رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

الثقافية

منازل
عبدالله بامحرز
علي بافقيه
(1)
«أفرّ من شرك فيطوقني شرك أكثر حيلة وأشد بأساً»
حقول الإسمنت عبدالله بامحرز
(2)
«.. ذلك القاص الذي يتذكره بالتأكيد التاريخ الأدبي هنا بوصفه من المؤسسين للكتابة الابداعية الحديثة في المملكة؛ عبدالله بامحرز الذي لم تعلم الساحة هنا بوفاته سوى قبل أيام قليلة.. للحسرة مرت تسعة أشهر كاملة على رحيله ولم يجرؤ أحد على الكلام».
جريدة البلاد 17/7/1422ه
(3)
عند عبدالله بامحرز تجتمع البقايا البعيدة جداً من ذلك البدوي ابن الربع الخالي مع المدني ابن شوارع جدة ومكة. هذا ربما يحدث ارتطاما حادا خاصة عندما نعرف ثقافته المفرطة في التجديد مقارنة بجيله. كذلك الحالة الابداعية الشفاهية مع الحالة الابداعية الكتابية البصرية الجديدة هذا التوتر يصر بامحرز على تصفيته ونحته.
(4)
قبل ان أعرف عبدالله بامحرز شخصيا بسحنته المتحفزة وشعره الطويل نسبيا مقارنة بسنه وجيله كنت قد سمعت علي الدميني يتحدث عنه مشيرا الى إلمامه بالروايات العالمية لدرجة انه يسرد من ذاكرته الفذة مقاطع، وربما صفحات من الروايات التي يجري الحوار حولها.
** في أوائل العام 1406 دخلت مبنى مجلة اليمامة في الملز باحثا عن «الشباب» الذين كنت أتواصل معهم دون معرفة شخصية.. ومن حسن الحظ كان أمامي في الممر قبل ان أسأل أحداً وجه سعد الدوسري الذي أخذني الى مكتب «الثقافة».
لقد كان مساء تاريخيا في حياة شخص متقوقع مثلي، فعلاوة على اللقاءات في مكتب الثقافة باليمامة أخذني عبدالله الصيخان وهو أنيق أيضا في سلوكه وأخلاقه علاوة على أناقة شعره أخذني الى عبدالله نور الذي فاجأني بأنه من الواجب ان أصدر ديواني . ثم كان الاقتراح بالذهاب الى «الشباب» هكذا بكل بساطة وكأن المفردة خاصة بهم ومن ممتلكاتهم. وهنا وفي نفس الليلة تعرفت الى عبدالله بامحرز «الشايب الشاب» وصالح الشهوان وصالح الأشقر وأحمد الدويحي وفهد العتيق وعبدالله الكويليت وعلي الشامي وغيرهم من الأدباء الذين يكونون أقل حضورا. ثم اكتشفت تلك الأواصر القوية بين أدباء الرياض من جهة والأدباء والكتاب في بقية جهات المملكة حيث تطرح الأسماء الأدبية الموجودة على الساحة في الشرقية والغربية وأقصى الجنوب وأقصى الشمال بحميمية وحب للساحة الثقافية. هذه الحالة الايجابية من تواصل ونقاش وقراءات وحراك مشترك نفتقدها في الساحة الآن حيث لا يوجد اليوم نافخ نار في ساحتنا التي ركدت. وهنا تجب الإشارة بحق الى صالح الأشقر وعبدالله الصيخان اللذين لهما الدور الأكبر في جمع الزملاء في بيوتهم.
في مثل هذه الحالة الثقافية الحية وفي نفس الليلة تعرفت الى عبدالله بامحرز. هناك لحظات كثيرة يستطيع العارف المهموم بقضية الكتابة ان يكتشف بها عبدالله بامحرز المبدع المرهف بملاحظاته الدقيقة على النصوص وبإشاراته الذكية العميقة. أما في قراءة مقالاته ونصوصه القصصية ورسوماته يذهلك هذا الذي لم يعرف مدرسة ولا كتبا منهجية ولا مدرسين أنه ميال الى لغة حديثة وأنيقة والى ثقافة عربية وأجنبية فهو خير من يعرف الكتّاب والرسامين الأوروبيين وهو الى جانب هذا رجل من الربع الخالي حسب تعبير الشاعر العماني سيف الرحبي.
(5)
والآن، ماذا نستطيع ان نفعل؟! علينا أولا ان نقدم العزاء الى أم صلاح تلك المرأة التي استطاعت ان تلم شعثه وان تجمع شظاياه وان تجعل له وطنا بقلبها الكبير وعطائها حيث ماجت بين قدميه رمال الصحراء والزمن الرديء وثانيا علينا نحن ساحته الثقافية التي برعم في هوائها وتربتها وترعرع ليأخذ ويعطي من خلالها مثل جميع كائنات الله المغروسة في بيئتها، هنا يجب علينا البحث عن نصوصه ومقالاته وجمعها ووضعها في مكانها اللائق.
كما يجب علينا ان نفىء الى الوفاء ونعمل ما يمكن عمله لاعادة الاعتبار له ولأطفاله. والله من وراء القصد.
ص.ب 86887 الرياض 11632

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved