وترجَّل أستاذي «باحص»

وترجَّل أستاذي «باحص»

تدور الأيام في دورتها، فتتغير المواقع والمهام، وتنتقل المسؤوليات بين الرجال وليس أشق على النفس من أن ترى إنسانا وقد غادر موقعه وهو في قمة عطائه ونجاحه، ولكن سنة الحياة ان يستجيب المرء لمتغيرات العمر ودورة الزمن، وسنة الحياة أن يخلف شخص آخر، وسنة الحياة ان يترك المرء موقعه بعد ان أدى رسالته وقام بدوره على أكمل وجه ،شهد له الجميع بكفاءته، تلك الشريعة في الحياة.
وها هو أستاذي محمد مشبب باحص حفظه الله الليلة يودعنا، ويضع عصا التسيار بعد أن أضناه المسير في ميدان التربية والتعليم أفنى من خلاله زهرة شبابه، وقدم شبابه، وقدم من أجله عصارة تجاربه وخبراته، خبر الحياة فمدته بأكسير الحكمة والعطاء، ونال الخبرة والدراية، كان محل حفاوة الكبير والصغير في مجتمعه، ومفخرة لتلاميذه حينما يتنافس التلاميذ في ذكر معلميهم، ومحل تقدير عند زملائه، وفي موقع الاحترام عند رؤسائه، وسيبقى يحظى بهذا الحب والتقدير نظرا لما عرف عنه من خلق حميد، وتواضع جم، وإخلاص في العمل لقد كان أبو سعيد قدوة لتلاميذه في تعامله ومسلكه ومظهره، فنال الحب والتقدير وكسب الثناء من الجميع وهو أهل له.
فحق له ان ينال الليلة )الوفاء( والتكريم من محبيه وطلابه وأصدقائه وزملائه ونعم ما صنعت أياديهم.
أستاذي محمد مشبب باحص، لم يبق لي سوى بضع كلمات أسطرها فأقول:
يعزّ على النفس يا ابا سعيد وداعك، ولكن ستبقى لك صفحات في قلوب تلاميذك نقرأها ما مرت ذكراك،
فنذكر محاسن أخلاقك والشيم التي تحليت بها، والسمعة العملية التي تمتعت بها وعرفت عنك في مجال عملك، ونذكر شيئا من المواقف والذكريات تروى عنك..
والمعلم يا أبا سعيد قيل في حقه الكثير ومنها ما أردده كلما جاء ذكرك.

أفضِّل أستاذي على نفس والدي

وان نالني من والدي الفخر والشرف

فذاك مربي الروح والروح جوهر

وهذا مربي الجسم والجسم من صدف

كن على ثقة يا استاذي بأنك ستبقى في القلب، يحضنك بالود، وستدوم لك المحبة التي ليس، لها زوال ولا تبيد، ما دامت أنفاسي تصعد وتهبط حتى يأذن الله لي بلقائه، أدامك الله يا ابا سعيد تنعم بالصحة والعافية وسط اسرتك الكريمة.
هذا فيض مشاعري فاقبلها ودمت سالما.

محمد إبراهيم محمد فايع

مركز الاشراف التربوي بالخميس

أعلـىالصفحة

رجوع