|
| عزيزتـي الجزيرة
زملاء العمل ثلاثة:
الزميل الأول من هؤلاء الزملاء هو ذلك المنافق النمام نقال الكلام وهذا هو المستفيد الأول عندما يكون المدير المسؤول ممن يحتاج إلى أمثال هؤلاء ويعتمد عليهم في إدارة أعماله، علما ان أمثال هؤلاء لا يهمهم إلا تعكير صفو العمل والبحث عن المشاكل وإشاعة الفتنة بين زملاء العمل وخصوصا ممن ينساق وراء تلك الأقوال التي تهدف إلى الهدم لكي يتربع على الهرم كما يحلو له.
أما زميلك الثاني أخي العزيز فهو ذلك الأناني المتبجح المتصيد للأخطاء والهفوات الباحث عما يعود عليه بالنفع على حسابك أيها الزميل، ضاربا بالمثل والقيم والمبادىء عرض الحائط ساعيا وبكل ما أوتي من قوة إلى التهديد والوعيد لكي يحقق ما يصبو إليه، ناسيا ومتجاهلا ان لكل إنسان هفوة ونقطة ضعف وانه قد يكون فريسة سهلة لمن هم أقوى منه من أبناء جنسه.
أما الثالث من هؤلاء الزملاء فهو إنسان طيب القلب صافي السريرة مستقيم الطباع معتدل التعامل مع الآخرين صادق في كل شيء مهما كانت الأسباب وهذا هو النادر وجوده في وقتنا الحاضر لأن من يتحلى بهذه الصفات لا يخاف في الله لومة لائم، وان حدث ووجد فإنه في نظر المسؤول عنه معقد لا يمكن التعامل معه أو الاعتماد عليه في أي شيء.
وهناك من فضلت ألا أتطرق إلى ذكرهم لعدم تأثيرهم على الاخرين وهم: الجبان، والمضطرب.
هذا ولك ان تختار فيمن تراه مناسبا من بين هؤلاء الزملاء، وأن تحرص كل الحرص على مرافقة من يتمسك بآداب الدين الحنيف، وأن تبتعد كل البعد عما يغضب الله، وأن لا تضعف أمام الآخرين بأي حال من الأحوال ومهما كانت المغريات.
محمد بن عبدالله الوهيبي
|
|
|
|
|
