أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

المجتمـع

إشباعاً لحاجاتهم النفسية والجسدية
طريقة اللعب لدى الأطفال وسيلة لفهم سلوكهم وتصرفاتهم
* أبها ـ أمل القحطاني:
يكشف الأطفال عن أنفسهم بشفافية خلال اللعب، فهم يلعبون بدافع من ضرورة داخلية ملحّة، والفطرة تغرس في كل طفل الاتجاه إلى اللعب لتضمن إشباع حاجات نمو أساسية معينة، وتؤكد الدراسات الاجتماعية والنفسية الحديثة على أهمية اللعب بالنسبة للطفل كعملية تفريغ ضرورية لطاقة زائدة لديه وتنفيس عن رغبات مكبوتة، فضلا عن أنه ينمي لديه مهارات ابتكارية وقدرة على التفكير وتكوين العلاقات بين الأشياء بجانب تنمية السلوك الاجتماعي والقضاء على السلوك الأناني.
ونستطيع أن نشير إلى بعض الآراء والملاحظات حول مفهوم اللعب: العالم "شود" يؤكد أن الغرض من اللعب هو الاستمرار في ممارسة نشاط سار وليس لمجرد التعبير عن غريزة كامنة في الإنسان.
أما العالمان "لهمان" و "ويتي" يعتقدان أن كثيرا من ضروب اللعب تعويضية أي أن الإنسان يعوض بهما ما يشعر به من ضعف ونقص وتشعره بالقوة والسيطرة والتفوق.
ومن خلال هذا اللقاء توضح الإخصائية النفسية بكلية البنات الدكتورة أمينة الحسن خصائص اللعب وأهميته وأبعاده في سن الطفولة، وذلك من خلال الحوار التالي:
أهمية اللعب
* ما هي أهمية اللعب للأطفال من الناحيتين النفسية والاجتماعية؟
ـ أولاً.. في إطار الصحة النفسية ينظر إلى اللعب على أنه وسيلة لفهم سلوك الطفل ودراسة مشكلاته وعلاجها ويفيد في النمو العضلي ويطلق الطاقة الزائدة التي تجعل الطفل متوترا إذا لم تصرف. كما أن اللعب يشبع حاجات الطفل النفسية المختلفة. وفي إطار الأهمية الاجتماعية للعب فنلاحظ أنه يتم توزيع الأدوار الاجتماعية في اللعب مما يتيح فرصة للتكليف حين يتعلم الطفل أنه لا يمكنه دائما أن يلعب الدور الذي يرغب فيه..كما أن اللعب يتيح فرصة التعرف على الأشياء والتعاون وتعلم روح الفريق وإنكار الذات. وإشباع الحاجة للانتماء إلى مجموعة عن طريق تقبلها له.
تأثيره على الأطفال
* ما هو تأثير اللعب على الأطفال؟
ـ أثبتت البحوث أن السلوكيات والمهارات الجيدة تتكون أثناء اللعب ومن خلال اللعبة التي تعد شيئا مهما وحيويا في حياة الطفل، فمن خلالها تكون الفرصة لاكتشاف مواهب الطفل وقدرته على الابتكار والتفكير ولا سيما إذا كانت اللعبة مناسبة لسن الطفل حيث انه تكون في الثلاث سنوات الأولى من عمره لعبته بسيطة من البلاستيك أو القماش ومن سن (3) إلى (6) سنوات تكون الألعاب أكثر تعقيدا وتعمل على تنمية الابتكار باستخدام أشكال تعتمد على الفك وإعادة التركيب وتثير فيه الملاحظة والتفكير.
لذا يرى علماء النفس والاجتماع أن اللعب هو إعداد وتدريب طبيعي للدور الذي سيقوم به الطفل في الحياة العملية.
بناء الشخصية
* حرمان الطفل من الألعاب كيف يؤثر عليه؟
ـ إن الطفل الذي يُحرم من اللعب لا يفقد أهم متعة في طفولته فحسب، بل إنه لا يمكن أن يصبح راشدا كامل التطور النفسي، حيث إن الطفل يتخلص من همومه ومتاعبه النفسية عن طريق اللعب. ولذا من الأفضل أن يختار الطفل كل لعبة حتى يشعر بذاته وبناء شخصيته.. ولكن تكون حرية الاختيار مع التوجيه والمساعدة والشرح لتكتمل قدرات الطفل الوجدانية والفكرية والشخصية.
المراحل العمرية
* لعب الأطفال يختلف من مرحلة إلى أخرى كيف يكون ذلك؟
ـ أولا في مرحلة الرضاعة.. يكون لعب الطفل بسيطاً وهو يتجه إلى الأشياء الخفيفة.. وعندما يكون عمره سنة ونصف تقريبا يستطيع أن يضع الأشياء داخل وخارج أشياء أخرى.. ويحرك الأثاث ويلعب بالعرائس والكرة..ويملأ ويفرغ أوعيته ويدق الكتل بعضها ببعض.
وفي سن سنتين يملأ الأطباق ثم يفرغها ويلعب بالأشياء الصغيرة ويطعم عروسته ويتناول الكتل بيديه ويملأ بها العربات.
ثانيا: في مرحلة الطفولة المبكرة:
يلعب الطفل في بداية العام الثالث بنفسه مع نفسه ثم مع الآخرين في بعض الأحيان ولكن لا يوجد أثر للمنافسة والتعاون.
وبالتدريج يبدأ الطفل بتكوين أصدقاء اللعب وهنا تظهر الأهمية الاجتماعية حيث يتعلم الطفل بعض العادات الاجتماعية مثل: أصول اللعب ومراعاة أدوار الآخرين واحترامهم.. ويُلاحظ أن الطفل في سن عامين ونصف يلعب في البيت بعروسته أو سيارته وكذا بالرمل أو الماء ويحب اللعب بفقاقيع الصابون وفي العام الثالث من عمره يركب دراجته ويتأرجح على الأرجوحة ويلعب مع رفاق من صنع خياله.. أما في العام الرابع فهو يلعب مع الآخرين لعباً في تمثيلية اجتماعية تتناول المنزل والمدرسة والمستشفى ويرسم ويلون.
ويزداد لعبه في الاستقلال في العام الخامس فهو يجب أن يلون ويلصق الحروف ويقطع وينقل التصميمات ويقلدها بالكتل.
ثالثا: في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة نجد أن الأطفال يفضلون الألعاب الجماعية وفي العام السادس تحديدا يميل الأطفال إلى ألعاب الجري والقفز ولعب الكرة والقذف والضرب والتهجية الشفوية أو الحساب العقلي.
وفي سن السابعة يحب الطفل الكتب الهزلية ويزداد اللعب الانفرادي ويهتم بالسباحة ويمتاز لعب البنات بقص العرائس الورقية وارتداء ثياب الكبار وتمثيل دور المعلمة والقفز على الحبل ولكنَّ البنين يميلون إلى المصارعة والأجهزة الإلكترونية وألعاب العنف وصنع الطائرات الورقية..
وفي سن التاسعة يتعرض الطفل للاجهاد في اللعب وتكون لدى الأطفال فوارق فردية تختلف من طفل إلى آخر فبعضهم يقرأ أو يصغي إلى الراديو وبعضهم يهتم بجمع الطوابع ورسم الخرائط، أما البنات فيضعن قدرتهن البسيطة في الطبخ والحياكة وغيرهما من الأعمال الأخرى.
اختيارها له معايير
* ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند شراء لعب الأطفال؟
ـ أولا.. ألا يبالغ الآباء في شراء ألعاب كثيرة للطفل لأنه قد يمل منها بعد فترة قصيرة من شرائها.. وألا يبالغوا أيضا في الحرص عليها وحرمان الطفل منها بحفظها في الدولاب حفاظا عليها من الكسر أو الإتلاف، حيث ان المفروض ان الألعاب قد أُعدت لكي يلعب بها الطفل كيفما يشاء ولكن بعد توجيه رقيق وإقناع، أيضا يجب اختيار اللعبة التي تناسب ميول الطفل وسنه وقدراتهم المختلفة فالألعاب التي تناسب البنت لا تناسب الولد كما يجب على الوالدين عدم إعطاء الأطفال الألعاب الخطيرة مثل: الأقواس والسهام والأقلام ذات الأسنان المدببة.
وأخيراً: فإن نهاية مرحلة الطفولة تُظهر الهوايات لدى الأطفال وتعطي الفرد فرصة التعبير عن فرديته وميوله واهتماماته وتحقق له الشعور بالمكانة الخاصة إذا كان لا يستطيع تحقيق ذلك في اللعب الجماعي .
كما أن اللعب يُعد انعكاساً للحضارة التي يعيش في كنفها الطفل والخبرات التي يمر بها، فلم يلعب الأطفال في الماضي بالطائرات والصواريخ كما يلعبون بها اليوم.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved