رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

الثقافية

الزمن المقلوب
«شاهد آخر.. ما شفش حاجة»!!
أحمد عبد الرحمن العرفج
سألني أحد الأصدقاء: منذ عقود والمثقف يشكل جداراً دفاعياً عن قضايا أمتنا، فكيف ترى وسائل استمرار هذا الدور وعدم انحساره؟
فقلت له: كأنك تسقط الكلام في فمي أيها الرجل النبيل فأنا أخالفك المفهوم، والرؤية.. والادعاء!!
فالمثقف لم ولن يظل على مدى قرون يشكل الخط الدفاعي الأول لقضايا أمته وهويتها... إلخ كيف تقول هذا الكلام العريض وأنت خلو من الدلائل والبراهين.. متى كان المثقف يلعب هذا الدور.. خير مثقف مر على امتك العربية هو الشاعر المتنبي وهو يقول:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة
فلا أشتكي فيها، ولا أتعتب!!
وتحضرني هنا مقولة للمثقف المستنير علي حرب إذ يقول: «أول ما ينبغي اخضاعه للنقد هو مفهوم النخبة المستنيرة التي تقود البشر نحو قيم العقل، والحرية والإخاء وسواها من قيم المجتمع المفتوح، فما دام هناك نخب متميزة وقيادات فكرية، هناك أيضاً جماهير وقطعان.. والقطيع البشري هو مادة المشاريع الطوباوية المستحيلة والمدمرة، أو آلة المجتمعات المغلقة، ولهذا فإن مفاهيم النخبة والصفوة والطليعة تقوض مهمة التنوير والتحرير من أساسها».
راجع كتاب (الماهية والعلاقة نحو منطق تحويلي) ص 174.
ولعلني أذكرك بقول الأستاذ الكبير محمد عابد الجابري في كتابه (الخطاب العربي المعاصر) ص 182. إذ يقول: «ان مفاهيم الخطاب العربي الحديث والمعاصر لا تعكس الواقع العربي الراهن، ولا تعبر عنه، بل هي مستعيرة في الأغلب الأعم، إما من الفكر الأوروبي، حيث تدل هناك في أوروبا، على واقع تحقق، أو في طريق التحقق، وإما من الفكر العربي الإسلامي الوسيطي حيث كان لها مضمون واقعي خاص، أو يعتقد أنها كانت كذلك بالفعل، وفي كلتا الحالتين فهي توظف من أجل التعبير عن واقع مأمول غير محدد واقع معتم مستنسخ إما من هذه الصورة أو تلك الصور النموذجية القائمة في الوعي الذاكرة العربية ومن هنا انقطاع العلاقة بين الفكر وموضوعه، الشيء الذي يجعل الخطاب المعبر عنه خطاب تضمين وليس خطاب مضمون».
ويعلق الدكتور العميق في فكره د/ تركي الحمد على هذا النص بقوله في كتابه (الثقافة العربية في عصر العولمة) يقول: «الحقيقة أنني لا أجد أفضل مما قاله الجابري في التعبير عن أزمة الثقافة العربية وخطابها، وبالتالي المثقفين العرب المنتمين إلى هذا الخطاب، فالمثقف العربي المعاصر يختلف عن سابقه في الحضارة العربية الإسلامية أيام صعودها وازهارها، وبداية انحدارها، وعن معاصره في الحضارة الغربية المعاصرة، بأنه ليس معبراً عن الأزمة، وشاهداً عليها على المستوى التجريدي فقط، بل إنه هو ذاته متأزم وخطابه متأزم» ص 167.
بعد هذا الطرح.. هل تطلب مني أكثر؟!
حسناً أنا عاجز عن الإنصات لما يقوله هؤلاء المثقفون وأحلامهم.. عاجز ولي قلب ينبض بالقليل من الكلام والقليل من الوعي.. بصفتي متلقياً بسيطاً، يحاول أن يرسم يومه وحياته وفق معطيات، تنطلق من الواقع وترجع إليه، أضع هذا العصفور الذي يروح ضعيفاً، ويرجع سميناً طارحاً أحلامه وواقعه في فضاء الله الواسع..
لذا اسمح لي أن أرى ما أريد، واستعير من لغة هذه الفئة ما أريد.. لأنني غني عما ذكرته في بداية سؤالك، وكما ترى فأنا أملك الأرض والسماء والنجوم!!
alarfaj2000@ayna.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved