| عزيزتـي الجزيرة
ان المتتبع للأزمنة السابقة ومنذ بزوغ فجر الاسلام يرى ان الدين الاسلامي برجاله المؤمنين ينتصرون ويحكمون عندما يحسن الفرد المسلم ايمانه ويصدق مع ربه عز وجل وعندما ينحرف المسلمون عن هذا المبدأ يكون النصر للاعداء كانوا من كانوا..
وحيث إننا نعيش هذه السنين في زمن ذل للمسلمين فإن ذلك لأسباب لا تخفى على المجتمع المسلم.. وتتعدد هذه الأسباب من قطر مسلم الى آخر.. فمعلوم انه منذ عشرات السنين بدأت المجتمعات المسلمة تتهاون فيما يقدم اليها من دعوات أعداء الأمة.
ومالت بعض هذه المجتمعات الى تلك الدعوات قليلا فبدأت الخطوة الأولى الى الظلام الدامس الذي يتلمس فيه المسلم مبادئه فلا يجدها وقد فرط بها.. وتبعت هذه الخطوة خطوات حتى وصلت الى مرحلة نلمسها ونعرفها جميعا.
فها نحن نرى كيف تُشوّه صورة الاسلام ليس من اليهود ولا من النصارى فحسب، بل من المسلمين أنفسهم.. هانحن نرى تشويه صورة ديننا الحنيف فيما يدعى بالأفلام التي تحصد الجوائز العالمية هنا وهناك وفيها يتم تصوير صورة الملتزم بدينه بأنه ارهابي وقاتل وصورة تلك المرأة الملتزمةبتعاليم دينها بأنها امرأة رجعية ومتخلفة وها هم يواصلون التشويه.
ولو أعدنا النظر في كيفية الانهيار الذي أصاب بعض المجتمعات المسلمة لرأينا معارك كثيرة كان النصر فيها للأعداء والمعركة الرئيسية والتي كانت بمثابة الخط الفاصل بين المحافظة على الدين والانحلال منه هو الحجاب فهذه المعركة الرئيسة يلاحظ فيها الجميع ان المرأة شكلت هدفا واضحا فيها.. بالطبع مبتغى ذلك هو افساد المرأة من حيث نزع حجابها.. والدعوة الى تحررها من جميع القيود الدينية «هكذا يسمونها».. ولم نر نساء تلك المجتمعات تنزع حجابها في ليلة وتصبح الصبح وقد خرجت بدونه وبمعنى آخر هو ان نساء تلك المجتمعات لم تنزع الحجاب بين يوم وليلة بل مر بمراحل كثيرة فبداية كانت الأصوات تنادي «باستحياء» بأن الحجاب هو تغطية الشعر فقط.. وأتت المراحل الأخرى وأخذت هذه الأصوات تقوى شيئا فشيئا حتى صارت تعلن علنا ان الحجاب ليس من الدين، بل هو نتيجة عادات وتقاليد يجب ان تزال.
وبالطبع إذا فسدت مربية الأجيال فسدت الأجيال وفسد المجتمع..
أعزائي لنمعن النظر في تلك القضايا التي مضت ونلحظ آثارها ألا يدعونا ذلك الى ان ننتبه لما يحدث حولنا.. طريق مختصر لافسادنا وهو افساد نسائنا.. بخوض معركة أكثر ضراوة من قبلها وهي معركة الحجاب.. لننظر كيف كان حجاب نسائنا قبل سنوات ونقارنه بمدى احتشامه مع ما تلبيه كثير من النساء اليوم.
بداية كانت على الكتف فقط.. فنزلت عن رأس المرأة المسلمة وكان يقال ان الحجاب هو تاج المرأة المسلمة.. وعندما نزل من الرأس لم يبال البعض وبرر ذلك بأن الوجه ما دام قد غطي فهذا هو المطلوب.. ومضت شهور وسنوات قليلة فأتى ذلك القماش الذي يوضع على رأس الفتاة مع بقاء العباءة على الكتف ذلك القماش الجميل الفاتن.
ومضت شهور أخرى فتحولت تلك الطرحة الى لثمة تلف على الرأس وبالطبع لا تلف عليه كله. بل تظهر قليلا من أجزاء الوجه كالجبهة والعينين.. وبعد ذلك وفي غمرة انشغالنا بالحياة.. كان الدور على العباءة نفسها فقاموا بتضييقها على أجساد اخواتنا.. وليس أي تضييق، بل بمقاسات محددة بحيث يجد كل جسد فتاة ما يناسبه.. وتتحول العباءة الى فستان أسود ولا أعلم حقيقة ماذا سيكون عليه الحجاب بعد شهور قليلة..
