أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

مقـالات

بوح
الصحة للجميع
إبراهيم الناصر الحميدان
لا يخالجني أدنى شك في أن الذين لهم علاقة أو إطلاع على أحوال الصحة العامة من المختصين بالذات يحاولون ما وسعهم إسداء النصح والتوعية بشأن الكثير مما يمت إلى الصحة العامة بصلة من مأكل ومشرب وحتى البيئة وهم يشكرون على هذه النصائح والتوجيهات التي يتلقاها المتابع بلهفة طالما هي ذات فائدة تعود عليه وعلى أفراد أسرته حتى أن أحد الأصدقاء أخذ يرصد تلك المعلومات ويحاول تطبيقها أمثالا كمقولة «الدواء ولا الداء» إلى درجة أنه أوشك أن يجل مصروفات الدواء تفوق مصروفات النواحي الأخرى المنزلية فجاء يستطلع رأيا بهذه النتيجة.
ولأنني من الذين يتلقون بعض الإرشادات الصحية بحذر خصوصاً التي تأتي عرضا في أكثر صحفنا فقد اعتدت بأن أعود إلى الطبيب الذي يعاين حالتي الصحية قبل أن أتأثر بتلك النصائح والإرشادات مع المعذرة للمسؤولين عن تلك الصفحات الطبية رغم ثقتي بأن الإشفاق والحرص على صحة المواطنين هما الدافع الأول لأكثر تلك التوجيهات فقد علمتني تجاربي الخاصة بأن الحالة الصحية لكل فرد تخضع لبعض العوامل ولذا فمن النادر ان تكون أسبابها واحدة. فعلى سبيل المثال فإن الصداع وهو من الأعراض التي يكثر الإصابة بها لا تكون عادة من ذات الأسباب إذ أن بعض الأطباء عامة ينظر إليها لعوامل ليست سوية في المعدة بينما يرى آخر أن للجيوب الأنفية أو حساسية العليون علاقة أكثر مباشرة لحدوث الصداع، بينما تخضع لأسباب نفسية في تقدير الآخر.
كما أن تناول بعض الخضار والفاكه تدفع الحكماء جمع حكيم وهو اللقب الأصلي للطب كما كنا ندعوه في الماضي لتشجيع الإكثار منها مما يوعز إلى بعض البسطاء إلى الإرتماء عليها على حساب الأطعمة الأخرى التي تكون هي أيضا ضرورية ما يجعل المثل القائل الطاسة ضايعة بصدق على هؤلاء المواطنين ولذا أرى وغيرهم أفهم بأن توحد جهات إصدار النصائح على غرار الهيئات المختصة في الفتاوى وما في حكمها طالما هي ذات تأثير على شريحة كبيرة من المتابعين للصفحات الطبية أو سواها ولتكن على هيئة أسئلة تطرح ويجاب عليها من كافة الجوانب وطبعا على أسس علمية أي أن الذي يشكو من عارض ما أو لديه ارتباكات في المعدة والدم ينصح بعدم تناول ما يؤثر على تلك الأعراض أو يضاعف من تفاعلها لأن تجنبها يتيح له معالجة حالته الصحية دون عوامل عرضية، بل أن الكشف الطبي السريري هو المحك لا سيما وقد اعتدنا بأن أكثر الأطباء من باب الاحتياط يفضلون قبل وصف الدواء التأكد من السلامة الجسدية فينصح المراجع بتحليل الدم وربما ارتأى الآخر أخذ صورة أشعة للجزء الذي يشكو من الألم. وهكذا فإن التصريحات الطبية المتواترة ليست ذات جدوى إنما قد تضر من جانب على حساب التصحيح من جانب آخر ومع ذلك نتوجه بالشكر لأولئك الأطباء على نصائحهم التي يحتاج تدعيمها إلى ما ذكرنا آنفا خاصة وأننا نتناول أطعمة تتخللها الكثير من المواد الكيماوية التي لا ينكر تأثيرها السلبي على الجسم الآدمي واللّّه الموفق.
للمراسلة ص ب 6324
الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved