| الاولــى
*
* العواصم العالمية الوكالات:
بعد أن أنجزت مهامها في تدمير الدفاعات الأرضية وسلاح الدفاع الجوي التابع لحركة طالبان المتواضع الامكانيات، استأنفت الطائرات الأمريكية غاراتها على المدن الأفغانية في النهار بعد أن كانت تتم في الليل وأمس الأربعاء تعرضت مواقع حركة طالبان وتنظيم القاعدة إلى غارات جوية في الصباح الباكر استمرت طوال النهار وتواصلت في المساء.وكانت الهجمات الأمريكية على أفغانستان قد تجددت في اليوم الرابع على التوالي.
وقال شهود عيان: إن نيران المدافع المضادة للطائرات انطلقت فوق كابول مساء الثلاثاء، فيما سمع الأهالي هدير طائرة تحلق في السماء، مضيفين أن إحدى الطائرات دخلت المجال الجوي لكابول، ولكنها لم تسقط أي قنابل.
ويقول المراقبون: إن إعلان البنتاجون تفوق أمريكا الجوي وتدمير الدفاع الأرضي لطالبان يعني أن واشنطن ستنتقل إلى مرحلة أخرى من الأعمال العسكرية؛ حيث قامت القوات الأمريكية بتنفيذ غارات جوية في وضح النهار بحرية كاملة ضد قوات طالبان ودباباتها ومدرعاتها ومواقعها العسكرية المختلفة، وما تبقى من منشآتها العسكرية لتدمير الآلة العسكرية لطالبان أو إضعافها إلى أدنى حد وهو ما يسهل للتحالف الأفغاني المعارض إسقاطها. ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع قيادة التحالف الشمالي المعارض.
أما المرحلة التي ستلي ذلك فهي أشد خطورة وصعوبة، ويتوقع سقوط خسائر بشرية مهمة خلالها في صفوف الأمريكيين والبريطانيين، وهي مرحلة القتال البري بين القوات الخاصة الأمريكية، ومقاتلي طالبان، وسيتم تنفيذ هذه المرحلة الصعبة في حماية الطائرات الحربية الأمريكية وبمشاركة طائرات الهليكوبتر الحربية الأمريكية التي ستلعب دورا مهما في هذه المرحلة، سواء لنقل القوات الخاصة إلى مواقع مرتفعة أو القصف لمراكز معينة عن قرب وبدقة.
وخلال هذه المرحلة أيضا ستقوم القوات الخاصة بتنفيذ عمليات تخريبية في صفوف قوات طالبان، كما ستقوم بتفجير وتدمير مستودعات الذخيرة التابعة لطالبان وبن لادن، وتدمير كل المخابئ السرية لتنظيم القاعدة التي لم تتمكن الغارات الجوية والصاروخية من تدميرها.
من جانبها أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن شن الحرب البرية سيترافق مع تقديم الدعم والمساعدة لتحالف الشمال لتمكينه من الاستيلاء على مدينة مزار شريف لتسريع اسقاط حركة طالبان الحاكمة لأفغانستان.
وقالت الصحيفة الأمريكية في عددها الصادر الثلاثاء 9/10/2001م: إن مزار شريف التي تقع على بعد 40 ميلا من نهر «أمو» الذي يفصل بين أفغانستان وأوزبكستان تعتبر أحد المعاقل العسكرية لقوات طالبان ضد التحالف الشمالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات طالبان الموجودة في مزارشريف تأتي على رأس قائمة الأهداف التي تريد القوات الأمريكية ضربها في أفغانستان، مشيرة أيضا إلى أنه يوجد بهذه المدينة دبابات سوفيتية الصنع، وطائرات مقاتلة وصواريخ مضادة للطائرات من طراز SA3 إلى جانب رادار لتحديد الأهداف.
وقالت الصحيفة: إنه في حالة القضاء على قوات طالبان في مزار شريف وعرقلة وصول الإمدادات إلى المدينة، فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف الخط الدفاعي لطالبان من الشرق، وهو ما سيجعل قوات المعارضة الشمالية تتمكن من التسلل إلى خطوط دفاع طالبان وفرض سيطرتها على شمال أفغانستان بأكلمه.