نتيجة لذلك انتشرت في المجتمع بعض العادات السيئة، حيث نرى معاكسات الشباب للفتيات.. انه مؤشر واضح لما وصل اليه الحجاب فهل كنا نلحظ هذه المعاكسات سابقا نعم كانت موجودة ولكن بقلة لم يلحظها المتسوّق بالسوق والمتمتع بالحدائق العامة.. وصارت هذه الموديلات «موديلات الحجاب» بمثابة الدعوة التي توجه الى الشاب لعمل ما يلزم من مضايقة للفتاة المتبرجة.
ويبرر البعض هذه السلوكيات بأنها تنم عن قلة الوعي وعن أشياء أخرى مستبعدين ان لتبرج الفتاة سببا في ذلك ودللوا على ذلك بأننا نشاهد في الدول الأخرى احتراما «هكذا يصفونه» للمرأة وعدم مضايقتها.. وغاب عن هؤلاء وغيرهم ان الرجل في تلك المجتمعات يخصص له أماكن فساد يمارس فيها ما يشاء.
ولكننا ولله الحمد ومن نعمة ربنا علينا اننا نسلك هذا الطريق فدولتنا تطبق شرع الله، فلله الشكر أجزله والحمد أكثره.
ان تبرج الفتاة يولّد قضية المعاكسات ونجد بعض الشباب وقد ابتلوا بهذا المرض وهو مرض نفسي يصيب كل من ضعف ايمانه ولو تمعنا النظر في الفتيات المحتشمات لوجدنا ان اجابة واقعية تتمثل امامنا وتوضح لنا اسباب المعاكسات. فلم نر يوما فتاة محتشمة يطاردها احد.
ولهذا اتمنى ان نسأل انفسنا اسئلة عديدة.. هل الشاب عندما يعاكس الفتاة هل يعرف من هي؟ بالطبع لا.. هل يعرف عن اخلاقها شيئا؟ بالطبع لا.. فهو يشاهد الظاهر له من جمال الفتاة الذي يظهر بعباءتها فهو سيكون بمكان عام كالسوق وغيره فما الذي يدعو الفتاة الى ان تتزين امام الشباب وبمكان عام.
انني هنا ادعو اخواتي الفتيات بما يدعو به الغيور على دينه، فالالتزام بالحجاب الساتر وترك الحجاب الفاتن امان للفتاة.. وهناك اقتراحات اقترحها لنتدارك الحجاب قبل ان يسقط.
أولا: معرفة مصدر هذه العباءة وتوقيف صناعتها وليس مصادرة كمية محدودة من سوق يعد من مئات الاسواق.
ثانيا: تحذير اصحاب المحلات من بيع هذه الانواع من العباءات والاكتفاء ببيع الحجاب الساتر.
ثالثا: يعي الجميع ان اسلوب المنع وحده دون توعية امر ليس مضمونا نجاحه.. لذلك اتمنى ان يكون هناك توعية للفتيات بمخاطر هذه الانواع وأنها وسيلة استخدمها اعداء الامة لأنهاء الحجاب.
وأن تعلم الفتاة ان نزع الحجاب لن يأتي بين يوم وليلة كما قلنا فوقوفك في وجه الاعداء من بداية الطريق وسده في وجوههم هو نكسة وهزيمة لهم..
رابعا: تكثيف الاشرطة الدينية التوعوية الموجهة للفتيات وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
أخيرا أعلم ان من اولياء الامور من يرى ابنته وقد تبرجت ولكنه مع الاسف لا يسعى للنصح، بل يقف موقف المتفرج اين نصيحة الاب لابنته.
والاخ لاخته والام لابنتها يسمع الكثير من اولياء الامور في خطبة جمعة وفي شريط اسلامي او حتى في المجالس قصصا كثيرة تحكي مأساة فتيات كانت بدايتها عدم الالتزام بالحجاب ولكنهم مع الاسف لا يعيرون ذلك اهتماما وأخشى ان يستمر عدم الاحترام حتى تقع المصيبة.. فيعرف حينها قيمة احتشام الفتاة بالحجاب الساتر.هذا ما احببت ان اقوله وتقبلوا فائق احترامي.
حامد عوض العنزي
الرياض
|
|
|
|
|