أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th October,2001 العدد:10239الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رجب 1422

عزيزتـي الجزيرة

شمس القاضي أضاءت الدرب
رسالة الطفل إلى خادمته تستحق الثناء
كالعادة في الجزيرة في كل يوم نلتقي مع كتاب كبار لهم اطروحاتهم ومقالات وكتابات في كل مفيد وجديد يهمنا ويفيدنا يجب علينا نحن القراء أن نغترف منه ما يروي عطشنا العلمي أو الاجتماعي أو الثقافي. المهم ألا يفوتنا رحيقه فعلى سبيل المثال في عدد الجزيرة 10597 كتب كاتبنا القدير الأستاذ حمد القاضي الذي نعرف المجلة العربية به ونعرفه بالمجلة العربية ودائما شمس كتابته عنا لا تغيب. كتب موضوعاً تحت عنوان «ياللمأساة» تفويض الصلاحيات من الأمهات إلى ...... والنتيجة مفاد هذا الموضوع عاقبة إسناد الأمومة إلى الشغالات. ثم ذكر قصة حقيقية خلاصتها: أحد مدرسي اللغة العربية دخل على طلبته الصغار في حصة التعبير وتحدث عن الأم وناقش تلاميذه في ذلك حتى اطمأن على استيعابهم الموضوع، ثم أملى عليهم رسالة وأعطى كل طالب ظرفاً للرسالة وعندما سأله الطلبة إلى من نبعثها يا أستاذ قال سأقول لكم فيما بعد. ونص الرسالة: [إلى الإنسانة التي تحبني وترعاني وتتعب وتسهر من أجلي.. إلى الإنسانة التي تعتني بطعامي وتغسل ثيابي وتحرص على نظافتي وتسهر على راحتي وتربيتي أحسن تربية وتحبني أكثر من أي إنسان في هذه الحياة الدنيا وتقضي كل وقتها معي.. إلى «.......»] ثم طلب المدرس من كل طالب أن يملأ الفراغ الذي في النهاية والذي يوضح إهداء الرسالة وعندما تسلم الأوراق هاله وفجعه ما رأى.. لقد وجد كل طفل وجه هذه الرسالة إلى سارتينا، براندي، سيغاري. ججي.. وهي أسماء الشغالات. انتهت القصة.
لقد تعجب كاتبنا أيما تعجب ومثله لا يتعجب واندهش ومثله لا يندهش.. وردد: هل هذه حقيقة أم خيال؟.. فأقول لكاتبنا بعد الاستعانة بالله: علام التعجب وعلام الاندهاش وأنت وأنا نعرف السبب وإذا عرف السبب بطل العجب.. فعلى رسلك أخي الفاضل وحنانيك يا عزيزي وصديقي الكريم. ليس هذا بغريب ولا مستغرب أنا وأنت عندما نعود أو نزور بعض المستشفيات لا نرى من يهدهد أطفالنا إلا الخادمات أثناء مرضهم وأنا وأنت نعرف سلفاً أن أطفالنا عندما يغيبون عن مدارسهم لمرض لا يقف بجانبهم ويُسقيهم دواءهم غير الشغالات فالأمهات عاملات وإن كان عجبك واندهاشك واستغرابك على صراحة الأطفال وبراءتهم عندما قالوا الحقيقة ونشروها على الملأ فلك عذرك ولي عذري وتظل الحقيقة شئنا أم أبينا لا تحتاج إلى برهان واستدلال.
أخي الفاضل بالله عليك أقولها ولا أخاف لومة اللائم هل أنت غريب عن مجتمعنا.. لماذا تستغرب وعند جهينة الخبر اليقين؟ عندما نرى نساءنا وبناتنا وأخواتنا يذهبون إلى مدارسهم معلمات من الساعة السادسة أو الخامسة صباحاً ولا يعودون إلا قبيل صلاة العصر وعندنا في البيت أطفال رضع وأطفال لم يصلوا بعد إلى أعمار الدراسة فمن الذي يرعاهم ومن الذي يعتني بهم ومن الذي يقدم لهم أكلهم ويفرش لهم أرضهم. وأنت تعلم هذا وإن كنت لا تعلم فاعلم ممن اكتوى بنارهم وذاق أليم أفعالهم، وإن نسينا ما نسينا فلن ننسى أن المعلمات والمدرسات لا ينقطع عملهن بنهاية الدوام بل يستمر على الدوام من تصحيح ورصد درجات وتحضير وعمل وسيلة ومراجعة للكتب. فمن أين يجدن الوقت للوقوف أمام أطفالهن فضلاً عن التربية أو الرعاية والرضاعة التي ولى وقتها مع أمي وأمك وجدتي وجدتك وصار مصدرها أبقار هولندا والدانمارك حتى في حق الأزواج صار يوجد تقصير ولكن لمعان الدرهم يخرص الألسن ويكم الأفواه ومع ذلك نجد من ينافح ويكافح ضد تقاعد المعلمات التقاعد المبكر وهذه القصة ومثلها كثير هي من الثمرات اليانعات التي جنيناها من رفض بعض المعلمات، التقاعد المبكر. وللعلم ليس إلا عند بداية هذا العام رأينا معلمين كثر طلبوا التقاعد المبكر أما المعلمات فقد عضوا على التدريس بالنواجذ وبطول اللسان.
أخي الفاضل أنت تعرف هذا وأنا أعرفه والرئاسة العامة لا تجهله والديوان عنده علم اليقين من مضار استمرار المعلمة في التدريس إلى أن ترد إلى أرذل العمر فماذا قدم ونسمع جعجعة ولا نرى طحينا، الرئاسة وما أدراك ما الرئاسة نراها عندما يكون في بعض الأحياء أو القرى طالبات بعدد أصابع اليد تقوم بفتح فصل دراسي لهن. والآن في بيوتنا أطفال وأولاد يفوقون أصابع اليدين ومع ذلك لا يجدون من يأخذ بأيديهم إلى البر والتقوى، أب يلهث وراء المادة وأم سلمت مفاتيح البيت للخادمة بما فيه التربية والرعاية والعناية فماذا ننتظر؟!
أخي الفاضل.. كما يقال «إذا عرف الداء سهل الدواء» فلا تعجب ولا تحتار التقاعد المبكر للمعلمات هو الحل الأمثل للقضاء على مثل هذه الظاهرة الخطرة التي هي خناجر في صدور فلذات الأكباد. أخي رغم أنفي أقول إذا كان الطفل يتمرغ في أحضان الخادمة وإذا كان الطفل لا يرى أمه إلا وقتاً يسيراً فإن معه الحق وإن أبدى اعجابه وأرسل رسالة إلى خادمته فهي تستحق الثناء والطفل لا يقول أبداً إلا الصدق ولا يعرف باب المجاملة ولا طريق المحاباة.
عبدالرحمن سلمان الدهش
ثانوية الملك سعود بالدلم

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved