أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th October,2001 العدد:10239الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
عدالة حرب الإرهاب تغض النظر عن إسرائيل
جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يعد خافياً أن الولايات المتحدة الأمريكية وخلفها جميع الدول الغربية وبعض المنتفعين من مساعداتها الاقتصادية يبذلون جهوداً مضنية لتكوين تحالف ضد الارهاب.
وأيضاً ليس خافياً أن واشنطن ومعها عدد من العواصم الغربية الهامة كلندن وباريس وحتى موسكو، تعمل، بل وتمارس ضغوطاً على الدول العربية والاسلامية للانضمام إلى هذا التحالف.
كل هذا مفهوم، بل وحتى مبرر، لأن نار الارهاب أخذت تحاصر الجميع، والدول العربية والاسلامية أول من اكتوى بهذه النار، وكثيراً ما نادى قادتها ومفكروها وعلماؤها وكُتَّابها بالعمل وضرورة القضاء على الارهاب.
والارهاب لم يعد مقصوراً على عمل منظمات وحركات متطرفة ينضوي تحت لوائها مجموعة من المتشددين، بل أصبحت له دولة ترعاه وتقوم به بعد أن تؤول السلطة لإرهابي يرأس نظامها أو حكومتها.
وهكذا أصبح إرهاب الدولة أكثر خطورة من إرهاب المنظمات والحركات المتشددة، وإذا كانت أمريكا قد أصابتها الهجمات الارهابية بصورة مباشرة وجعلتها تتحرك لمواجهة الارهاب فتعاونت معها الدول الأخرى لتضررها هي الأخرى من عمليات سابقة، فإن الدول العربية والاسلامية تواجه الارهاب منذ أكثر من نصف قرن. ألم يقم الكيان الصهيوني على أيدي منظمات ارهابية عناصرها متطرفون يهود، وكان من ضحاياها بريطانيون بالاضافة الى فلسطينيين عرب..؟!
لقد عمل الغرب على إنشاء الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وزودوه بكل أسباب القوة ليصبح مكمناً للإرهاب ضد الدول العربية ومواطنيها، فبالاضافة الى مسؤوليته عن شن ثلاث حروب اقليمية، لا يزال قادته يمارسون الارهاب المنظم دون أن يجد من ينتقده فضلاً عن إيقافه عند حده.
والآن، وفي خضم الحملة الدولية لمواجهة الارهاب، والتي تكاد تكون موجهة للعرب والمسلمين فقط، فإن كل المتهمين بالقيام بالأعمال الارهابية، وكل أصابع الاتهام توجه لمنظمات اسلامية وحركات عربية، بل وحتى إلى أنظمة عربية، في حين لا نجد ولا اشارة واحدة من الدول الغربية لأكبر نظام ارهابي عمراً وخطورة، ولا حتى ذكراً لما تقوم به اسرائيل من ارهاب الدولة؟ ونتساءل: ألا يعد قتل أكثر من سبعمائة مواطن فلسطيني جميعهم من المدنيين ارهاباً؟!
وقتل 150 طفلاً فلسطينياً من الرضع وحتى العام العاشر من العمر، ألا يعتبر ارهاباً؟!.
ثم ألا يعدُّ هدم المنازل وتدمير المزروعات والقضاء على البنية الأساسية والاقتصادية لشعب يبني مؤسساته اعتماداً على المساعدات الدولية.. إرهاباً؟!.
وأخيراً، ألا يعدُّ محاصرة شعب كامل وتجويعه..إرهاباً؟.
يطلبون من العرب والمسلمين المساندة في مكافحة الارهاب.. ويتركون من يرتكب الارهاب ضدهم يومياً دون حساب..؟!
هل هذه هي العدالة التي يشنون حربهم باسمها.. أم إنهم يشنونها مواصلة للانحياز المطلق لإسرائيل وإمعاناً في استثنائها من محاربة الارهاب؟!
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved