| مقـالات
بيتر أرنت.. هل تتذكرون هذا الاسم؟ هو مراسل شبكة CNN الإخبارية الأمريكية أثناء حرب الخليج الثانية.. كان ينقل أحداث القصف الجوي لقوات التحالف على بغداد.. وكان يزاول مهمة النقل المباشرة لما كان يسمى ب(عاصفة الصحراء) لكل العالم.
في منتصف مهمته أثار زوبعة من الجدل السياسي والأمني انتهت بقرار يقضي بعودته إلى الولايات المتحدة على أثر التداعيات التي خلفها التقرير التلفزيوني المصور عن قصف قوات التحالف ملجأ مدنياً في العراق أودى بحياة مئات من الأبرياء.
هاجمه صناع القرار والمتنفذون في وسائل الإعلام الأمريكية، واتهموه بالتحيز، وتركيزه على الإثارة واهتمام بالرسائل التلفزيونية التي تؤلب الرأي العام الداخلي ضد سياسة بلاده الخارجية، وتقويض الأمن القومي بدعوى الموضوعية ونقل الحقيقة!!
عندما عاد بيتر أرنت إلى الولايات المتحدة لم ينقطع هجوم الإعلاميين عليه، بل شككوا في انتمائه الوطني حتي أصيب بحالة نفسية أثرت كثيراً على حياته المهنية، واختفى بعدها حتى أصبح أثراً بعد عين.
الذين شنوا تلك الحرب النفسية هم اليهود والموالون لهم، وكبار المستثمرين منهم في وسائل الإعلام ذات النفوذ والتأثير.
اليوم... ورغم أننا ضد الإرهاب وضد منفذي العمليات الارهابية في كل من نيويورك وواشنطن.. يطالب هؤلاء بكبح جماح عدد من قنوات التلفزة الامريكية التي تنقل وجهة النظر الأخرى، حتى وان كانت حقائق على الارض، وتتفانى مجموعات اللوبي اليهودي لتضع نفسها حارسة للبوابة الإعلامية العالمية بغية توجيه الرأي العام وجهة تتفق مع الإعداد المتقن للتدليس الإعلامي المصاحب للحملة العسكرية على افغانستان.
كونزاليسارايس ، مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي وقعت من حيث تدري أو لا تدري في كمين اللوبي الصهيوني المتنفذ لتضع أغلالاً وقيوداً على حرية الرأي في وسائل الإعلام ، حتى لا يرى العالم الأحداث إلا بعين واحدة، وهو ما يناقض الدستور الامريكي الذي ينص على نقيض ذلك.
إن الذي يجري الآن هو حرب اعلامية ساخنة يستثمرها اليهود في صياغة جديدة للرأي العام تخدم مصالح الدولة اليهودية في المقام الأول. ومحاولة توجيه العقول وجهة تخدم سياسات بني صهيون، وهو خطر لا يقل بحال من الأحوال عن المواجهة العسكرية، بل هو باعثها والمحرض عليها.
فهل يتنبه العقلاء؟
' أستاذ الإعلام السياسي المشارك جامعة الإمام
|
|
|
|
|