أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
التشكيليون والمصيدة
محمد المنيف
هناك بون شاسع من شخص لآخر بين فنانينا التشكيليين في كيفية الحديث عن الفن التشكيلي وعن تجربتهم فيه يمكن اكتشافه ومعرفته عندما نقرأ لأحدهم لقاء صحفياً أو نشاهده عبر الشاشة أو نستمع إليه من خلال المذياع، وكثير من الفنانين يقعون في مصيدة الحوار إذا كان المحاور في أي من تلك الوسائل ممتلكاً للثقافة العامة والابداعية بشكل خاص قادراً على اقتناص السؤال من بين الاجابات باحثاً عن سبل الايقاع بالفنان في المصيدة يكشف ضحالة ثقافته وعدم إلمامه بتخصصه، وكم هي الحوارات التي يحتاج القارئ لتكرارقراءتها أو المشاهد لتسجيلها بالفيديو لثرائها بالمعلومة والخبرة والتجربة وباتساع أفق المتحدث رغم اختصارها عند البعض ممن لديهم القدرة على الاقناع وايصال المعنى و الهدف بأقل كلمة أو جملة مع ما يثريها من صور للوحات لا تحتاج لتعليق أو تفسير بما تظهره من تألق في الشكل والمضمون.
تلك النماذج ورقي طرحها يفتقدها واقعنا التشكيلي الذي يردد الغالبية فيه عبارات باهتة لا تتعدى الحديث عن الذات وعن المشاركات بينما تتعثر لديهم القدرة والشعور بالتراجع أمام النقاشات العلمية والتقنية والفكرية لهذا الفن نتيجة لضحالة المختزل المعرفي لديهم عن فنهم مع ازدياد المشكلة تعقيداً عندما يتطلب الموقف الاستغاثة ببعضهم للتعريف بالتجربة العامة لهذا الفن وتقريب مفهومه وأهدافه أمام الآخرين من زوار المعارض فتتوقف القدرة عند حدود الأداء العقيم الخالي من أي وعي ليبرز في داخلهم السؤال القضية ماذا نعني بتنفيذ اللوحة أو المنحوتة وكيف نصل لتحقيق النتيجة الأهم لتحديد الخصوصية المدعمة بكل عناصر الوعي بها خطوة بخطوة ومنها نستطيع أن نجد ما نقوله للآخرين لا أن نقف أمام فعلنا الابداعي بجهل لما يعنيه وما يوحي به وكأننا نراه أول مرة، إلا أن الأمر يختلف حينما يكون ابداعنا ابداعاً معاصراً بعيد عن تفسير الواقع بسذاجة بل عائدا من أتون مرجل قوامه البحث والتطوير والابتكار ممزوج بالتواصل مع الرؤية الأخرى دون تخل عن مقوماته. لهذا فالثقافة المتعمقة في المجال مصدر أمان للفنان عكس ما يعتقده البعض أن الأعمال هي التي تتحدث مع تقديرنا لمن يراها عذراً أمام اخفاقهم في الجانب المكمل لقناعة المتلقي فالفنان دون ثقافة ووعي بفنه وقدرة على الاقناع كالمتحدث بلغة الاشارة لجمهور يملك آذاناً صاغية.
ويمكن أن نقسم المنتمين للساحة إلى ثلاث فئات:
* الأولى مثقفة واعية متمكنة من قدراتها الفنية والعلمية حينما يتحدث المنتمون إليها تطرب لقولهم وتتمنى أن يطول الحوار.
* وفئة تلتقط ما تسمعه و تلوكه في ذاكرتها دون هضم ثم تلفظه عند كل حديث عن الفن والفنون فأصبحت عباراتهم معروفة ومملة.
* الفئة الثالثة تسمع وتحاول أن تفهم وتجاهد في ربط ما يقال من معرفة بواقع حالها عند تنفيذها لابداعها التشكيلي فتشعر بالغربة. لا تعي ما يقال ولا بما تقوم به.
طيف
جنون الفن في الابتكار.
وجنون الحب في عدم القدرة على الوفاء.
أما فنون الجنون فهي افتقاد الاحساس بمشاعر وعواطف الآخرين ودفنها في ركام الأحقاد والضغائن.
و.. يا زمان العجايب وش بقي ما ظهر!
لمحة
للابتسامة ألوان.. منها الصفراء والسوداء.. والأجمل أن تكون بيضاء صادقة.
monif@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved