| الريـاضيـة
*
* الدمام سامي اليوسف:
مما لاشك فيه.. أن فريق النادي الأهلي لكرة القدم استحق الأسبوع الفارط المحافظة على لقبه بالفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد«رحمه الله» بركلات الترجيح للمرة الثانية على التوالي، كما فعل مع النصر على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة الموسم الفائت، فلقد كان لاعبوه الأكثر وصولاً للمرمى الهلالي والأفضل انتشاراً والأشد عزماً وحماساً على إحراز اللقب.. ومدربه كان الأكثر حرصاً على الاستفادة من أوراقه الرابحة وتبديلاته الثلاثة بتفاعل لم يجد مايوازيه لدى نظيره البرتغالي آرثر جورج مع أحداث ومتطلبات المباراة.
لكن هذا لا يمنعني من القول بأن الثنائي عبدالله الجمعان وآرثر جورج قد فرطا في حسم فوز هلالي كان في متناول اليد الزرقاء.. فالأول أضاع ركلة جزاء حاسمة في وقت مهم لو أفلح في تسجيلها لأكد الهلال تقدمه ووسع الفارق الى هدفين ولضغط نفسياً وعصبياً بواسطتهما على لاعبي ومدرب وجماهير الأهلي الأمر الذي سيفقدهم حتماً السيطرة والتركيز.. والثاني لم يحرك ساكناً إزاء تخبطات الثنائي المسعري «غير المفيد فنياً».
والنزهان في وسط الميدان.. ولاتجاه بطء وضعف لاعبي دفاعه في التغطية أو تردد حارسه في الخروج وتواقيته الخاطئة في التصدي للكرات العكسية.. ولم يستفد من التغيرات المتاحة له للمحافظة على أقل تقدير على تقدمه بعد الهدف الصاروخي للجمعان في الشوط الثاني سواء بتدعيم منطقته الخلفية بلاعب وسط مدافع كالقحطاني أو زيادة تفعيل وتنشيط هجومه والضغط على دفاع الأهلي بمهاجم نشط ومشاكس كالعلي وترك الحرية للنزهان بممارسة دوره الطبيعي وعدم تقييده بمهام لا يستطيع تأديتها أصلاً أو يعجز عن اتقانها.. واستغرب في ذات الوقت استبداله للاعب الخبرة خميس العويران الذي يمكن الاستفادة منه في الاوقات الحرجة من المباراة بحكم خبرته وتوجيهاته لزملائه وأيضاً في تنفيذ ركلات الترجيح لإجادته وخبرته.. في حين أنه وقف متفرجاً على سلبية البرازيلي أدميلسون..! علاوة على تركه لصناع الهجمة الأهلاوية حرية التحرك بمسافات ومساحات في الوسط دون مضايقة أو رقابة أو ضغط عليهم.
كل هذا البرود أو السلبية من لدن مدرب الهلال في التفاعل مع مجريات المباراة قابلتها سرعة بديهة وقراءة جيدة وتوفير خطط بديلة ولعب بكافة الأوراق المربحة والمفيدة من قبل المدرب«الذكي » لوكا.. ليتفوق بالتالي الأخضر ويلحق بالتعادل ثم يفوز.. وكان قادراً على حسم الأمور لمصلحته بهدف ذهبي لو أحسن الثنائي السويد ودابو استثمار الفرص دونما الوصول الى ركلات الترجيح.
اعتمد الهلال على تحركات وتسديدات الجمعان وتوهج النجم الواعد فيصل الصالح في وسط الميدان.. واللعب على الاخطاء الدفاعية للأهلي بخاصة تلك التي وقع بها المدافع المصري رضا سيكا الذي لم يقدم شيئاً بذكر للفرقة الأهلاوية في المباراة وكاد يتسبب بخسارة الأهلي للقب.. بينما تأكد أن معظم لاعبي الهلال الحاليين لم يهضموا جيداً طريقة مدربهم البرتغالي أو لم يستوعبوا بعد ما الذي يريده آرثر منهم لينفذوه داخل الملعب.. بل أن بعض اللاعبين افتقدوا بشكل جلي للحماسة والروح القتالية وظهر الدفاع الأزرق في أسوأ حالاته ووضح على الثنائي شريدة والمفرج وثالثهم الصويلح البطء الشديد وسوء التغطية.. فيما واصل الحارس العتيبي مستوياته المهزوزة بخروجه الخاطئ حينا وتردده المربك لزملائه المدافعين حيناً آخر..!
* ما هذا ال«أدميلسون»؟
* كما تأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك فيه.. «اعتيادية»، مستوى المهاجم البرازيلي أدميلسون الذي ساعده سيكا في تسجيل هدف التقدم الهلالي ولم يساعد هو فريقه الذي تعاقد معه من أجل الاستفادة منه.. فمستواه يقارب أقل لاعبي الهلالي عطاء في الهجوم.. ولم نلمس الاستفادة منه في الكرات العكسية أو الطولية رغم طول قامته أو الانطلاقة السريعة رغم خطواته الواسعة.. ولم يعمل على التمركز الجيد أو المشاركة في صناعة الهجمة كما أنه يفتقد للمهارة أو التركيز عند المراوغة .. وضاع وسط زحمة اللاعبين في المنطقة الخلفية للأهلي ولم يحاول الهروب من الرقابة..
باختصار أدميلسون لاعب «عادي»، القدرات .. والاستفادة منه ستكون محدودة جداً .. بدليل اضاعته لركلة الجزاء الحاسمة.. !.. ولا أدري على أية أساس تم التعاقد معه؟ ومن تعاقد معه؟!
وأضيف نقطة مهمة.. أن غياب اللاعب الموهوب وليد العمودي أثر في عطاء الجهة اليمنى للهلال.. كما أن تعمد تغييب لاعب بحجم خبرة وعطاء فيصل ابواثنين أضر بالفريق في المباراة النهائية..!
باختصار أكبر.. فإننا نستطيع وصف الفريق الهلالي في المباراة النهائية عندما واجه خصماً قوياً كالأهلي وليس مهترئاً فنياً كالاتحاد بالعبارات التالية:
حراسة مهزوزة.. دفاع بطيء.. وسط مفكك.. أجانب صفر.. هجوم أعرج»..
مكاسب الأهلي
النادي الأهلي لم يكسب فوزه بالكأس ومحافظته على لقبه فحسب.. بل غنم عدة مكاسب مهمة للغاية في هذه المرحلة .. لعلي أذكرها عبر النقاط المحدودة التالية..
* تأكيد نجاح الرؤية الإدارية للمشرف على الفريق الأمير محمد العبدالله الفيصل وتعزيز قيادته الناجحة وقطفه لثمرة دعمه المادي والمعنوي للفريق والمدرب واللاعبين.
* زيادة حجم الثقة بقدرات المدرب البلجيكي لوكا في رسم ملامح وهوية الفريق الأهلاوي الفنية من لدن مسؤولي النادي وأنصاره وكذلك ثقة المدرب في قدراته وخطته في تجهيز وإعداد الفريق للمنافسة الأهم في بطولة الدوري.
* زيادة الاستقرار الفني والإداري للفريق.. وكذلك من الناحية العناصرية في ظل دعمه باللاعبين رضا سيكا وخالد الشنيف.. فمن الأهمية بمكان أن يتزامن ويتواكب هذا التدعيم بتحقيق بطولة مهمة.. تقديراً للانعكاسات النفسية لذلك على اللاعبين أنفسهم والجماهير ومن تعاقد معهما..!
* الوجوه الشابة والواعدة التي كسبها الفريق بعد أن منحها المدرب بدعم من الإدارة المشرفة الضوء الأخضر في بطولة الصداقة الخامسة التي أحرز لقبها الأهلي لأول مرة في أبها.. ثم تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم واكتسابهم لحساسية وخبرة المباريات الهامة والنهائية كالمهاجم الخطر وليد الجيزاني والمدافع المتألق صالح المحمدي وزميليه المدافعين الآخرين يحيى جوشاني ونايف القاضي.. وكأني بالعملية أشبه ما تكون «استنساخ»، مجازاً للاعبين طلال المشعل وحسين عبدالغني وعبدالله سليمان...
* زيادة الالتفاف الشرفي والإداري حول الفريق ولاعبيه وإدارته المشرفة .. الأمر الذي سينعكس بالإيجاب من خلال الدعم المادي والمعنوي وربما الفني بالتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب بارزين .. ونفسياً من حيث توفير الاستقرار والجرعات المعنوية للاعبين من خلال مكافآت الفوز والبطولة.. وهذا أمر غاية في الأهمية...
** وأخيراً.. فإن الأهلي افتتح موسمه ببطولة الصداقة الدولية كاسراً الحاجز النفسي الذي لازمه في بطولاتها الأربع الماضية.. ثم حافظ على لقبه بكأس الأمير فيصل.. وهذان أكبر دافع معنوي وحافزان قويان للاعبين ولوكا والإدارة المشرفة ولجماهير الأهلي التي صبرت طويلا لدخول الدوري وكسر الحاجز النفسي الآخر بتحقيق لقب بطل كأس دوري خادم الحرمين الشريفين..
* صفعة ويا..!
انتهت البطولة الأولى للموسم الرياضي الجديد.. وقد شهدت مستويات فنية متوسطة سواء للفرق أو الحكام.. وعزاؤنا الوحيد بروز عدد من النجوم الشابة التي ستفيد الكرة السعودية في المستقبل بعد ان أتاح لها المدربون الفرصة لتقديم مواهبهم والكشف عن مستوياتهم الواعدة.. يتقدم هؤلاء المهاجم الأهلاوي وليد الجيزاني وزميلاه صالح المحمدي ويحيى جوشاني.. ووليد العمودي ومحمد القحطاني وفيصل الصالح وفي الاتفاق ابراهيم المغنم وصالح بشير والحارس الخالدي والنجعي والرهيب والجمعان..
لكن الجانب الأهم.. فإن البطولة سجلت اخفاقا مخيفا في تعاقدات الأندية السعودية مع اللاعبين الأجانب.. والتي تسابق مسؤولوها خلال فترة الصيف ثم الاعداد بالتنويه عن التعاقد مع اللاعبين العالميين أو فئة ال «سوبر ستار» لنفاجأ بالمتردية والنطيحة أو كما يقال في العامية «العويرا.. والزويرا».. فمن مارتينيز المزور إلى سالو المصاب بالإيدز!! .. إلى صفعات أدميلسون ودلفادو. وخورخي وسيكا..!
بينما تواجد النجوم حقاً.. والعالميون نعلاً.. عند جيراننا في الملاعب الإماراتية.. فالأهلي تعاقد مع نجم الكرة الإيرانية علي كريمي ورشيد بن محمود.. والوصل مع نجم تشيلي كريستيان.. وفي الوحدة الرويسي ومحمد سالم العنزي وكونتي.. وفي العين العاجي جويل تيمي ورشيد الداودي وباولو ديسلفا هداف الدوري السعودي الموسم الفائت.. وعلى رأس هؤلاء جميعاً ال «سوبر ستار» والنجم العالمي الليبيري جورج ويا الذي تعاقد معه نادي الجزيرة ومع مواطنه جيمس ديبا..
والنجم جورج ويا البالغ من العمر «34» عاماً غني عن التعريف ولكن للتذكير فقط.. أقول بأنه سبق له اللعب في صفوف ميلان الايطالي وباريس سان جيرمان ومونالو وتشيلسي ومانشستر الانجليزيين وحاز على جائزة أفضل لاعب في أفريقيا وأوروبا عام 95.. وكان قد تلقى عرضاً من متروستار الأمريكي قبل مجيئه للإمارات. ولكم ان تتخيلوا انعكاسات هذا الحجم الكبير من الخبرة على ملاعب ولاعبي الامارات..
والسؤال الذي يفرض نفسه.. لماذا كل هؤلاء النجوم السوبر ستار في الإمارات.. ولك السوبر )مقالب( عندنا...!!؟
نقاط
** ربما يكون آرثر تعمد إبقاء أدميلسون في الملعب طيلة المباراة كي يثبت لمن تعاقد معه انه مهاجم غير مفيد للهلال.. وصفقة خاسرة!.. في هذه الحالة نجد العذر للمدرب..
** يجب على الإدارة المشرفة على الفريق الهلالي مناقشة المدرب آرثر في العديد من المسائل وعدم ترك الأمور له على الغارب..!
** تقسيم فرق كأس الأمير فيصل إلى أربع مجموعات أضعف المسابقة وغيب الحضور الجماهيري والمتابعة للنجوم الشابة وزيادة عدد مبارياتها إعداداً وتجهيزاً لها ولفرقها للدوري.
** إذا سلم الحكام الجدد من )شحن( معظم زملائهم الدوليين وتوجيهاتهم السلبية.. التي يسيرون عليها في إدارة مبارياتهم فإنهم يكونون قد تجاوزوا خطراً مهماً..
** حكم نهائي الكأس لم يخفق .. لكنه لم يحقق درجة النجاح بامتياز وعلامة )7( من عشرة منصفة لمستواه خلال الاشواط الأربعة وركلات الترجيح.
** مارست لجنة الحكام صمتا مطبقا حيال تكليفها للحكم المساعد «العسيري» في مباراة الاتفاق والهلال )1/1( بالدمام رغم فشله في الكوبر..!!
* هل سمعتم عن دورات للمعلقين السعوديين؟ وهل قرأتم عن برامج إعداد لتأهيل المعلقين لدينا؟.. وهل تعلم عزيزي القارئ أن المنطقة الشرقية لايتوافر فيها سوى معلق واحد فقط.. على عكس مناطق المملكة الرئيسية؟! والسؤال.. ما الذي تقوم به لجنة المعلقين؟ وما دورها تجاه تأهيل المعلق الرياضي أو الكروي التأهيل المناسب؟!.. نريد أجوبة عن كل هذه الأسئلة..!!!
خاتمة «إن الشدائد هي التي تصنع الرجال»
|
|
|
|
|