| محليــات
* * الناس في تربية أبنائهم على أصناف.. فصنف يهتم بهذه التربية ويدرك أهميتها وخطورتها ويستشعرها في كل لحظة.. ويعي أن الأمر ليس بالهين.. بل هو خطير وخطير..
* * يهمه شأن أولاده.. يتابعهم في كل شيء.. لا يهمل أي شيء.
* * في البيت يراقب سلوكياتهم ويعلمهم الحسن من القول والفعل.. ويرفض الرديء منه.. ويوجههم بلطف ولباقة وهدوء.. ودائماً ما يقص عليهم بعض الحكايا والقصص التي تحثهم على الاخلاق والطيبة وتحذرهم من الاخلاق السيئة وعواقبها..
* * يحرص على تعليمهم بعض العبارات الجيدة..
يحذرهم من الكذب ومن الغيبة ومن أخذ أشياء الآخرين أو الاعتداء عليهم أو على هذه الاشياء..
يعلمهم كيف يحترمون زملاءهم وكيف يوقرون الكبير وكيف يتعاملون مع كل من حولهم ومع الآخرين..
* * ولذلك .. عندما تتصل على بيت أحد هؤلاء يرد عليك ابنه بأدب جم.. ويتعامل معك بوضوح تام.. وتشعر وكأنك تخاطب شخصاً كبير السن ناضجاً.. بينما قد لا يتجاوز عمره العشر أو الاثنتى عشرة سنة.
* * في المدرسة.. تجد أبناء هؤلاء كلهم هدوء.. وكلهم أدب.. وكلهم اصغاء.. لا يمكن أن تخرج منهم كلمة غير مقبولة.. ولا يمكن أن يخرج منهم سلوك غير سوي.. حتى اذا ضحك أو فرح.. فإنه يضحك ويمزح بهدوء.. دون أن يثير ضجيجاً وقهقهة.. بل مزاح بهدوء وأدب .. ودون ان يتلفظ بعبارة رديئة سيئة..
* * في المناسبات وفي الاجتماعات واللقاءات الاسرية.. تجد أبناء هؤلاء مؤدبين رائعين كلهم رقة.. اما أن يعملوا ويساعدوا الآخرين.. وإما أن يجلسوا بهدوء.
* * الصنف الثاني.. هو الذي اطلق الحبل على الغارب لأبنائه.. وكأن الأمر لا يعنيه.. وكأن القضية ليست قضيته.. وكأنه لا يدرك حجم خطورة هذا الشأن..
* * وهذا الصنف ايضاً على صنفين صنف يدرك حجم خطورة تفريطه ولكنه مهمل متمادٍ في الاهمال..
وصنف لا يعي شيئاً ولا يدرك شيئاً ولا يفهم شيئاً.
* * وفي المحصلة.. فأبناء هؤلاء.. هم مصدر الازعاج في المدرسة وفي البيت وفي الشارع وفي كل مكان..
* * في المدرسة .. تجد مجموعاتهم.. هي التي تعبث وتلعب وتصارخ.. وهم الذين يسببون المشاكل داخل المدرسة.. وهم الذين يضربون المعلم أو المدير و «يبنشرون» بكفرات سياراتهم..
وهم الذين يؤذون زملاءهم.. وهم الذين يسجلون نتائج مخجلة.
* * في الشارع.. لا يتركون أحداً..ولا يوقرون صغيراً ولا كبيراً..
ولا يمكن أن يمر أحد على رجليه أو سيارته دون أن يصيبه أذى..
إذا ذهب أحدهم إلى بقالة أو محل.. لا يمكن أن يخرج دون أن يتسبب في مشكلة.. ودون أن يؤذي من حوله.. واذا لم يجد أحدا كسر «انتل» سيارة.. أو «مخشها» بطرف مفتاح أو مسمار.. وماذا تتوقع من «أقشر مقرود»؟!!!
أما إذا بلغ سن الثالثة أو الرابعة عشرة.. فإنه يبدأ في ممارسة عادات أبشع.. كالدخان و«المعسل» وتأسيس «شلة».. وهذه الشلة متى وجدت بيتاً مهملاً وأباً مهملاً.. وصغيراً ضائعاً.. فإنها هي المناخ المناسب والمحضن الأول «للدشارة».. ففي هذه الشلة الصغيرة يبدأون معه بالسجارة.. فمتى وقع في فخها.. هانت كل الامور.
* * ومثل هذا الاب الذي ضيَّع ابنه.. هو بالطبع لا يلوم نفسه ابداً .. متى أخفق ابنه أو قُبض عليه في قضية.. بل يلوم المدرسة والشرطة.. والآخرين.. ليصيح هنا وهناك ويقول.. ابني.. ابني.. مع أنه.. هو الذي ضيع ابنه..
* * ابنك.. قد يكون سلاحاً عنيفاً ضدك وضد مجتمعه وأهله.. وقد يكون مصدر ضرر لك.. قد يكون عدواً لك.. كما هو شأن المال.. ولكن متى؟!
* * إذا ضيعته.. ولم تقم بدورك تجاهه.. والله المستعان..
|
|
|
|
|