وبحسب طالبان فقد تعرضت خمس مناطق أفغانية للقصف بالصواريخ ومن الطائرات ليل الثلاثاء الأربعاء وهذه المقاطعات هي قندهار وجلال أباد (شرق) ولوغار (شرق) وهراة (غرب) وقطاع شمالي (منطقة كابول).
وأوضحت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية القريبة من طالبان من جهتها ان الطائرات شنت غارات أيضا على مناطق مزار الشريف وشيبرغان وقندوز.
وفي حين تعذر الحصول على أي حصيلة لهذه الغارات من مصادر محايدة أكدت طالبان صباح اليوم ان القصف أصاب ثلاث مناطق سكنية اثنتان منها في شمال كابول والثالثة قرب مطار قندهار وكان مسؤول في طالبان أعلن قبل ذلك عن مقتل «عشرات المدنيين» في القصف اثناء الليل وصباح أمس .
إلى ذلك أعلن الطالبان عن وقوع معارك ليل الثلاثاء الأربعاء بين قواتهم وقوات المعارضة الأفغانية في غرب البلاد في حين أعلنت المعارضة من جهتها عن وقوع معارك في مقاطعات بغلان (200 كلم شمال كابول) وسامانغا وغور.
ونفى سفير طالبان في إسلام أباد نفيا قاطعا ان تكون الولايات المتحدة قد سيطرت على أجواء أفغانستان كما أعلنت واشنطن أمس.
وقال ضعيف خلال مؤتمر صحافي ان «التأكيدات الأمريكية حول تدميرهم القدرات العسكرية لإمارة أفغانستان الإسلامية غير صحيحة».
وأضاف ان الطائرات الأمريكية كانت تحلق على علو مرتفع ما لا يمكنها من الدقة في هجماتها وبالتالي فإن المضادات الأرضية كانت «خارج مداها».
وبموازاة تطورات الوضع العسكري تكاثرت الدعوات إلى الجهاد وطلبت حركة طالبان من مسلمي الولايات المتحدة الاعراب عن معارضتهم «للفظاعات» الأمريكية بحق الشعب الأفغاني.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمس ان الأمم المتحدة يمكن ان تلعب دورا مهما في أفغانستان في حال ازيحت ميليشيا طالبان عن الحكم في كابول.
وحذرت دول عديدة الولايات المتحدة من توسيع دائرة قصفها فقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي ايفانوف ان الضربات الموجهة إلى أفغانستان يجب ان تظل ضربات «جراحية موضعية» والا تستهدف الشعب الأفغاني. وفي الوقت نفسه حذر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس الأربعاء الولايات المتحدة من توسيع دائرة النزاع.
في غضون ذلك قال السفير الروسي لدى باكستان أمس الأربعاء ان الولايات المتحدة يجب ان تنتبه حتى لا تسقط في «الرمال المتحركة» في أفغانستان ويجب ألا تسعى لنفوذ زائد ودائم في المنطقة.
وقال ادوارد شيفتشينكو في حديث لرويترز «ان أمنياتنا الطيبة لهم هي ألا يتمادوا داخل أفغانستان لأنها دولة خاصة جدا ولأنها مثل الرمال المتحركة».
وأقر ان الاتحاد السوفيتي ارتكب خطأ بغزوه أفغانستان عام 1979 وما تلاه من احتلال دام نحو عشر سنوات.
وقال ان نصيحته لواشنطن هي «عدم التوغل في أفغانستان فمن السهل دخولها لكن من الصعب الخروج منها».
وتابع ان روسيا تؤيد بقوة الحملة الأمريكية الراهنة على حركة طالبان التى تسيطر على أغلب مساحة أفغانستان لأن الحركة المتشددة تشكل تهديدا لروسيا ولآسيا الوسطى.
لكنه قال: إن واشنطن لا يجب ان تسعى بشكل دائم لمد نفوذها في منطقة آسيا الوسطى التي كانت أغلب دولها جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق ومازالت مرتبطة بقوة بموسكو.
وتابع «الولايات المتحدة يتعين ان تفهم ان وجودها لا يجب ان يكون طاغيا في مناطق بعيدة عن الولايات المتحدة لا يجب ان تستغل هذا الوضع لتزيد تمثيلها في هذا الجزء من العالم».
