| القرية الالكترونية
ليس جديدا أن تظهر على الإنترنت ردود فعل متباينة ومتعددة بتعدد من يتصل بها، فهذا شأن الإنترنت في كل ما تتناوله من أحداث، ولست هنا لأتحدث عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي عصفت بنيويورك، فذلك ليس موضوع الصفحة ولا العمود، وهو حديث قد كفانيه الكثيرون، إنما الذي يتعلق بعمودنا في هذه الأحداث هوالإبداعات التي ظهرت على أيدي الكثيرين على الإنترنت، والذين أطلقوا لخيالهم العنان ليصوروا جوانب الأحداث بمختلف الصور، وكذا الدور الذي لعبته الإنترنت في توسيع الآفاق وإطلاع الناس على تفاصيل ما يحدث.
فقد وصلتني ووصل الكثيرين صور تم تحويرها على برامج الرسوميات لتظهر الرئيس الأمريكي معتمرا العمامة وملتحيا، في مظهر أعتقد أنه جاء نتيجة خلط صورتين لبوش وبرهان الدين رباني، كما وصلتني مجموعة صور أخرى استمدت من موقع أمريكي خصص للسخرية من الرئيس الأمريكي منذ مرحلة الانتخابات وهو موقع (Bushfordummies.com).
وظهرت مواقع عدة تتعلق بهذه الأحداث، بينما تغير محتوى مواقع أخرى ليتناول الأحداث، وكان مما وصلني صورة متحركة لمبنيي التجارة العالمية وهما يميلان جانبا لتفادي طائرة محلقة صوبهما ثم يعودان لحالهما، وهو تصور طريف لانراه إلا في أفلام الرسوم المتحركة، هذا بخلاف المقالات الطويلة والتحليلات المذهلة التي أثقلت كاهل بريدي من دون رغبة مني في استقبالها، من جهة أخرى، فقد عجبت من العبث الذي مارسه الكثيرون على الإنترنت، إما جهلا أو استهتارا، وقد يختلف الحال من مكان إلى آخر، لكنني أتحدث هنا عن التصرفات اللامسؤولة على الإنترنت، وبخاصة في التصفح أو المساهمة في منتديات الحوار وما ماثلها، دعوني أضرب مثلا، يستهتر البعض ويعبثون كثيرا في مناقشاتهم على الإنترنت، وخاصة على برامج التراسل الحي (المسنجر)، فقد بلغني أن شابا خليجيا تم القبض عليه والتحقيق معه بشأن موقع زاره على الإنترنت ومناقشات دارت بينه وبين آخرين على المسنجر، ذهل الرجل، وذهل كل من علم بقصته، فقد قام المحققون بعرض جميع أنشطته التي قام بها على الإنترنت، وكان من بينها مواقع غريبة لم يكن من المناسب ولا المنطقي لرجل مثله أن يزورها، ويبدو من السيناريو أن الرجل قد تعرض لاختراق ناجح أدى للتعرف على نشاطه على الإنترنت بشكل كبير، ولاغرابة في هذا، فقد ذكر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي أن الأدلة التي تم جمعها خلال الأسبوع الأول قد بلغت الآلاف، لكن الملفت للنظر هو أنه ذكر في تصريحه أن ما يزيد على نصفها قد جاء من الإنترنت!! ننتقل إلى جانب آخر من الحديث، وهو أن الإنترنت قد أطلعتنا على حقائق ومعلومات لم يكن بالإمكان الوصول إليها في السابق، ذلك هو صوت المعارضة الأمريكية وأصوات المنادين بالسلم والنشاط السياسي بدلا من الحربي، فمن المعلوم أن وسائل الإعلام الأمريكية قاطبة ترضخ تحت نير اللوبي الصهيوني، فهي إما صهيونية متطرفة أو متزلفة تخشى أن توصم بمعاداة السامية، التهمة التي طالما أخرست الأفواه وكممتها في مختلف وسائل الإعلام الغربية، بينما اختلف الحال على الإنترنت، فلا أحد يجبر أحدا على محبة اليهود أو يتهدده بتهمة معاداة السامية، فالإنترنت لا تخضع لمقاييس اليهود وإن كانوا متقدمين في السيطرة على أمهات بوابات الإنترنت ومواقعها، وكان مما اطلعت عليه من تحرر على الإنترنت، خطاب ألقاه رئيس التجمع الوطني الأمريكي مسجلا بصوته، حيث وصلني على البريد الإلكتروني، ووجدته خطابا متميزا لايمكن بحال أن يصل إلينا عبر وسائل الإعلام المعتادة، فقد أكد رئيس ذلك التجمع اليميني/ وليام بيرس بأن اليهود هم سبب حادثة نييورك وأن أغبياء واشنطن ينبغي أن يتنبهوا للخطأ الذي يستمرون في ارتكابه بمعاداة العالم من أجل زمرة من اليهود، كان خطابا يصرخ بوجوب اليقظة إلى الخطر الذي يشكله تبني قضايا اليهود على أمن أمريكا، وأن على سياسييها أن يقلبوا على اليهود ظهر المجن ويهتموا بأمن وسلامة الشعب الأمريكي، وقد أتاحت الإنترنت للشعب الأمريكي أن يصل إلى العرب والمسلمين ويتعرف إليهم مباشرة، وبدون أن تمر هذه المعلومات على مقص الرقيب العنصري الذي ربما كيف المعلومة لكي تسيء للمسلمين بدلا من أن تنصفهم، ومن خلال الإنترنت، عرف الكثير بأن الصور التي بثتها السي إن إن غداة الأحداث عن احتفالات الفلسطينيين كانت ملفقة، كما تحقق الناس من أمور كثيرة لم يكن لهم أن يتعرفوا عليها لو التصقوا إلى شاشات التلفاز المنحازة، وستستمر الإنترنت حبلى لهم بالكثير.
Saudis@hotmail.com
|
|
|
|
|