين معلومات المرضى، فوجدوا تشابهاً يصل إلى الاسم الرابع بين الناس، فأسأل عن التكرار في الأسماء ، لا تعجب ممن استفاد في المدرسة من تشابه اسمه باسمك يمكنك الخلوص من هذا إلى محاولة جعل شخصيتك هي ما يميِّزك، أوَلست صاحب مسؤولية؟
فافعل... تخلص... وفقك الله.
إلى: جواد عبدالعظيم الصواف: لن أتردد، يسعدني مشاركة القراء أفراحهم، وأتراحهم ولسوف يسعدني الاطلاع على كافة المجموعة، كما يسعدني رؤيتها في المكتبات، وفَّقك الله.
عنوان المراسلة:
الرياض 11683 ص.ب 93855
|
|
|
|
|