وحظيت الولايات المتحدة بتعاون دول في آسيا الوسطى لاستخدام مجالها الجوي وسمحت أوزبكستان بتمركز قوات أمريكية في أراضيها على ألا تشارك سوى في الأعمال الإنسانية.
في موازاة ذلك قال فرانسوا ليفسوا الناطق باسم الخارجية الفرنسية انه لا يعتقد أن تقوم الولايات المتحدة بضرب دول أخرى غير أفغانستان.
ونقل راديو مونت كارلو عن الناطق الفرنسي انه ليس هناك ما يدعو للتفكير بأن ضرب دول أخرى وارد الآن مشيرا إلى أن الضربات الأمريكية تستهدف أهدافا محددة وليست موجهة ضد أفغانستان ولكن ضد الشبكات الإرهابية في أفغانستان.
وأضاف القول «انه عند انتهاء الضربات الأمريكية على أفغانستان واذا توفرت للأمريكيين عناصر وأدلة تسمح بالاستنتاج أن هناك مناطق أخرى فى العالم تستخدم كقواعد خلفية لتنظيم القاعدة فإن الامريكيين قد يقومون بتحرك مماثل على غرار ما يحصل حاليا في أفغانستان».
وقالت بريطانيا أمس الأربعاء انه ليس هناك دليل يربط العراق بهجمات الشهر الماضي على الولايات المتحدة مما يحد من التكهنات باحتمال أن تستهدف واشنطن بغداد في حربها على الإرهاب.
وقال مسؤول بالحكومة البريطانية يرافق رئيس الوزراء توني بلير في زيارته لسلطنة عمان ان أي بلد آخر لن يتعرض للهجوم دون «دليل دامغ» على رعايته للإرهاب ودون أوسع تأييد دولي للعمل العسكري.
وقال المسؤول للصحفيين «ليس لدينا دليل يربط النظام العراقي بأحداث 11 سبتمبر».
وكان السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون نجروبونتي قد فاجأ بعض الحلفاء يوم الاثنين عندما قال ان الحملة العسكرية على أفغانستان قد تتسع لتشمل «دولا أخرى».
وفي كابول قالت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان أمس الأربعاء إنها رفعت جميع القيود عن أسامة بن لادن وأنه حر في أن يشن الجهاد ضد الولايات المتحدة.
وقال عبد الحي مطمئن المتحدث باسم طالبان للبرنامج الناطق بلغة الباشتو بهيئة الاذاعة البريطانية «مع بدء الهجمات الأمريكية فإن هذه القيود لم تعد قائمة».
وأضاف قائلا «إننا نريد هذا وابن لادن يريد هذا وامريكا ستواجه العواقب البغيضة لهجماتها».
وقال مطمئن ان طائرات حربية امريكية شنت غارة صباح أمس على معقل طالبان في مدينة قندهار في جنوب أفغانستان لكن لم يلحق أي أذى بقيادة الحركة أو بابن لادن.
وقال ممثل عن التحالف الشمالي المعارض في أفغانستان أمس الأربعاء ان 1800 من مقاتلي حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان انشقوا عنها وانضموا إلى قوات التحالف.
وقال عابد نجيب المسؤول بسفارة التحالف الشمالي في ألمانيا «منذ أمس الأول انشق نحو 1800».
وأضاف انه يقدر قوام جيش طالبان بما بين 15 ألف و25 ألف مقاتل.
وتابع «جاءوا باسلحتهم وذخيرتهم وكل شيء».
وقال إنه تلقى المعلومات من حكومة التحالف في شمال أفغانستان ويقاتل التحالف الشمالي طالبان.
وأشار نجيب إلى انه لا يعتقد ان نظام طالبان سيبقى طويلا بعد ان حرمته الغارات الجوية الأمريكية المستمرة منذ يوم الأحد من قوته الجوية.
وأضاف انه من المجدي أكثر بالنسبة للولايات المتحدة بدلا من ان تنزل قوات برية كبيرة ان تمد مقاتلي التحالف بالتمويل والمعدات لشن الحرب البرية على طالبان.
طالع المتابعة
|
|
|
|
|